-A +A
عبير الزهراني (الباحة)
تفاوتت آراء عدد من الأديبات والمثقفات حول القيمة الإبداعية والفكرية لمحاور جائزة نادي الباحة الأدبي الثقافية لهذا العام، فرأت بعضهن أن الجائزة تعد من الأفكار الرائدة والداعمة للحراك الثقافي على مستوى المملكة، وأوضحن لـ «عكاظ»، أن محاور الجائزة تركز على المكتسبات الثقافية للعمل من منظور قيمي أدبي، في حين ذهبت أخريات إلى أن اقتصار الجائزة على منطقة الباحة قد يقلل من مردودها الثقافي على الحركة الأدبية في المملكة، وانتقدن صعوبة شروط الجائزة وقصر مدتها ومحدودية عدد الصفحات المطلوبة للبحث، وطالبن بفتح الجائزة عربيا، وتوقعن أن تقتصر المشاركة في الجائزة على الأفراد الذين تتوفر لديهم أبحاث جاهزة أعدوها مسبقا ولم تنشر بعد، حول ذلك:
رأت وكيلة كلية المخواة للعلوم والآداب الناقدة ابتسام الصبحي أن جائزة نادي الباحة الأدبي الإبداعية تعد من الأفكار الرائدة والداعمة للحراك الثقافي على مستوى المملكة؛ لإسهامها الفعلي في بث روح التنافس بين النقاد والباحثين المهتمين بالقضايا ا?بداعية وإظهار إبداع شعراء الباحة، واصفة محاور الجائزة هذا العام بـ«الثرية»، كونها تركز على الرؤية والصورة بالنسبة لشعراء الباحة بغية التعرف على مدى تأثير طبيعة المنطقة على نتاجهم الإبداعي، وقالت: «لفت انتباهي محور النسق الحديث لشعراء الباحة، وأتوقع أن يكون موضع جدل نقدي ?فت».

ومن جهتها، أوضحت الناقدة مريم أحمد الزهراني أن الجائزة تركز على المكتسبات الثقافية للعمل من منظور قيمي أدبي، معتبرة أن الجائزة تعد جزءا مهما من العملية الثقافية؛ لارتباطها بصورة مباشرة بالتغذية الراجعة للمنجز الأدبي لأبناء المنطقة، كما أنها تساعد في تجويد الأعمال الأدبية القادمة، بالنظر إلى ما تم تناوله من خلال النقد، وإلى ما تم تجاهله لضعف قيمته الأدبية، وقالت: «الجائزة تعد رافدا من روافد الفكر العربي؛ إذ تأخذ بيد المهتمين بها والقائمين عليها إلى زوايا التاريخ وارتباطه بالأدب، كما تقيم هذا الارتباط وتدرسه لتبيان مواضع القوة والعوامل المؤثرة فيه، فيسهل بالتالي فهم الإنسان/ المثقف/ الشاعر، وتتيسر عملية التعايش أو التكيف في المجتمع».
في المقابل، رأت الكاتبة المسرحية ملحة عبدالله أن اقتصار الجائزة على الباحة قد يقلل من مردودها الثقافي على الحركة الأدبية في المملكة، ما يحد من الـتوسع في مجالات الأدب، ويخلق نوعا من عدم التماس بين الشعراء، وطالبت بفتح الجائزة عربيا بعيدا عن «التمايز والاحتكار» ــ بحسب وصفها.
بدورها، اعتبرت القاصة سميرة الزهراني أن أهمية الجائزة تنبع من الأهداف والمحاور التي تضمنتها، ولا سيما أنها تكشف عن المدارس الأدبية بالمنطقة، مضيفة أن الجائزة ليست غاية في حد ذاتها، وبررت ذلك بمخاوفها على مستقبل المنجز الأدبي، حيث يكون الحافز قاتلا لروح العمل الأدبي من ناحية المضمون البنيوي الذي يفسر شكل العمل وتحليله ودراسة العلاقات المتشكل أدبيا من ظاهر الإبداع «الشكل»، وربطه بالمضمون وانعكاس ذلك واقعيا، وانتقدت الزهراني اقتصار صفحات البحث على 200 صفحة، معربة عن أملها إلغاء هذا الشرط من معايير المسابقة الأدبية.
ومن ناحيتها، وصفت القاصة والكاتبة فاطمة الغامدي الجائزة بـ «الضخمة» ، معتبرة أنها صعبة في شروطها ومحاورها وتناسب نخبة من الدارسين أو المتخصصين الأكاديميين أكثر مما تناسب الموهوبين وتحتاج زمنا أطول من التوقيت المحدد لها، وتوقعت أن تقتصر المشاركة في الجائزة على الأفراد الذين تتوفر لديهم أبحاث جاهزة أعدوها مسبقا ولم تنشر بعد.