يخيل لي أن الأهداف الحقيقية لحرب السودان التي استمرت «لأكثر من أربعة عقود»؛ لينفصل الجنوب عن الشمال، قد فضحت حقيقتها «الحرب الأهلية» في أحدث دولة بالعالم «جنوب السودان» التي اشتبك فيها «الإخوة المسيحيون».
فلعبة الدين التي مورست على الشعب قبل أن يصبح شعبين، ليقتل بعضهم البعض باسم الإسلام والمسيحية، لا دخل لها، وكانت على السلطة والنفوذ، تربتها غياب العدل بالسودان.
وأن ما كان يعد فيه زعماء كلا الطرفين محاربيهم بالشهادة والجنة لإعلاء الدين، كانت حيلة تنطلي على البسطاء قديما، ومازالت تنطلي عليهم، لأن الأطماع الاقتصادية والبحث عن السلطة لنفسك، لا تكفي لأقناع الكثير لخوض حربك، لهذا توظيف الدين أو تغليف أطماعك به يدفع الجنود للتضحية بأرواحهم.
الآن وبعد أن استنفد زعماء الجنوب فكرة «الحرب الدينية» التي أدت إلى تقسيم السودان، انتقلوا للحرب العبثية الثانية، وبدأ نائب الرئيس المخلوع «رياك» زعيم قبيلة «النوير»، يثور على الرئيس «سلفا كير» زعيم قبيلة «الدينكا»، مستخدما القبيلة/العرق، بحثا عن السلطة والنفوذ.
وهي نفس الحرب العبثية الثانية في دولة «شمال السودان» القائمة على القبيلة، والتي بالتأكيد ستؤدي لفكرة «السودان أس 4»، أي تقسيم المقسم.
ويبقى السؤال الذي يفرضه نفسه بعد معرفة أهداف الزعماء «النفوذ والأطماع الاقتصادية والسلطة»: على ماذا يتحارب الجنود، أو ما الذي يدفعهم لخوض الحروب الدينية والعرقية؟
إجابة أولى: يمكن القول إن الجهل هو المحرك لهؤلاء المقاتلين البسطاء والقتلة، فالعاقل يعرف أن الآخر إن آمن بعقيدة أخرى، لن يضره بشيء، لأنه سيذهب وحده للنار وبئس المصير، وهذا خياره.
كذلك العاقل والقابض على العلم، يعرف أن العرقية لا أساس لها، فبعد خلق «آدام وحواء» أصبحت البداية دائما عملية بيولوجية ناتجة عن تصادم «بويضة مع حيوان منوي»، وهذه العملية لا تمنح ميزة لأحد.
وأن ما يحتاجه العاقل في التجمعات البشرية «الدولة» عقد اجتماعي يحقق العدل للجميع، لهذا لن يدخل مثل هذه الحروب، وسيصارع دائما لفرض العدل.
وإلى أن تقتل المجتمعات جهل أفرادها، لن تختفي هذه الصراعات، وستستمر حقيقة أنه يمكن «للقاتل والمقتول» أن يكونا بالنار، على الأقل نار هذه الحياة التي تصنعها مثل هذه الحروب، فتدمر مقدرات الشعوب.
فلعبة الدين التي مورست على الشعب قبل أن يصبح شعبين، ليقتل بعضهم البعض باسم الإسلام والمسيحية، لا دخل لها، وكانت على السلطة والنفوذ، تربتها غياب العدل بالسودان.
وأن ما كان يعد فيه زعماء كلا الطرفين محاربيهم بالشهادة والجنة لإعلاء الدين، كانت حيلة تنطلي على البسطاء قديما، ومازالت تنطلي عليهم، لأن الأطماع الاقتصادية والبحث عن السلطة لنفسك، لا تكفي لأقناع الكثير لخوض حربك، لهذا توظيف الدين أو تغليف أطماعك به يدفع الجنود للتضحية بأرواحهم.
الآن وبعد أن استنفد زعماء الجنوب فكرة «الحرب الدينية» التي أدت إلى تقسيم السودان، انتقلوا للحرب العبثية الثانية، وبدأ نائب الرئيس المخلوع «رياك» زعيم قبيلة «النوير»، يثور على الرئيس «سلفا كير» زعيم قبيلة «الدينكا»، مستخدما القبيلة/العرق، بحثا عن السلطة والنفوذ.
وهي نفس الحرب العبثية الثانية في دولة «شمال السودان» القائمة على القبيلة، والتي بالتأكيد ستؤدي لفكرة «السودان أس 4»، أي تقسيم المقسم.
ويبقى السؤال الذي يفرضه نفسه بعد معرفة أهداف الزعماء «النفوذ والأطماع الاقتصادية والسلطة»: على ماذا يتحارب الجنود، أو ما الذي يدفعهم لخوض الحروب الدينية والعرقية؟
إجابة أولى: يمكن القول إن الجهل هو المحرك لهؤلاء المقاتلين البسطاء والقتلة، فالعاقل يعرف أن الآخر إن آمن بعقيدة أخرى، لن يضره بشيء، لأنه سيذهب وحده للنار وبئس المصير، وهذا خياره.
كذلك العاقل والقابض على العلم، يعرف أن العرقية لا أساس لها، فبعد خلق «آدام وحواء» أصبحت البداية دائما عملية بيولوجية ناتجة عن تصادم «بويضة مع حيوان منوي»، وهذه العملية لا تمنح ميزة لأحد.
وأن ما يحتاجه العاقل في التجمعات البشرية «الدولة» عقد اجتماعي يحقق العدل للجميع، لهذا لن يدخل مثل هذه الحروب، وسيصارع دائما لفرض العدل.
وإلى أن تقتل المجتمعات جهل أفرادها، لن تختفي هذه الصراعات، وستستمر حقيقة أنه يمكن «للقاتل والمقتول» أن يكونا بالنار، على الأقل نار هذه الحياة التي تصنعها مثل هذه الحروب، فتدمر مقدرات الشعوب.