بعد ستة ايام على اغتيال الوزير السابق محمد شطح، ضرب العنف لبنان امس الخميس حيث انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من اذاعة النور الناطقة باسم حزب الله في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.
الحصيلة الاولية للانفجار كانت سبعة قتلى واكثر من 30 جريحا، حيث كشف وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل انه وفق المعلومات الاولية فإن لا هدف محدداً من انفجار حارة حريك سوى ايذاء الناس وتحقيق خلل في وضع البلد، مشيرا الى ان الهدف الاساسي اليوم هو إحداث فوضى كبيرة جدا.
من جهته اشار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى ان «العنف الذي ضرب منطقة الضاحية الجنوبية بعد ظهر اليوم هي اليد نفسها التي تزرع الاجرام والقتل والتدمير في كل المناطق اللبنانية».
واكد سليمان على «أهمية تضامن اللبنانيين ووعي المخاطر المحدقة بلبنان والحوار بين القيادات من أجل تحصين الساحة الداخلية في وجه المؤامرات التي تحاك لضرب الاستقرار في الداخل ولمواجهة تداعيات الاضطرابات الحاصلة في المنطقة».
بالمقابل ناشد رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية نجيب ميقاتي الجميع تغليب لغة العقل، اكثر من اي وقت مضى، وتجاوز الحسابات السياسية ووقف التحدي لكي نتمكن جميعا من التلاقي والتحاور سعيا للخروج من هذا المأزق الخطير.
وحذر ميقاتي من «ان النار المشتعلة في اكثر من منطقة لبنانية تنذر بما هو أسوأ اذا لم نلتق ونتفاهم بعيدا عن لغة التحدي والاستفراد والإقصاء».
كما استنكرت قوى الرابع عشر من اذار تفجير الضاحية الجنوبية فأشار عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري «إلى اننا بتنا نشهد جريمة متنقلة من منطقة إلى أخرى، لا تميز بين طائفة ومنطقة ومذهب وحزب وتيار، فاللبناني البريء بات المستهدف».
وأشار إلى وجوب ان تتوقف هذه الجريمة المتنقلة وان ينعم اللبنانيون بالأمان، داعيا الجميع إلى العودة لـ«عقولنا ولبناننا»، لافتا إلى «ضرورة ان تسترجع الدولة هيبتها ويعود اللبنانيون إلى لغة العقل بعيدا عن لغة التخوين وهدر الدماء». مشيرا إلى انه «منذ تورط البعض في الداخل السوري، فتحت أبواب لبنان على جهنم»، قائلا: «لنحم دماء كل المواطنين من خلال العودة إلى داخل لبنان».
اما عضو كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني فاعتبر ان «الانفجار يأتي في سياق العنف المتنقل من منطقة إلى أخرى، لإشعال وتذكية الفتنة المذهبية والطائفية، فالصورة واضحة، هناك أيادٍ غريبة تحاول تذكية الفتنة في البلاد». وشدد على «اننا بأمس الحاجة لحكومة بأسرع وقت، للحفاظ على البلد ولأخذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الهجمات»، معتبرا ان «كل ما يحصل هو نتيجة إغراقنا في الوحول السورية».
