-A +A
عادلعبد الرحمن(جدة)
تعد منطقة البلد في جدة مزارا مستمرا وتجمعا للكثير من الجاليات من مختلف الجنسيات، حيث تكون الوجهة والمقصد المفضل لدى الكثيرين حتى من المواطنين، وحين نتحدث عن الإجازة الأسبوعية فإن الزحام هنا يكون سيد الموقف، الضجيج الكبير الذي تشهده منطقة البلد وهي بمثابة قلب جدة النابض لا ينقطع، فالمجمعات التجارية الحديثة تجبرك على الدخول إليها والتبضع وارتياد المطاعم والأماكن الترفيهية بها، وعلى الجانب الآخر لا تستطيع أن تفوت الساحة الشعبية التي تكتظ بها البسطات المتواضعة والتي تبيع سلعا مقلدة بها كل ما يخطر في مخيلتك.


سلطان شرف زائر لعروس البحر الأحمر، قال وصلت إلى جدة وسأمكث بها أسبوعا وفضلت أن أسكن في منطقة البلد، وذلك لانها بالقرب من منطقة إقامتي هناك الكثير من الأسواق والمجمعات التجارية التي تنتشر على مد النظر، وأضاف بأن الزحام هنا هو سيد الموقف خاصة مع قرب حلول المساء حيث تجد الناس منهمكة في مصالحها إذ أن المنطقة تشهد إقبالا كبيرا من المتسوقين باعتبارها منطقة حيوية.
خالد سيد موظف مصري في شركة خاصة، قال في منطقة البلد تعرفت على أماكن تراثية قديمة كجدة التاريخية ومبانيها العتيقة بالإضافة إلى أجوائها الحميمية من خلال البسطات الشعبية، مضيفا بأنه يحرص على شراء الهدايا وإرسالها إلى عائلته، وتابع بأنه في نهاية الأسبوع يخرج مع أصدقائه للتسوق والتنزه والاستمتاع بالأجواء خاصة في هذه الأيام .
أمام إحدى البسطات يقول ناصر خليف، وهو بائع خردوات أقوم ببيع السلع المقلدة كالنظارات ومكائن الحلاقة واكسسوارات الجوال وهناك إقبال جيد من الزبائن الذين يحبون أن تكون الأسعار في متناول اليد، ويلفت إلى أن الحركة الشرائية تزدهر في الإجازة الأسبوعية .
وأضاف بأنه افتتح بسطة أخرى لبيع ألعاب الأطفال لأن عائلاتهم تشتري لهم كلما مروا بجوار الألعاب، وقال بأن الكثير يأتي في الإجازة للتسوق والالتقاء بالأصدقاء وهي فرصة للبيع لأصحاب البسطات.
وفي اتجاه شارع قابل الذي يعد أهم شارع في جدة القديمة ترى الشارع وهو ينبض بالتجارة وقوافل البشر تعبره ذهابا وإيابا، عراقة هذا الشارع تفوح منه رائحة الأصالة التي تجمع الماضي بالحاضر.
يقول العم حسين عن شارع قابل الآن، هذا الشارع تخصص في تجارة الأقمشة وفيه الكثير من البيوت العريقة التي أصبحت اليوم من أهم وجوه المال والاقتصاد في المجتمع، وأضاف بأن الذي اختلف بين الماضي والحاضر الروابط والعلاقات الاجتماعية التي كانت بالسابق أكثر حميمية وقربا حيث البيوت متلاصقة والشبابيك مفتوحة على بعضها غير أن تفاصيل الحياة اليوم اختلفت كثيرا، ويتابع بأنه يبيع الأقمشة ودخلها جيد حيث إنه في هذا الدكان منذ ما يتعدى 30 عاما.