-A +A
علي بدير (تبوك)
رغم نظرات السخط واللوم التي أراها في عيون ساكني الحي الذي أقطنه بمدينة تبوك، إلا أنني سعيد بعودتي لحياتي الطبيعية .. هكذا تحدث عيد سالم الذي قضى ثلاث سنوات خلف القضبان لقيامه بارتكاب عدد من السرقات وجرائم السطو وأفرج عنه مؤخراً بعد انقضاء مدة عقوبته، وقال «هذه النظرات أرحم بكثير من سنوات العذاب التي قضيتها داخل أسوار السجن، وقد عزمت ألا أعود إليه مرة أخرى فقد تجرعت مرارة الألم والحرمان بسبب ما اقترفته من أعمال سيئة كانت بصمة سوداء في حياتي ومستقبلي». وأضاف سالم «أعيش وسط أسرة متوسطة الحال ولم أكمل تعليمي بسبب إهمالي وعدم الاستماع لنصيحة والدي الذي كان يحثني على مواصلة التعليم ولكني خيبت ظنه واتجهت إلى طريق نهايته السجن بعد أن تعرفت بشخص في الحي والذي هجر الدراسة بسبب كثرة مشاكله التي لا تنتهي، وجمع بيننا التهور والانفلات وجمع بيننا هم الحصول على المال بأية وسيلة». وأردف «رأينا في بداية الأمر بأن سرقة أسطوانات الغاز هي الحل السريع لجلب المال حيث يتم بيع الأسطوانة الواحدة بـ 100 ريال، وشرعنا في سرقة العديد منها سواء داخل الحي الذي نسكن فيه، أو في أحياء الأخرى ثم تحول الأمر في فترة لاحقة إلى السطو على المنازل وحمل ما خف وزنه وغلي ثمنه، ثم تطور الأمر إلى سرقة السيارات». وزاد «بالرغم من حصولي على الأموال، إلا أنني لم أشعر يوما بالسعادة، بل جرت السرقة في دمي ولا أستطيع أن أعيش يومي دون أن أقوم بالسرقة، في كل مرة أنوي التوقف كان صديق السوء يدفعني دفعاً حتى وقعت في شر أعمالي وتم القبض علي ودفعت من عمري ثمن ما اقترفته يداي من سرقات، وتم الإفراج عني حتى أمنح لنفسي فرصة العودة من جديد لحياة شريفة بعيدة عن أموال الحرام». وختم بالقول «لم يقصر والدي في مساعدتي ومنحي «بسطة» في سوق الخضراوات حتى أكسب قوت يومي، ومن لحظتها أدركت معنى العمل الشريف والكسب الحلال والحمد لله على ما أنا فيه».