-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
في مدينة مونترو السويسرية سيجتمع اليوم كل المدعوين إلى مؤتمر «جنيف2»، سيجلسون خلف طاولات حملت أسماءهم وأسماء دولهم وراياتها، منهم من سيدلو بدلوه ومنهم من سيكون مستمعاً مراقباً، إلا أنه من المؤكد أن صورة تذكارية جامعة ستلتقط للمشاركين في المؤتمر وهي صورة مما لا شك فيه ستدخل التاريخ عند الكتابة عن الأزمة السورية وما شهدته، إلا ان صورة أخرى ستنافس هذه الصورة ألا وهي صورة الأحد عشر ألف مدني سوري المقتولين في سجون النظام السوري والتي كشفتها وكالة الأنضول التركية أمس الأول..
كشف صورة المجزرة التي ارتكبها نظام بشار الأسد بحق السوريين المدنيين المعتقلين في السجون، دقيق في توقيته وتداعيات هذا التوقيت لأنه يرسم سقفاً للمؤتمرين في «جنيف2» مفاده أن لا مكان للجزار في مستقبل سوريا وأن الشعب السوري يستحق قيادة جديدة تقوده إلى المستقبل بعيدا عن الاستبداد والقتل والترهيب والدمار والدماء.

صورة مجزرة المعتقلات لا يمكن لأي مشارك بمن فيهم «الروسي» أن يتغافل عنها أو يتجاوزها تبريرا أو تجاهلا، فالجريمة المرتكبة موصوفة ومصدقة وموثقة وهي جريمة تتصدر الجرائم ضد الإنسانية في هذا القرن لا بل مأساة إنسانية تتجاوز كل الحدود.
في «جنيف2» العالم يتحدى نفسه لأنه مطالب بتجاوز كل الحسابات وكل المصالح من أجل مصلحة القيم الإنسانية التي إن سقطت تداعى الهيكل على رؤوس الجميع.
الصورة التذكارية التي ستلتقط للمشاركين في مؤتمر جنيف2 ستدخل التاريخ وهذا أمر محسوم لكن ماذا سيكتب تحتها؟
تساؤل ستجيب عنه نتائج المؤتمر، فإن حمل السلام إلى سوريا سيكتب تحت الصورة مؤتمر السلام في جنيف2 وإن حمل تسويفا وتخاذلا وتهرباً من المسؤولية فإن ما سكتب تحت الصورة يشكل لعنة تاريخية للجميع.
ما يحصل في سوريا تجاوز تفاصيل الأزمة السياسية بل بات مأساة إنسانية لا يمكن للعالم تحملها أو غض الطرف عنها، قد يتفاءل أو يتشاءم بما يمكن أن يقدمه مؤتمر جنيف2 إلا أن المشاركين فيه ليسوا بالخيار بل ملزمون بالوصول إلى حل لآلام الشعب السوري وأوجاعه.