النزهات البرية قصيرة كانت أم طويلة؟، عائلية أم شبابية؟، هي من بين الخيارات القليلة للاستمتاع دون منغصات، وفيها أيضا نكون قريبين جدا من ذواتنا الحقيقية التي شوهتها شروط المدن المزدحمة، فالصحراء منا ونحن منها، هي أمنا التي نتحرر أمامها من كل زيف فرضته علينا الأيام، هواؤها روحنا العفوية البريئة التي يستحيل أن نجدها في رفوف السوبر ماركت، ورمالها خزانة أسرارنا الصغيرة والكبيرة.
لذلك ما أن هطلت الأمطار وسالت الأودية والشعاب حتى خرج الناس من بيوتهم وهجروا المدن بكل ما فيها من مباهج استهلاكية كاذبة كي يعيشوا بهجة الصحراء والجو العليل، ولكن لكل أمر في هذه الحياة أخطاره التي من شأنها أن تجعل أسعد لحظة في حياة الإنسان مفتاحا لأكثر الأيام مأساوية، فحوادث الغرق في السيول أو الضياع في متاهات الصحراء أو السقوط في بئر مكشوفة، التي تنتهي بوفاة ضحايا أبرياء يحزن لرحيلهم الوطن بأكمله، ومن هنا أظن بأن من واجب الدفاع المدني ووسائل الإعلام والمجموعات التطوعية أن تتعامل مع موسم النزهات البرية على نحو مختلف، فالمبادرات الخلاقة خلال عمليات الإنقاذ ما زالت غائبة رغم النوايا الطيبة، ورسائل التوعية ما زالت بدائية المحتوى حتى لو استخدمت وسائط التواصل الحديثة!.
لا أظن أن نسبة هذه الحوادث قد زادت عما كانت عليه فيما مضى من السنوات، ولكن التغطية الإعلامية لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي هي التي زادت فأصبح المجتمع يعيش تطورات هذه الحوادث لحظة بلحظة، وهذا أمر له إيجابياته وسلبياته فهو من ناحية يحول الحادثة إلى قضية رأي عام فيضغط على الأجهزة التي تتولى عملية البحث والإنقاذ كي تعمل بأقصى طاقتها ولكنه من ناحية أخرى يفتح بابا للشائعات والمعلومات غير الصحيحة التي لا تراعي مشاعر الأسرة المفجوعة بأبنائها وتعيش لحظات قاسية لا تحتمل المزيد من الأكاذيب الحمقاء وغير المسؤولة!.
المتطوعون في عمليات الإنقاذ لدينا ليست لديهم مجموعات معروفة أو حتى أرقام جوالات، وإذا استثنينا بعض الحملات التطوعية المحدودة للحفاظ على البيئة فإن الاعتماد على المتطوعين في مثل هذه الحوادث يتم دائما بشكل عفوي واعتمادا على مبدأ (الفزعة) المتأصل في جينات أهل هذه الديار أبا عن جد، وقد شهدنا خلال السنوات الماضية أخبار تكريم عدد من المواطنين قاموا بعمليات بطولية لإنقاذ آخرين كانوا بأمس الحاجة إلى المساعدة، ومثل هؤلاء ثروة تفخر بها الأوطان، وتكريمهم الحقيقي لا يتوقف عند المكافأة المالية وشهادة التقدير بل يجب أن يمتد لتشجيع عمل المجموعات التطوعية وتنظيم مثل هذه (الفزعات) التي يؤدي بعضها إلى كوارث أكبر!.
في كل مكان في العالم تحدث مثل هذه الحوادث المؤسفة فتكون سببا لتدارك خطر مسكوت عنه فيقول الناس رب ضارة نافعة، وفي مأساة الطفلة لمى الروقي أثيرت قضية عشرات الآلاف من الآبار العميقة المكشوفة في طول البلاد وعرضها وبدأت بلديات بعض المدن والقرى بإحصاء ما حولها، فقلت لعل وعسى أن تكون هذه القصة المحزنة فرصة للسيطرة على هذا الوضع الخاطئ بأسرع وقت ممكن، ولكن تفاؤلي تبخر حين قرأت تحقيقا عن زحام الشاحنات في بعض أنحاء جدة، حيث تذكرت تلك الحماسة الكبيرة للوقاية من هذا الخطر بعد حادثة انفجار شاحنة الغاز شرق الرياض فأدركت أننا قوم تتحكم بهم عواطفهم أكثر من أي شيء آخر، حيث نصاب بالفاجعة حين نعلم بالحادثة ونحزن بعمق ونتحرك بكل حواسنا ثم نهدأ بعد عدة أيام وننسى الموضوع!.
لذلك ما أن هطلت الأمطار وسالت الأودية والشعاب حتى خرج الناس من بيوتهم وهجروا المدن بكل ما فيها من مباهج استهلاكية كاذبة كي يعيشوا بهجة الصحراء والجو العليل، ولكن لكل أمر في هذه الحياة أخطاره التي من شأنها أن تجعل أسعد لحظة في حياة الإنسان مفتاحا لأكثر الأيام مأساوية، فحوادث الغرق في السيول أو الضياع في متاهات الصحراء أو السقوط في بئر مكشوفة، التي تنتهي بوفاة ضحايا أبرياء يحزن لرحيلهم الوطن بأكمله، ومن هنا أظن بأن من واجب الدفاع المدني ووسائل الإعلام والمجموعات التطوعية أن تتعامل مع موسم النزهات البرية على نحو مختلف، فالمبادرات الخلاقة خلال عمليات الإنقاذ ما زالت غائبة رغم النوايا الطيبة، ورسائل التوعية ما زالت بدائية المحتوى حتى لو استخدمت وسائط التواصل الحديثة!.
لا أظن أن نسبة هذه الحوادث قد زادت عما كانت عليه فيما مضى من السنوات، ولكن التغطية الإعلامية لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي هي التي زادت فأصبح المجتمع يعيش تطورات هذه الحوادث لحظة بلحظة، وهذا أمر له إيجابياته وسلبياته فهو من ناحية يحول الحادثة إلى قضية رأي عام فيضغط على الأجهزة التي تتولى عملية البحث والإنقاذ كي تعمل بأقصى طاقتها ولكنه من ناحية أخرى يفتح بابا للشائعات والمعلومات غير الصحيحة التي لا تراعي مشاعر الأسرة المفجوعة بأبنائها وتعيش لحظات قاسية لا تحتمل المزيد من الأكاذيب الحمقاء وغير المسؤولة!.
المتطوعون في عمليات الإنقاذ لدينا ليست لديهم مجموعات معروفة أو حتى أرقام جوالات، وإذا استثنينا بعض الحملات التطوعية المحدودة للحفاظ على البيئة فإن الاعتماد على المتطوعين في مثل هذه الحوادث يتم دائما بشكل عفوي واعتمادا على مبدأ (الفزعة) المتأصل في جينات أهل هذه الديار أبا عن جد، وقد شهدنا خلال السنوات الماضية أخبار تكريم عدد من المواطنين قاموا بعمليات بطولية لإنقاذ آخرين كانوا بأمس الحاجة إلى المساعدة، ومثل هؤلاء ثروة تفخر بها الأوطان، وتكريمهم الحقيقي لا يتوقف عند المكافأة المالية وشهادة التقدير بل يجب أن يمتد لتشجيع عمل المجموعات التطوعية وتنظيم مثل هذه (الفزعات) التي يؤدي بعضها إلى كوارث أكبر!.
في كل مكان في العالم تحدث مثل هذه الحوادث المؤسفة فتكون سببا لتدارك خطر مسكوت عنه فيقول الناس رب ضارة نافعة، وفي مأساة الطفلة لمى الروقي أثيرت قضية عشرات الآلاف من الآبار العميقة المكشوفة في طول البلاد وعرضها وبدأت بلديات بعض المدن والقرى بإحصاء ما حولها، فقلت لعل وعسى أن تكون هذه القصة المحزنة فرصة للسيطرة على هذا الوضع الخاطئ بأسرع وقت ممكن، ولكن تفاؤلي تبخر حين قرأت تحقيقا عن زحام الشاحنات في بعض أنحاء جدة، حيث تذكرت تلك الحماسة الكبيرة للوقاية من هذا الخطر بعد حادثة انفجار شاحنة الغاز شرق الرياض فأدركت أننا قوم تتحكم بهم عواطفهم أكثر من أي شيء آخر، حيث نصاب بالفاجعة حين نعلم بالحادثة ونحزن بعمق ونتحرك بكل حواسنا ثم نهدأ بعد عدة أيام وننسى الموضوع!.