-A +A
تقرير:عثمان الشلاش
مازال العديد من الرياضيين والنقاد والمحللين يعتبرون أن مواهب كرة القدم السعودية انقرضت ولم يعد هناك لاعبون (أساطير) تنجبهم ملاعب كرة القدم الحالية والمعروفة بالأكاديميات كما كانت الملاعب الترابية تفعل ذلك في عصر مضى، حيث أنجبت ماجد عبدالله وصالح النعيمة ويوسف الثنيان وأحمد جميل وصالح خليفة وخالد مسعد ومحيسن الجمعان وفهد الهريفي وسامي الجابر ومحمد نور، والعديد من النجوم الذين كانت لهم بصمة كبيرة كان أهمها وصول المنتخب الوطني الأول لكرة القدم لنهائيات كأس العالم أربع مرات وفوزه بكأس آسيا 3 مرات، نجوم تخرجت من ملاعب التراب أطربت الجماهير وحفرت أسماءها في قلوب الجماهير الرياضية بمختلف ميولها حتى بعد اعتزالهم لعب كرة القدم، وفي الوقت الحالي أصبح بروز النجم في الملاعب (ظاهرة) رغم ظهور أكاديميات كرة القدم والتي تحتوي على إمكانيات كبيرة ومدربين، وتطبيق نظام الاحتراف إلا أن كل ذلك لم يساعد على إظهار نجم يشار إليه بالبنان.


السمسرة والاحتراف
في البداية يقول ناصر الأحمد صاحب ملعب الأحمدي ومنظم دورة الأحمدي الرياضية الشهيرة بمدينة الرياض: «الملاعب الترابية أنجبت نجوما كثيرين وقلة المواهب حاليا من واقع خبرتي تعود لغياب الكشاف الذي أصبح غير قادر على الدخول للأكاديميات، إضافة إلى أن الأندية أصبحت تعتمد على السماسرة في استقطاب النجوم وهذه الطريقة قد يكون لها سلبيات منها عدم متابعة ومراقبة موهبة اللاعب بشكل دقيق، الأمور تغيرت خاصة بعد تطبيق نظام الاحتراف، والملاعب الترابية كانت ومازالت موجودة ولكن اللاعبين أصبحوا يبحثون عن الإمكانيات الموجودة في الأكاديميات مثل النجيلة الصناعية والصالات ودورات المياه النظيفة، وهذه الأشياء لا تتوفر في الملاعب الترابية بطبيعة الحال، أذكر أنه شارك لدينا نجوم في دورتنا منهم يوسف الثنيان، ناصر الدوسري (سدوس)، مشاري العويران، محيسن الجمعان، عبدالله الثنيان، ونجوم آخرون كانوا يجلبون الجماهير وبرزوا في أنديتهم وهم تخرجوا من الملاعب الترابية ولكن الملاعب الجديدة لها دور في إبراز بعض المواهب، ولكل زمن دولة ورجال ودوام الحال من المحال.
مهمة الكشافة
وأوضح عبدالله العثمان منظم دورة الشفاء للحواري بالرياض ومكتشف النجم الدولي ومدرب نادي الهلال سامي الجابر: «لاشك أن الزمن تغيير والملاعب الترابية وهذه حقيقة أنجبت لنا نجوما كبارا مثل: ماجد عبدالله، يوسف الثنيان، سامي الجابر، أحمد جميل، صالح خليفة، سعيد العويران، عبدالعزيز الرزقان وغيرهم الكثير، ولكن يجب أن لا ننسى أن زمن الاحتراف أخفى الملاعب الترابية لأن المرحلة الحالية أصبحت الأندية هي من تحتضن المواهب وتنمي موهبتها وتقوم بدورنا في السابق عندما كان الكشافون يسجلون للأندية في كل عام أكثر من ثلاثين لاعبا من الحواري، كذلك الأندية الآن أصبحت تسجل اللاعب من البراعم، الملاعب الترابية تفوقت قبل زمن الاحتراف أما الآن فهو زمن الإمكانات وهذا لا يعني أن المواهب شحت بشكل كبير، فيحي الشهري وفهد المولد ومصطفى بصاص وعبدالعزيز الدوسري والعابد تخرجوا من الأكاديميات وبرزوا، ويجب أن لا نقلل من المرحلة الحالية ولكن لاعب الملاعب الترابية يعمر ويعيش في الملاعب أكثر.
الأكاديميات مغلقة
وأكد صالح الخريف -أشهر منظم دورات حواري في منطقة القصيم ومنظم دورة الدكتور سالم الزهراني الشهيرة- أن الملاعب الترابية هي التي لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في وضع البنية التحتية لكرة القدم السعودية ومازالت تقوم بدورها في إبراز النجوم، وقال: «خرجنا كثيرا من اللاعبين على مدى 15 سنة خلال دورة الدكتور سالم الزهراني التي تقام بملعب الوجيعان الشهير، حيث شاركنا معظم نجوم القصيم البارزين وتخرجوا من ملعبنا منهم أحمد غانم وفارس العمري من الرائد وأحمد السكاكر لاعب التعاون ويوسف الجسار ومنصور الموسى من النجمة، وأبرز من تخرج من ملعبنا حارس التعاون الحالي فهد الثنيان، نعم الملاعب الترابية أنجبت أبرز نجوم كرة القدم السعوديين وهذه حقيقة لا أحد ينكرها أما الأكاديميات فهي مغلقة ولا يمكن اكتشاف نجومها.
جماهير الحواري أكثر من «جميل»
وقال إبراهيم راشد الرقيبة أحد منظمي الدورات، إن دورات الحواري التي تقام على الملاعب التربية مازالت هي الأساس وحتى في السابق الأكاديميات لا يدخلها إلا سكان المناطق الجديدة والتي لا يوجد بها مناطق فارغة ترابية، لكن الملاعب الترابية مازالت كما هي تفرخ النجوم والدليل على ذلك أن بعض دورات الحواري على الملاعب الترابية تشهد حضورا جماهيريا كبيرا يفوق مباريات دوري جميل.
المواهب بالمكان
وأوضح فارس الحربي صاحب أكاديمية بالقصيم أن المرحلة الحالية هي للأكاديميات والملاعب التي بها نجيلة صناعية فهي أفضل لسلامة اللاعب وبالنسبة للمواهب ممكن تبرز هنا وهناك.
الأكاديميات و الضياع
فيما بين نايف مساعد العلوني صاحب أكاديمية بمحافظة ينبع أن الشباب الآن يفضلون الأكاديميات التي مازالت تنجب المواهب، بالنسبة للملاعب الترابية كان لها وقتها وانتهى في زمن الاحتراف حتى على مستوى الحواري لدينا لاعبون في الأكاديمية يلعبون الدورات طوال العام بمقابل مادي، في السابق كانت المواهب ضائعة ولا تجد من يرعاها وينمي موهبتها.
الجيل السابق
وكان للمدربين رأي في القضية إذ بين المدرب الوطني منصور القاسم مدرب الحراس بالفئات السنية بنادي الهلال، أن اللاعب في السابق كان شغوفا بكرة القدم حتى أذكر أننا كنا نحضر للمدرسة بعد صلاة الفجر لنمارس كرة القدم في ملعب المدرسة ونلعب في الشارع الظهر والعصر في الحواري وهذا ينمي المهارة لدى اللاعب، سبب تفوق الملاعب الترابية تركيز اللاعبين في ذلك الوقت على كرة القدم فقط والتي كانت من الأشياء الممنوعة بسبب نظرة بعض فئات المجتمع لذا كانت (مرغوبة)، ومن هنا يظهر التحدي ويبرز النجوم أما الأكاديميات فأبرزت لكنها تفتقد للمدربين المتخصصين وكشافي المواهب الكروية وهذه أبرز الأسباب.
البحث عن اللاعب المصنوع
ويقول المدرب الوطني السابق ومحلل القناة الرياضية السعودية الكابتن حمود السلوة: «الملاعب سابقا وحاليا لم تكن سببا رئيسيا في عدم ظهور المواهب والنجوم، العائق الوحيد والرئيسي هي الإدارة الرياضية والتخطيط، في مراحل سابقة ظهرت مواهب ونجوم مثلما يظهر في المرحلة الحالية أيضا، ولكن الآن سياسة الأندية البحث عن اللاعب المصنوع بدلا من صقل الموهوب وهنا تختلف معايير المعادلة باختلاف بيئة العمل أيضا التي يعيش فيها مراحله التأسيسية الأولى.
ملاعب الغربية والأساطير
تعتبر ملاعب الحواري في منطقة مكة المكرمة ومحافظة جدة من أشهر الملاعب الترابية التي أنجبت نجوما كبارا ذاع صيتهم وأصبحوا أساطير في أنديتهم وحققوا إنجازات محلية ودولية، فمثلا النجم الكبير ماجد أحمد عبدالله تخرج من فريق حواري اسمه شباب الهنداوية بمدينة جدة قبل أن ينتقل لمدينة الرياض مع والده ويسجل في نادي النصر.
فيما تخرج السد العالي وأبرز كابتن لفريق الاتحاد أحمد جميل من فريق حواري اسمه (المواليد) أحد أشهر فرق الحواري والأحياء في مدينة جدة وهو نفس الفريق الذي خرج المعلم الاتحادي مروان بصاص.
وبما أن الملاعب في جدة أبرزت العديد هناك فرق أيضا كان لها دور كبير في صقل نجوم سابقين وإظهارهم للساحة ومن أشهرها الهلال البحري والمريخ والمصفاة والهنداوية والقادسية والمواليد في مدينة جدة والبعداني والذي مازال ينظم دورات حواري وأفرز عددا كبيرا من النجوم، وتعتبر دورة عمدة الهنداوية هي أول دورة حواري أقيمت في مدينة جدة ومن الفرق المشهورة في المملكة فريق الشفاء والأحمدي بالرياض والسالمية في الأحساء.
كما كان لملاعب مكة المكرمة دور كبير في إبراز عدد من المواهب الكروية سابقا وحاليا، منهم قائد النمور محمد نور، وأسامة هوساوي وكامل الموسى وأحمد الموسى وحسن معاذ وكامل المر وعبيد الدوسري وعيسى المحياني وناصر الشمراني وحاتم خيمي وغيرهم الكثير.
أبرز نجم أبرزته الملاعب الترابية
يعتبر نجم كرة القدم السعودية لاعب نادي الهلال والمنتخب السعودي السابق يوسف الثنيان أبرز مخرجات الملاعب الترابية، حيث كان يشارك في دورات الحواري وهو لاعب في نادي الهلال، وعن سر حبه وتعلقه بالملاعب الترابية ودورات الحواري يقول الثنيان: «كنت أجد متعة كبيرة في المشاركة بدورات الحواري سواء في مدينة الرياض أو الشرقية، حيث تخرج من قيود خطط المدربين في المباريات الرسمية سواء مع النادي أو المنتخب وتأخذ فرصتك «بالترقيص والتسحيب» وتمتع الحاضرين، لكن الجيل الحالي أصبح يتابع الدوري الأوروبي ومباريات برشلونة وريال مدريد ولم يعد اللاعب السعودي «يسد العين» حسب نظرة الجماهير، وطبعا من الصعب استمرار إنجاب الملاعب الترابية للنجوم لأن وقتها ذهب وجاء دور ملاعب النجيلة الصناعية والأكاديميات، ولا تنس الاحتراف الذي منع اللاعب من المشاركة في دورات الحواري.
ملاعب ولادة في كل زمان
من جانبه يقول معلق دورات الحواري بجدة محمد يونس عمر: «الملاعب عامة مازالت تفرخ النجوم وولادة بالمواهب الكروية والدليل أن هناك نجوما في وقتنا الحالي أبرزتهم الأكاديميات مثل مصطفى بصاص، الجيزاوي، فهد المولد، مختار فلاتة وغيرهم الكثير، إذن النجوم تبرز في أي مكان وأي وقت ولا علاقة للملاعب الترابية أو الأكاديميات بذلك هناك نجوم برزوا لم يلعبوا في الحواري لعبوا فقط في المدارس.