-A +A
ناصر مهنا اليحيوي
حينما كلف الملك فهد (رحمه الله) بتولي وزارة المعارف (وزارة التربية والتعليم حالياً) كأولِ وزيرٍ لها وذلك عام 1373هـ.. كان الهدف هو تأسيس نظام التعليم في المملكة.. وحينها كانت الانطلاقة الحقيقية لهذا الكيان الذي انتشرت مرافقه التعليمية في جميع أرجاء المملكة.. ثم تعاقب على الوزارة من بعده عدة وزراء.
وأعتقد جازماً أن اختيار صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل.. وزيراً للتربية والتعليم جاء وفق توجه ولي الأمر لقيادة المملكة نحو العالم الأول.. وهذا لن يحدث إلا عن طريق التعليم.. والخروج به من التقليدية والنمطية التي يعيشها.. وأنا على يقين أن الأمير خالد الفيصل يمتلك جميع المقومات التي تساعده على نقل الوزارة من هذا الوضع التي هي عليه الآن.. إلى وضع يتماشى مع معطيات العصر الحديث.. وذلك لسببين:

السبب الأول: أن سموه صاحب فكر تطويري مستنير ويعشق التطوير.. ويملك الفكر لتحقيق ذلك وهو قائد تطويري فذ والشواهد تأتي في السبب الثاني وهو: أن سموه تعوّد النجاح عبر تاريخه العملي الطويل.. فما عمله في أبها.. وبعدها منطقة مكة المكرمة.. إلا خير شاهد على قدرته في إحداث التغيير.. فهو يؤمن بالتغيير ويؤمن بالتطوير ويترجمه على أرض الواقع.. ولهذا فإن مساحة التفاؤل بما سيفعله سموه واسعة جداً ويكاد المرء يراهن على نجاحه في إحداث نقلة نوعية غير مسبوقة في التعليم بالمملكة.. وعلينا أن ننتظر لنرى.. مع العلم أن الأمر في الوزارة حالياً محبط للغاية بسبب التقليدية والبيروقراطية التي تعيشها الوزارة والتي أخفقت في تجاوزها...
ولا شك أن سموه سيقابل صعوبات (جمة) ولكن نحن على يقين وبإذن الله تعالى أن سموه سيتجاوزها بما لديه من فكر وبعد نظر وحسن قيادة.. ونحن على يقينٍ أيضاً أن التغيير قادمٌ لا محالة نحو الأفضل وكذلك تحقيق آمال القيادة بالوصول بالمملكة إلى المكانة التي تتناسب مع حجمها ودورها ومكانتها العالمية...
ونقول لسموه إن هنالك من يأتي للمنصب ويضيف له مكانة ويزيده تألقا وبريقا بتاريخه المشرف وعطائه المتجدد.. وهنالك من يأتي للمنصب بلا رؤية ويغادر بلا بصمة.. وبالتأكيد سموكم سيترك بصمة في التعليم تفوق التوقعات بإذن الله تعالى وهذا ما نتوقعه.. ونأمله.