نوه وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس بالعلاقات السعودية الفرنسية وبالزيارة التي يجريها الرئيس الفرنسي إلى المملكة، مؤكدا أن هذه الزيارة ترتكز على محورين، هما الصداقة الفرنسية السعودية والعلاقات التي تتسم بالثقة والاحترام المتبادلين.
وقال في حوار لـ«عكاظ» إن الزيارة تهدف إلى دعم العلاقات الاستراتيجية في مجالات عدة، لاسيما ما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط وفتح آفاق للتعاون بين البلدين، وهو الأمر الذي سبق التنسيق له مع سمو الأمير سعود الفيصل في باريس في سبتمبر الماضي.
واعتبر فابيوس أن خطوة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الخليجي، خطوة عملية ومهمة وهي محط تقدير من قبل فرنسا، مذكرا بالتجربة الأوروبية والتي بدأت بعدد قليل من الدول.. وإلى نص الحوار:
• تستقبل الرياض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في زيارة رسمية له تعتبر الثانية خلال عام... ما هي ملفات الزيارة؟
من المقرر أن يرافق الرئيس هولاند وفد فرنسي كبير لعقد اتفاقات مع الجانب السعودي خاصة أن عام 2013 شهد حراكا دبلوماسيا واسعا بين باريس والرياض في مجالات عدة، منها زيارة وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله إلى فرنسا في يونيو الماضي واستقبله الرئيس هولاند بجانب زيارات قام بها وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في يناير من هذا العام وبالطبع وزيرة التجارة الخارجية السيدة نيكول بريك، وما أود قوله إن هذا الحراك الدبلوماسي يشكل ركنا أساسيا في دعم العلاقات الثنائية بين الرياض وباريس وتوفير أجواء الثقة لمزيد من التعاون، وأضيف هنا أنه تربطنا بالمملكة علاقات سياسية وثيقة وزاخرة.
• ما هي برأيكم العلاقات الاستراتيجية التي ينبغي تطويرها بين البلدين؟
إذا كان السؤال مرتبطا بالزيارة فلا شك أن دعم العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين سيكون له اهتمام كبير خلال الزيارة، أيضا هناك ملفات تتعلق بالسياسة الخارجية وطروحات حول قضايا محورية تهم البلدين والعمق الأمني والاستراتيجي لكل منهما وهذه المحاور يتم التشاور فيها عبر قنوات الاتصال الدبلوماسية بين الخارجيتين ومن خلال لقاءات شخصية تمت بيني وبين الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية.
• إذا تناولنا الملفات ذات القضايا المحورية.. كيف ترون ما نتج عن قمة الكويت ومبادرة الملك عبدالله للانتقال من التعاون إلى الاتحاد الخليجي؟
إن المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل عام إن دلت على شيء فإنما تدل على بعد الرؤى والضرورات التي ينبغي تحقيقها لمنطقة الخليج من أجل دعم مفاهيم الأمن والاستقرار. ولذلك فنحن ندعم هذا المطلب ونقول إن التجربة الأوروبية لم تتم سريعا وإنما احتاجت إلى كثير من الوقت وبدأت بعدد قليل من الدول وما نتج عن قمة الكويت يشكل حراكا دبلوماسيا وسياسيا ذا أهمية كبيرة لدول الخليج لتحقيق المسيرة التي ستحول مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد خليجي. وفي كل الأحوال فقد تم اتخاذ الإجراءات الأولية.
• كيف تقرؤون الترتيبات الجارية لعقد مؤتمر جنيف 2 بشأن سوريا في يناير المقبل؟
برأيي أن هذا الاجتماع هام جدا ونرجو أن يتم بالشكل الذي نرجوه بناء على تنفيذ بنود اتفاق جنيف 1 وهي تنص على نقل السلطات التنفيذية إلى هيئة انتقالية وبالطبع هذه الأمور ليست كافية لأننا أمام كارثة إنسانية تفوق الحد ولذلك يتعين على مجلس الأمن أن يتحمل مسؤولياته حتى النهاية وعلينا الآن التفكير والأخذ في الاعتبار الأوضاع الإنسانية للشعب السوري ومأساته التي يجب أن تتوقف بأسرع وقت، وموقف فرنسا سيظل حازما ومتماسكا عبر تقديم مساندتها الكاملة للبحث عن السلام. ولذلك فإن كل ما نسعى إليه هو التوصل إلى حل سياسي يمكننا من تنفيذ البنود المطروحة لحل الأزمة السورية ولا ينبغي أن نتجاهل أنه في الوقت الذي يدور فيه التشاور فإن القتال مستمر والمعارك مستمرة.. إذن لا بد من وضع حلول سريعة ووقف إطلاق النار ولذلك فإن انعقاد جنيف 2 أمر ضروري وهام. وفي هذا الإطار يهمنا التواصل مع المملكة في ملفات الشرق الأوسط والأزمة السورية هي ضمن هذه الملفات.
• كيف تتابعون عملية السلام في الشرق الأوسط؟
نحن نهتم بملف السلام في الشرق الأوسط ونؤيد إعلان الدولة الفلسطينية ونرى أن بناء المستوطنات يشكل عقبة حقيقية أمام عملية السلام ولذلك يهمنا التعاون مع لجنة المبادرة العربية ونقدر دور المملكة والجهود الرامية للتوصل إلى حل شامل في هذا الملف وهو أمر نتابعه من خلال قنواتنا الدبلوماسية وتشاورنا فيه خلال الاجتماع الوزاري الذي عقد في باريس أخيرا للجنة المبادرة العربية.. وأود الإشارة إلى أن فرنسا كانت من أولى الدول الأوروبية التي أعطت صوتها في الجمعية العمومية للأمم المتحدة واعترفت بفلسطين بصفتها دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة. والحقيقة فإن مصلحة الجميع تكمن في وضع حد نهائي للنزاع عبر إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة تعيش في سلام وأمن إلى جانب إسرائيل. ولن تدخر فرنسا مع شركائها الأوروبيين أي جهد من أجل تسهيل المفاوضات والمشاركة في الوقت المناسب في تنفيذ اتفاق السلام.
• تولت فرنسا رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في ديسمبر.. ما هو تقييمكم لهذه الفترة؟
في فترة شهر من رئاستنا لمجلس الأمن تبنينا برنامجا ركز على أربع أولويات. ففي مواجهة خطورة الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى المهددة بانفجار داخلي طالبنا من الأسرة الدولية مساندة فورية للقوة الأفريقية المتمثلة ببعثة الدعم الدولية بقيادة أفريقية في جمهورية أفريقيا الوسطى (ميسما) ولاتخاذ قرار في هذا الاتجاه من مجلس الأمن. ويبقى الملف السوري ضمن أولوياتنا وجهودنا للتوصل إلى حل سياسي فقد عملنا لتحسين الأوضاع الإنسانية في سوريا وقد أجرينا في مجلس الأمن مشاورات مع الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية السيدة فاليري آموس.. كما اهتممنا بقضية حماية الصحافيين في أماكن التوتر وقد تعرض صحفيون فرنسيون للقتل أثناء تأدية واجبهم الإعلامي في كيدال شمال شرق العاصمة المالية وهما جيسلين دوبون وكلود فيرلون وعملنا على توعية الأسرة الدولية على قضية حماية الصحافيين حيث عقدنا اجتماعا مفتوحا في 13 ديسمبر الجاري أمام المجتمع المدني والصحافة. وأخيرا كان ملف تهريب المخدرات ومدى تأثيره على زعزعة الاستقرار لاسيما في أفريقيا الغربية ومنطقة دول الساحل وعملنا على فتح قنوات للتعاون بين الدول للحد من هذه الآفة ومحاربة هذه الظاهرة.
وقال في حوار لـ«عكاظ» إن الزيارة تهدف إلى دعم العلاقات الاستراتيجية في مجالات عدة، لاسيما ما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط وفتح آفاق للتعاون بين البلدين، وهو الأمر الذي سبق التنسيق له مع سمو الأمير سعود الفيصل في باريس في سبتمبر الماضي.
واعتبر فابيوس أن خطوة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الخليجي، خطوة عملية ومهمة وهي محط تقدير من قبل فرنسا، مذكرا بالتجربة الأوروبية والتي بدأت بعدد قليل من الدول.. وإلى نص الحوار:
• تستقبل الرياض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في زيارة رسمية له تعتبر الثانية خلال عام... ما هي ملفات الزيارة؟
من المقرر أن يرافق الرئيس هولاند وفد فرنسي كبير لعقد اتفاقات مع الجانب السعودي خاصة أن عام 2013 شهد حراكا دبلوماسيا واسعا بين باريس والرياض في مجالات عدة، منها زيارة وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله إلى فرنسا في يونيو الماضي واستقبله الرئيس هولاند بجانب زيارات قام بها وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في يناير من هذا العام وبالطبع وزيرة التجارة الخارجية السيدة نيكول بريك، وما أود قوله إن هذا الحراك الدبلوماسي يشكل ركنا أساسيا في دعم العلاقات الثنائية بين الرياض وباريس وتوفير أجواء الثقة لمزيد من التعاون، وأضيف هنا أنه تربطنا بالمملكة علاقات سياسية وثيقة وزاخرة.
• ما هي برأيكم العلاقات الاستراتيجية التي ينبغي تطويرها بين البلدين؟
إذا كان السؤال مرتبطا بالزيارة فلا شك أن دعم العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين سيكون له اهتمام كبير خلال الزيارة، أيضا هناك ملفات تتعلق بالسياسة الخارجية وطروحات حول قضايا محورية تهم البلدين والعمق الأمني والاستراتيجي لكل منهما وهذه المحاور يتم التشاور فيها عبر قنوات الاتصال الدبلوماسية بين الخارجيتين ومن خلال لقاءات شخصية تمت بيني وبين الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية.
• إذا تناولنا الملفات ذات القضايا المحورية.. كيف ترون ما نتج عن قمة الكويت ومبادرة الملك عبدالله للانتقال من التعاون إلى الاتحاد الخليجي؟
إن المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل عام إن دلت على شيء فإنما تدل على بعد الرؤى والضرورات التي ينبغي تحقيقها لمنطقة الخليج من أجل دعم مفاهيم الأمن والاستقرار. ولذلك فنحن ندعم هذا المطلب ونقول إن التجربة الأوروبية لم تتم سريعا وإنما احتاجت إلى كثير من الوقت وبدأت بعدد قليل من الدول وما نتج عن قمة الكويت يشكل حراكا دبلوماسيا وسياسيا ذا أهمية كبيرة لدول الخليج لتحقيق المسيرة التي ستحول مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد خليجي. وفي كل الأحوال فقد تم اتخاذ الإجراءات الأولية.
• كيف تقرؤون الترتيبات الجارية لعقد مؤتمر جنيف 2 بشأن سوريا في يناير المقبل؟
برأيي أن هذا الاجتماع هام جدا ونرجو أن يتم بالشكل الذي نرجوه بناء على تنفيذ بنود اتفاق جنيف 1 وهي تنص على نقل السلطات التنفيذية إلى هيئة انتقالية وبالطبع هذه الأمور ليست كافية لأننا أمام كارثة إنسانية تفوق الحد ولذلك يتعين على مجلس الأمن أن يتحمل مسؤولياته حتى النهاية وعلينا الآن التفكير والأخذ في الاعتبار الأوضاع الإنسانية للشعب السوري ومأساته التي يجب أن تتوقف بأسرع وقت، وموقف فرنسا سيظل حازما ومتماسكا عبر تقديم مساندتها الكاملة للبحث عن السلام. ولذلك فإن كل ما نسعى إليه هو التوصل إلى حل سياسي يمكننا من تنفيذ البنود المطروحة لحل الأزمة السورية ولا ينبغي أن نتجاهل أنه في الوقت الذي يدور فيه التشاور فإن القتال مستمر والمعارك مستمرة.. إذن لا بد من وضع حلول سريعة ووقف إطلاق النار ولذلك فإن انعقاد جنيف 2 أمر ضروري وهام. وفي هذا الإطار يهمنا التواصل مع المملكة في ملفات الشرق الأوسط والأزمة السورية هي ضمن هذه الملفات.
• كيف تتابعون عملية السلام في الشرق الأوسط؟
نحن نهتم بملف السلام في الشرق الأوسط ونؤيد إعلان الدولة الفلسطينية ونرى أن بناء المستوطنات يشكل عقبة حقيقية أمام عملية السلام ولذلك يهمنا التعاون مع لجنة المبادرة العربية ونقدر دور المملكة والجهود الرامية للتوصل إلى حل شامل في هذا الملف وهو أمر نتابعه من خلال قنواتنا الدبلوماسية وتشاورنا فيه خلال الاجتماع الوزاري الذي عقد في باريس أخيرا للجنة المبادرة العربية.. وأود الإشارة إلى أن فرنسا كانت من أولى الدول الأوروبية التي أعطت صوتها في الجمعية العمومية للأمم المتحدة واعترفت بفلسطين بصفتها دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة. والحقيقة فإن مصلحة الجميع تكمن في وضع حد نهائي للنزاع عبر إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة تعيش في سلام وأمن إلى جانب إسرائيل. ولن تدخر فرنسا مع شركائها الأوروبيين أي جهد من أجل تسهيل المفاوضات والمشاركة في الوقت المناسب في تنفيذ اتفاق السلام.
• تولت فرنسا رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في ديسمبر.. ما هو تقييمكم لهذه الفترة؟
في فترة شهر من رئاستنا لمجلس الأمن تبنينا برنامجا ركز على أربع أولويات. ففي مواجهة خطورة الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى المهددة بانفجار داخلي طالبنا من الأسرة الدولية مساندة فورية للقوة الأفريقية المتمثلة ببعثة الدعم الدولية بقيادة أفريقية في جمهورية أفريقيا الوسطى (ميسما) ولاتخاذ قرار في هذا الاتجاه من مجلس الأمن. ويبقى الملف السوري ضمن أولوياتنا وجهودنا للتوصل إلى حل سياسي فقد عملنا لتحسين الأوضاع الإنسانية في سوريا وقد أجرينا في مجلس الأمن مشاورات مع الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية السيدة فاليري آموس.. كما اهتممنا بقضية حماية الصحافيين في أماكن التوتر وقد تعرض صحفيون فرنسيون للقتل أثناء تأدية واجبهم الإعلامي في كيدال شمال شرق العاصمة المالية وهما جيسلين دوبون وكلود فيرلون وعملنا على توعية الأسرة الدولية على قضية حماية الصحافيين حيث عقدنا اجتماعا مفتوحا في 13 ديسمبر الجاري أمام المجتمع المدني والصحافة. وأخيرا كان ملف تهريب المخدرات ومدى تأثيره على زعزعة الاستقرار لاسيما في أفريقيا الغربية ومنطقة دول الساحل وعملنا على فتح قنوات للتعاون بين الدول للحد من هذه الآفة ومحاربة هذه الظاهرة.