-A +A
منصور الطبيقي
من نعم الله علي أنني أبتعث وأنا متزوج من سعودية ولدي أبناء قمت بتعليمهم في مقر البعثة، لكن بعض مبتعثينا اضطروا إلى الزواج من أجنبيات بالرغم من التعهدات الصارمة التي وقعوا عليها بعدم الزواج.
السؤال هو لماذا يلجأ بعض الشباب إلى مخالفة تعهداتهم والدخول في إشكاليات نظامية قد تلغي بعثتهم وتعرضهم للمساءلة بعد الرجوع من البعثة، الإجابة على هذا التساؤل ليست صعبة فالجميع يعرف مدى الاحتياج النفسي والجسدي الطبيعي للإنسان، لا سيما أن بيئة الدراسة مختلفة وقد يتعرض الشخص هناك لمفاتن كبيرة!

ما هو الأولى وأخف الضررين هل أن يتزوج المبتعث من أجنبية في مقر البعثة ويحصن نفسه من الوقوع في المحرمات أو أن ينساق وراء شهواته مما يعرضه لسخط الله، ولكن في المقابل هل الزواج من أجنبية مثالي ونحن نعرف الكثير من حالات زواج السعودي من أجنبية انتهت بالطلاق والزوجة عادة ترغب في البقاء في بلدها بصحبة أطفالها، إضافة إلى ما يتعرض له الأبناء لاحقا من تغريب وحتى التحول لغير الإسلام، ثم أيضا أليس من الأولى أن يبحث المبتعث على زوجة سعودية في بلده أو في مقر البعثة يعرف أصلها و«فصلها» بدلا من أن يكون أخوال أبنائه ممن يرتادون الحانات ويكون أسماؤهم «جيمس» و«مايكل»، ثم التساؤل الآخر هو هل الاحتياج للزواج والاستقرار العاطفي مقتصر على المبتعثين دون المبتعثات.
لكن هناك في الحقيقة قصصا ناجحة من زيجات مبتعثين بأجنبيات، ويخبرني أحدهم «الطبيب أبو يوسف» أنه تزوج من ثماني سنوات من شابة أوكرانية من مدينة ريفية عندما كان يدرس الطب مبتعثا من وزارة التعليم العالي، أعجبت الفتاة الأوكرانية بملامحه العربية الوسيمة وأعجب بها، وصارت الخطبة والزواج في منزلهم الريفي الجميل، اعتنقت هذه الفتاة الإسلام وصارت تؤدي فروضه وأنجبت له فتى سعوديا جميلا بملامح أوكرانية وفتاة جميلة، بعد انتهاء البعثة وحصوله على بكالوريوس الطب تم إيقاف الصرف عليه وصار لزاما أن يعود للوطن، قام أبو يوسف بتسجيل أبنائه في الملحقية السعودية في «كيف» العاصمة، وطلب الموافقة لرجوع زوجته وأولاده معه إلى الوطن، حصلت له إشكاليات قانونية كثيرة، نصح من البعض بترك زوجته وأولاده والعودة إلى الوطن، رفض رفضا قاطعا هذه الفكرة فهو يحب زوجته وأبناءه ويستحيل يتخلى عنهم، ما زال أهله يصرفون عليه حتى الآن بعد إيقاف البعثة عليه، بحث عن وظيفة بلا جدوى، وتقدم للملحقية السعودية في «كيف» العاصمة بطلب وظيفة مترجم للغة الأوكرانية التي يجيدها ولكن بدون فائدة فكثير من الوظائف هي لغير السعوديين!!
قدم للجهات الرسمية بطلب الموافقة على الزواج ومع بوادر لحل هذه المشكلة ولكن المعاملة تراوح مكانها منذ أشهر في شرطة السلامة بجدة!
يجب دراسة أوضاع مبتعثينا ومبتعثاتنا الاجتماعية ومنها الزواج بشكل متكامل وشامل ووضع التوصيات والحلول لها، ومنها متابعة الملحقيات الثقافية في الخارج أوضاعهم بشكل لصيق ولا مانع في نظري أن تقوم الملحقية بالتوفيق بينهم إن أرادوا النكاح، أما إذا صار الزواج من أجنبية فلا حل إلا تصحيح أوضاعهم وجلب أبناء وبنات وزوجات مبتعثينا إلى حضن الوطن.