-A +A
إبراهيم علوي (جدة)
أبدى نور الدين نظر والد الطفل التركي المختطف إعجابه بمهنية الضابط الذي باشر التحقيق في القضية، وقال واصفا اللحظات الأولى التي جمعته بالضابط: كنت متوترا حد الانهيار، فيما كان يبدو هادئا، واثقا في طبيعة الإجراءات وقدرة رجال الأمن على إعادة ابني، أجلسني وقدم لي الشاي وهو يشدد على ضرورة أن أستعيد رباطة جأشي حتى أتمكن من سرد ما حصل بالتفصيل، وهو ما تم بالفعل، حيث استعدت هدوئي، وأدليت بالمعلومات التي يريدها الضابط بكل دقة.
يقول نور الدين مستعيدا جانبا من إفادته في محاضر التحقيق: كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساء عندما خرج ابني محمد إلى البقالة المواجهة لمسكني ليشتري بعض عبوات العصير والكيك ولكنه لم يعد، فبدأنا البحث عنه في كل اتجاه، فقاطع جهودنا اتصال من دولة آسيوية أكد فيه المتحدث وجود محمد، مطالبا بدفع نصف مليون ريال حدده بالعملة الأمريكية، وشدد المتصل على أن حياة الطفل مرهونة بتسليم المبلغ.

شكوك عامل البقالة
عامل البقالة محمد أوضح أنه كان يشك في أحد الآسيويين لكثرة تواجده بالقرب من البقالة، ولكن لم يكن هناك أي أمر يدعو إلى إبلاغ الجهات الأمنية عنه ولكن بعد اختفاء الطفل محمد، عرضت علي أثناء التحقيق صورة شخص للتعرف عليه، ففوجئت أنه الشخص الذي أثار شكوكي من قبل.
الطفل محمد نور الدين العائد إلى أحضان والديه ودفء أسرته، يروي تفاصيل ساعــــات ستظل عالقــــة في ذهنه طوال حياته، «خرجت من منزل الأسرة عند العاشرة مساء باتجاه البقـــــالــــة، وعند خــــــروجي لاحظت وقــــوف مركبة بداخلها شخص كان يعمل مع والدي، ثم جاء شخص آخر وسألني عن اسمي واسم ابن عمي فأجبتـــــه في حين كان يحاول دفعي إلى المركبة التي كان بداخلها زميل والدي وفجأة اندفع نحـــــوي وكمم فمي وحملني إلى السيارة وقد وضع بطــــــانية ثقيلة على جسدي وأخفاني أسفل المقعدة حتى وصلنا إلى منزل شعبي مجهول فأنزلاني داخل البطــــانية وأغلقــــوا علي الأبواب ولم يقــــدموا طوال ساعــــات احتجازي غير زجاجة ماء».