-A +A
عبدالكريم الرازحي
كنت قبل أسابيع في العاصمة الجزائرية مشاركاً في أسبوع ثقافي يمني أقيم هناك بمناسبة إعلان الجزائر عاصمة للثقافة العربية. ومن الجزائر انتقلت إلى القاهرة لحضور المؤتمر الدولي للشعر العربي، وهناك كانت الزوبعة المهولة التي استقبلت بها وهي زوبعة في فنجان، وكان أول من استقبلني بها هو السائق الذي أقلني إلى الفندق وراح يحدثني عنها طوال الطريق، كان السائق متوتراً، غاضباً، ومنفعلاً يشتم هالة سرحان شتائم بذيئة، ويقول عنها كلاماً يخدش مقص الرقيب. ويلعن القناة الفضائية متهماً إياهاً بأنها وراء الحملة الإعلامية الموجهة ضد مصر وأنها من شجع هالة على الإساءة إلى سمعة بلدها وبنات بلدها. وفي اليوم التالي عندما رحت أتصفح الصحف المصرية إذا بي أفاجأ بأن الصحافة منقسمة على نفسها! والشعب المصري منقسم إلى شاطر ومشطور وبينهما هالة والنيل أيضاً هو الآخر كان في حالة مد وهيجان وانقسام، والأهرام كذلك. خوفو وخفرع ومنقرع، خوفو الكبير كان واقفاً ضد هالة بصلابة، يطالب بمحاكمتها وشنقها على مرأى منه معتبراً أن ما أقدمت هالة عليه هو عمل يرقى إلى مستوى الخيانة العظمى.. متهما إياهاً بالعمالة لفضائية أجنبية معادية لمصر، منقرع الصغير راح يدافع عن هالة ويعتبر أن ما فعلته يدخل ضمن حرية الإعلام وحرية المعلومات، خفرع الأوسط يحاول أن يكون وسطاً بين الهرمين فهو يرى أن هالة قد اقترفت ذنباً وعليها أن تتوب وتتحجب وتعتزل الإعلام وتكفّر عن ذنبها في ما فعلته بحق الأهرام.
أما أنا فقد هالني حجم الغضب الموجه ضد هالة.. لكن. لو صح بأن المذيعة هالة قد بثت على الهواء بنات هوى مزوَّرات، وصح بأن الطب الشرعي قد أثبت أن فتاتين من الثلاث اللاتي ظهرن في حلقة «فتيات الليل» في برنامج «هالة شو» عذراوان، فإن من حق المشاهدين أن يرفعوا ضد هالة دعوى بتهمة التزوير وأن يطالبوا بالتعويض عن الساعات التي قضوها أمام شاشات التلفاز.