في دراسة علمية سعودية حديثة (2013) عن الأخطاء الطبية في المملكة نشرت في مجلة طب الأسرة والمجتمع، وفيها أن مراجعة 642 قضية (منها 176 حالة وفاة و42 إعاقة دائمة ومؤقتة) نظرت في الهيئة الطبية الشرعية ولجنة المخالفات الطبية في عامي 1427هـ و 1428هـ، كان 25 في المئة من القضايا المنظورة ضد أطباء النساء والتوليد، تم الحكم بدفع الدية والتعويض في 20 حالة من إجمالي الحالات، والغرامة في 156 والإنذار في 74، وبعض القضايا تقرر تطبيق أكثر من عقوبة أو رفض الدعوى، وأوضحت دراسة سعودية أخرى نشرت في مجلة طيبة للعلوم الطبية (2010) أن الاختناق الولادي كان أكثر مسبب لرفع هذه الدعاوى ضد أطباء التوليد وأدت إلى دفع التعويض في 60 في المئة من الحالات، وهذه القضايا نتجت إلى تعرض 83 في المئة من الأطباء والطبيبات إلى الاكتئاب والقلق و15 في المئة منهم رغبوا في تغيير تخصصاتهم ووظائفهم.
الاختناق الولادي هي حالة مرضية حرجة تحدث لـ 3 في المئة من المواليد حسب منظمة الصحة العالمية، حيث يتعرض المولود لنقص الأكسجين إما قبل الولادة بنسبة عالمية تقدر بـ 50-70 في المئة، أو أثناء الولادة بنسبة 20-40 في المئة، أوبعد الولادة بنسبة 10 في المئة، ويؤدي ذلك إلى توقف التنفس أو التنفس بجهد كبير وإلحاق تلف في الدماغ والأعضاء الحيوية مثل: القلب والرئتين، وأشد الضرر هو تلف خلايا المخ المستدامة، وضعف في القدرات العقلية والصرع، وضعف العضلات وقد تحدث الوفاة أيضا، وقد يؤدي ذلك إلى مجموعة من الأمراض النفسية والعصبية عندما يكبر الطفل مثل فرط الحركة والفصام العقلي إذا كان الحدث أقل وطأة.
ومن الأسباب الأساسية للاختناق الوليدي والتي ذكرت في المجلات الطبية المتخصصة، أسباب تحدث قبل الولادة مثل انقطاع تدفق الدم للجنين نتيجة الضغط على الحبل السري أو المشيمة، انخفاض تدفق الدم الناتج عن انخفاض ضغط الدم للأم الحامل، أو الأم المصابة بالأنيميا الشديدة أو لديها أمراض بالمشيمة، ومن أهم الأسباب أيضا عدم المتابعة المنتظمة للأم لدى أخصائية النساء والتوليد. أما بخصوص الأسباب التي تحدث أثناء التوليد ومنها الإصابات التي تحدث للوليد ووضع الطفل عند الولادة وعدم إعطاء الأم نسبة كافية من الأكسجين أثناء الولادة أو تأثر تنفس الأم نتيجة التخدير، وعدم إعطاء المولود كمية كافية من الأكسجين وعدم وجود حاضنة لهذا الغرض وعدم التعامل الاحترافي من الطاقم الطبي بإعطاء أدوية ترفع ضغط الدم وتساعد المولود على التنفس، وعدم السرعة أيضا في التدخل الجراحي السريع بإجراء العملية القيصرية.
وفي دراسة جامعة طيبة الآنفة أجمع أطباء وطبيبات التوليد السعوديون أن الفشل والتأخر في التشخيص وعدم التفسير الصحيح لقراءات نبضات القلب للجنين والتأخر في قرار العملية القيصرية من الأسباب المهمة لحصول الاختناق الولادي.
الإعاقة الناتجة عن هذا الاختناق نتائجها مؤسفة وكارثية على الطفل وحياته وعلى العائلة وتكلف الدولة مبالغ طائلة للعلاج والتأهيل. ومن أهم العوامل لتقليل حدوثها هو الاهتمام بالمتابعة المستمرة للأم الحامل عند الطبيب والعناية الفائقة للأمهات والمواليد ذوي الحالات الحرجة بواسطة فريق طبي متمرس وتعزيز التواصل الفعال والسريع بين أطباء التوليد والأطفال والتخدير لاتخاذ قرارات طبية حاسمة. فالدقائق القليلة قد تكون مؤثرة جدا في حياة الطفل ومستقبله.
tobagi@hotmail.com
الاختناق الولادي هي حالة مرضية حرجة تحدث لـ 3 في المئة من المواليد حسب منظمة الصحة العالمية، حيث يتعرض المولود لنقص الأكسجين إما قبل الولادة بنسبة عالمية تقدر بـ 50-70 في المئة، أو أثناء الولادة بنسبة 20-40 في المئة، أوبعد الولادة بنسبة 10 في المئة، ويؤدي ذلك إلى توقف التنفس أو التنفس بجهد كبير وإلحاق تلف في الدماغ والأعضاء الحيوية مثل: القلب والرئتين، وأشد الضرر هو تلف خلايا المخ المستدامة، وضعف في القدرات العقلية والصرع، وضعف العضلات وقد تحدث الوفاة أيضا، وقد يؤدي ذلك إلى مجموعة من الأمراض النفسية والعصبية عندما يكبر الطفل مثل فرط الحركة والفصام العقلي إذا كان الحدث أقل وطأة.
ومن الأسباب الأساسية للاختناق الوليدي والتي ذكرت في المجلات الطبية المتخصصة، أسباب تحدث قبل الولادة مثل انقطاع تدفق الدم للجنين نتيجة الضغط على الحبل السري أو المشيمة، انخفاض تدفق الدم الناتج عن انخفاض ضغط الدم للأم الحامل، أو الأم المصابة بالأنيميا الشديدة أو لديها أمراض بالمشيمة، ومن أهم الأسباب أيضا عدم المتابعة المنتظمة للأم لدى أخصائية النساء والتوليد. أما بخصوص الأسباب التي تحدث أثناء التوليد ومنها الإصابات التي تحدث للوليد ووضع الطفل عند الولادة وعدم إعطاء الأم نسبة كافية من الأكسجين أثناء الولادة أو تأثر تنفس الأم نتيجة التخدير، وعدم إعطاء المولود كمية كافية من الأكسجين وعدم وجود حاضنة لهذا الغرض وعدم التعامل الاحترافي من الطاقم الطبي بإعطاء أدوية ترفع ضغط الدم وتساعد المولود على التنفس، وعدم السرعة أيضا في التدخل الجراحي السريع بإجراء العملية القيصرية.
وفي دراسة جامعة طيبة الآنفة أجمع أطباء وطبيبات التوليد السعوديون أن الفشل والتأخر في التشخيص وعدم التفسير الصحيح لقراءات نبضات القلب للجنين والتأخر في قرار العملية القيصرية من الأسباب المهمة لحصول الاختناق الولادي.
الإعاقة الناتجة عن هذا الاختناق نتائجها مؤسفة وكارثية على الطفل وحياته وعلى العائلة وتكلف الدولة مبالغ طائلة للعلاج والتأهيل. ومن أهم العوامل لتقليل حدوثها هو الاهتمام بالمتابعة المستمرة للأم الحامل عند الطبيب والعناية الفائقة للأمهات والمواليد ذوي الحالات الحرجة بواسطة فريق طبي متمرس وتعزيز التواصل الفعال والسريع بين أطباء التوليد والأطفال والتخدير لاتخاذ قرارات طبية حاسمة. فالدقائق القليلة قد تكون مؤثرة جدا في حياة الطفل ومستقبله.
tobagi@hotmail.com