-A +A
محمد المصباحي
** تتفشى مع حلول امتحانات أبنائنا الطلاب عبارات: ظلمني المعلم في درجتي.. دكتور الجامعة يترصد لي.. والحقيقة لا أسمع هذه الجمل غالبا إلا من بعض المقصرين في تعليمهم..
** ولا أنكر وقوع هذا الظلم على الطلاب، لكن إنكاري في حجم تفشيه، خصوصا من أصحاب السوابق الدراسية، فلا يجوز اعتبار كل المروجين صادقين..

** لكن الأهم في انتشار هذه العبارات أننا نكتشف بأننا أمام ملف هام وخطير في طريقة سير حياتنا العلمية والعملية، فالبعض يبحث عن شماعة ليعلق فشله، فيتهم الآخرين بأنهم يظلمونه.. أو يرغب في التعدي على حقوق الغير بمنحه مكانة لا يستحقها، أو يرجو درجة أعلى من جهوده.. وربما هذه الأيام التي يمر طلابنا بها تكشف عن هذا الواقع المرير في طريقة تفكير جيل ناشئ سيقود زمام الأمور يوما ويتولى تنشئة غيره..
** ثقافة الشماعة.. ضحك على النفس.. وقتل للبحث والاجتهاد.. حتى بات المستمع لا يصدق ما يسمعه، الأمر الذي جعلنا نحرص على البينة عند ورود الأخبار..
** يجب أن نربي أبناءنا على ثقافة تقييم الواقع ببصيرة، فلا يقولون المعلم يتربص بي، بل الصواب أحيانا: المعلم أهمل أو أضاع حقي بغير قصد، والفرق بين التقييمين شاسع.. وعلينا أيضا أن نؤصل في أجيالنا ثقافة المصارحة مع النفس والاعتراف بالتقصير عند وقوعه..
** إن نجاح من وهبهم الله مسؤوليات يكمن في كسب ثقة من تحتهم، وحينما يستنشقون رائحة الظلم يتداركون ذلك سريعا..
لحظة
الثوب المتسخ لا يدوم على شماعته طويلا.. لأن الحقائق ستتجلى.. وشتان بين كرامة من يعفو عند المقدرة، ويحفظ جهد الآخرين.. وبين من يأكل الحقوق عنوة حال الاقتدار.