على الرغم من اتخاذ جميع الإجراءات، لعقد الجلسة الثانية في محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، و14 من «إخوانه» في «قضية الاتحادية»، إلا أنه قبل بدء الجلسة التي عقدت في 8 يناير الجاري، تسبب عدم حضور المعزول في إثارة حالة من البلبلة داخل أكاديمية الشرطة، إلا أن خطابا وصل إلى رئيس المحكمة المستشار أحمد صبري يوسف، من وزارة الداخلية، تسبب في تأجيل الجلسة إلى مطلع شهر فبراير. الخطاب بحسب ما أكدت مصادر أمنيه لـ «عكاظ»، تضمن عدة جمل بسيطة، دار مضمونها حول تعذر نقل مرسي من محبسه في سجن برج العرب إلى مقر المحاكمة، بسبب سوء الأحوال الجوية، ما فتح الباب أمام العديد من التأويلات.
جماعة الإخوان، زعمت أن مرسي تعرض لمكروه داخل محبسه، وهو السبب الرئيسي في منع الزيارة عنه سواء من فريق دفاعه أو من أسرته، وفي المقابل قالت الأجهزة الأمنية إنها رصدت مخططا لاغتيال مرسي أثناء نقله، وبين الروايتين يبقى هناك جزء من الحقيقة غائبا يستحق الرصد.
من جهته، قدم الكاتب وعضو مجلس الشعب السابق مصطفى بكري، ثلاثة أسباب من وجهة نظره، تدعو تنظيم الإخوان الإرهابي، للتخطيط لقتل مرسي، أولها أن اغتيال مرسي والصاق التهمة بالقوات المسلحة، سيؤدي إلى عرقلة الاستفتاء على الدستور وقطع الطريق أو منع ترشح السيسي للرئاسة، والأهم كما يقول بكري هو ضمان صمت مرسي للأبد، إذ يعتبر بكري أن تنظيم الإخوان يتعامل أحيانا بمبادئ عصابات المافيا التي تفضل التخلص من أعضائها في حال مثولهم أمام جهات التحقيق.
فيما يرى القيادي الإخواني المنشق إسلام الكتاتني، بوصفه أقرب إلى العقلية التي يفكر بها الإخوان، فضلا عن أنه ابن شقيق القيادي الدكتور سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للجماعة، الذي أكد أن اغتيال مرسي أمر وارد بقوة، ليس لتنظم الإخوان داخل مصر وحسب، وإنما للدول الداعمة للجماعة، لضمان صمت مرسي بأي وسيلة هو الأهم، كما يؤكد الكتاتني قائلا: هناك عدة قضايا سيمثل فيها مرسي أمام القضاء أقواها وأهمها قضية التخابر والهروب من سجن وادي النطرون، أما باقي القضايا سواء كانت الاتحادية أو النصب باسم المشروع الانتخابي أو مكتب الإرشاد قضايا ثانوية من وجهة نظر الكتاتني.
أما المستشار خالد المسلمي، رئيس محكمة جنايات الشرقية، فأكد لـ «عكاظ»، أنه لا يمكن أن تعقد أي من جلسات مرسي في غيابه، ويجوز لهيئة المحكمة التي تنظر القضايا المتهم فيها مرسي أن تنعقد في أي مكان آخر حتى ولو كان داخل ثكنة عسكرية، لتأمين هيئة المحكمة والشهود والمتهمين.
فيما أكد مصدر أمني لـ «عكاظ»، أن مرسي موجود في محبسه بسجن برج العرب، وتلقت أجهزة الأمن مخاطبات من جمعيات حقوقية، وطلبات لزيارة مرسي إلى جانب طلبات من هيئة دفاعه وعائلته، وهي الطلبات التي تدرسها أجهزة الأمن بعناية للرد عليها، ولاسيما في ضوء الإجراءات الاحترازية لتأمين مرسي سواء من نفسه أو من زائريه، وفي حال السماح بزيارته ستتم الزيارة عن طريق الغرف الزجاجية، المعمول بها في نظام الزيارة في سجن طرة، بما لا يسمح باللقاء الشخصي بين السجين وزائريه ولكن يتم التواصل بينهما عن خط هاتفي في وجود حاجز زجاجي.