-A +A
محمد المصباحي
** يخطئ البعض عند تفسيرهم لسلوك وجهود المربين أو من يتصفون بالأخلاق أو أهل النجاح، لأنهم يتأثرون عند حكمهم على الآخرين بالدعايات، أو لكونهم لا يدركون النظرة البعيدة والعميقة في تفكير البعض..
** فالمكافح في أبنائه والحريص على تربيتهم، يعتبره البعض قاسيا شديدا بسبب تأثر البعض بالعبارات المنادية للحرية، حتى ظنوا أن الحرية لا قيود لها.. وأن المربي حينما يقيدها ــ أي الحرية ــ على أبنائه فهو ظالم..

** واعتبار الشخصية المتواضعة بأنها ضعيفة.. بسبب التأثر بما يقال بأن هذا الزمن يأكل فيه الأقوياء الضعفاء.. وأن التواضع ــ في الاعتقاد السائد ــ ليس سمة للأقوياء..
** واتهام المخلص في عمله بأن اجتهاده يهدف منها الاستزادة من المال فقط.. جريمة في الحكم، والسبب أن هناك أهدافا سامية يحرص عليها الموظف أحيانا كجني المال الحلال أو ربما يجتهد لأن ذلك من سماته، أو لرغبته في التميز في مجاله.. لكن التهم الظالمة لا ترحم..
** وقذف المحب لعمل الخير بأنه يبحث عن الرياء والسمعة.. يرجع لمواقف سابقة.. أو لدعايات تنتشر هنا وهناك..
** وحرص الزوج على بيته وزوجته مستخدما عقله وتفكيره السديد في إدارة عشه الزوجي.. يعتبره البعض ــ أي الزوج ــ شاذا أو بالعامي «معقدا».
** هذه التفسيرات تدل على أن معتقدها مفتقد لثقافة الإدراك الواسع والفكر الواعي تجاه عمل الآخرين.. ومن يفكر بهذه الصورة السلبية ربما لأنه تعود التملق والمكر والتمثيل والتباكي والمراوغة والإهمال، حتى ظن أن كل هذه الصفات السيئة معممة على كل عباد الله،.
** على أهل الفكر والعقلاء توعية المجتمع بأن لكل قاعدة شواذ.. وأن الأحكام لا تعمم.. بل ولا تطلق إلا من ذوي الحكمة بعد تعرفهم الوافي على القضية من كل جوانبها.. أما رمي التهم دون تثبت فدلالة على التسرع والجهل..
لحظة
تفسيرنا السطحي يقودنا إلى أحكام ظالمة.. والمنطقية ألا نحكم وفق رؤيتنا فقط أو ما يمليه المجتمع.. ومن الشجاعة والحكمة الاعتراف بخطيئة حكمنا على الآخرين إن اتهمناهم ظلما.