-A +A
محمد المصباحي
** رغم أن ما يعرف بالضرب تحت الحزام، والخيانات، والدسائس، نشأت منذ القدم، إلا أن تلك الصفات انتشرت اليوم حتى في أتفه وأقل القضايا..
** ويرجع تغلغل ذلك في المجتمع إلى ضعف الكفاءات التي لا ضمير لها، فبات الشخص يتملق للحصول على منصب أو مقعد لا يستحقه، أو لحقد في نفسه، أو لتملك المال حتى ولو أضر بالآخرين..

** هذا الواقع المؤسف يجعل الشريف يتساءل عن الأساليب المثلى للتعامل مع من يحيك ويحفر له في الخفاء أو يستخدم معه الأساليب الملتوية، فهل يعامله بالمثل، استنادا على المقولة: الحرب خدعة، أو بالاستناد إلى المقولة الشعبية: «اتغدا بيه قبل لا يتعشى بيك».
** للأسف أضاعت هذه المراوغات أهل الضمائر فبات المرء يتفاجأ لجوء البعض للمراوغات ثم يبررون عملهم بأن الواقع لا ينصفهم وأنهم لن يتمكنوا من دفع الظلم قبل حصوله إلا بالضرب من تحت الحزام..
** الشريف لا يخون أبدا مهما كانت الأسباب والمسوغات.. بل لا بد أن يجعل الإنسان نصب عينيه قول الله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا)، والمخرج في الآية لا يعني التخلص من العدو دوما، بل يكون أحيانا بعكس ما يتوقعه الإنسان، كما على الإنسان ألا يكون مغفلا لا يدرك ما حوله، عملا بقول الخليفة عمر بن الخطاب: «لست بالخب ولا الخب يخدعني»، أي لست بالمخادع الغادر، وفي الوقت ذاته لا يخدعني الآخرون.
لحظة..
** الضرب تحت الحزام في توقيته ومكانه وظرفه المهيأ.. يصيب، وإذا لم يحقق نفعا فسيؤثر سلبا على مقترفه.. وهذه اللعبة الخداعية لا يخوضها المغفلون.. ويبقى الوفاء ووضوح التعامل وصفاء القلب.. عملة نادرة!.