-A +A
منصور الشهري، عبدالخالق ناصر الغامدي، ماجد النفيعي، سليمان النهابي (الرياض، الباحة، الطائف، القصيم)

شبان في عمر الزهور الغضة.. يحملون أنفسهم وذواتهم، بما تيسر لهم من عتاد قليل، يتحايلون على الأجهزة المعنية ويخرجون عبر الحدود باتجاه مواقع القتال في الشام والعراق وغيرهما من الأماكن المتأججة بصراعات طائفية ومذهبية لا هم لها غير السلطة، ولا هم لها غير تحقيق مطامع وأهداف مشبوهة، يتسترون بالدين في تحقيق تلك المشبوهات والدين منهم بريء.

يخرج هؤلاء الشبان ونظراتهم ودواخلهم تتطلع إلى الجهاد في سبيل الله، مخلفين وراءهم دموعا لآباء وأمهات كانوا يتطلعون إلى مستقبل باهر لهم في خدمة مجتمعهم ووطنهم، ومخلفين وراءهم مجتمعا خسر بخروجهم سواعد فتية تدفع مراحل البناء والتنمية إلى الأمام.



وهناك يتفاجأون بأن ما قدموا إليه ليس جهادا، بل هو تطرف وفكر مريض غير عاقل، قوامه التكفير والتهجير والسيطرة، ويجدون أنفسهم ليسوا سوى طعم يستغله المتطرفون بوضعهم في الصفوف الأمامية للتفجير والانتحار باسم الدين الإسلامي.

هنا آراء تفند كل ذلك، وتوضح للشباب أن كل ما باعوا أنفسهم له ليس سوى وهم كبير، وأنهم مجرد أدوات يستغلها مشبوهون في حروبهم التي لا أصل لها ولا نتائج تعبر عن جهاد حقيقي أو إسلام حقيقي:



مجهولة الدوافع

«اندفاع الشباب يحتاج إلى ترشيد، وحماسهم يستدعي التهذيب، خصوصا أن الخطابات لها دور كبير في غرس بعض المفاهيم الخاطئة في أذهان الشباب، وللأسف فإن بعض الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات والخطباء ودعاة الفضائيات يوقعون بهؤلاء الأبرياء بقصد أو بدون قصد، بالحديث عن قتال في ساحة ما باستفاضة ووصفه بالجهاد وترديد نصوص وآثار عن ثواب المجاهد والشهيد ما يغري الشاب للذهاب لهذه المواقع والميادين مجهولة المصادر والدوافع والغايات، ويرسم لهم ملامح بطولة واهمة محفزها غيرة عمياء وحماس مفرط».

ــ الداعية عبدالرحمن الغامدي



خطأ كبير

«شخصيا أرى أن توجه الشباب إلى ما يسمى بالجهاد خطأ كبير، كون كل ما يروى عن تلك الجماعات قائم على تضليل واستغلال لحماس الشباب بصورة غير سليمة، ما يورطهم في أمور لا تحمد عقباها وهي ليست من الجهاد في شيء».

ــ طارق عبدالله رافع - موظف



توعية دائمة

«أنا أطالب الآباء بمتابعة أبنائهم وتبصيرهم بالطريق الصحيح، والالتزام بتوجيه العلماء الموثوق بهم كون شباب الوطن غرر بهم بعض الدعاة والوعاظ غير الموثوق فيهم، حتى أصبح شبابنا في مقدمة تلك الحروب، إذ تم التغرير بهم ولم يجدوا من يوجههم للطريق الصحيح أو المستقيم، والشباب بحاجة مستمرة إلى التوعية الدائمة من مخاطر رفقاء السوء وأطروحات بعض القنوات الفضائية التي تشجع الشباب على ما يسمى بالجهاد، وفي النهاية يذهبون إلى مصير مجهول، فتخسرهم أسرهم ويخسرهم الوطن فيما لا طائل من ورائه وفي ضلال أسميه عبثا غير محمود العواقب».

ــ ناصر سعيد عازب



غريبة التوجهات

«الخطر الذي يتربص بالشباب يأتي من الانخراط وراء الشائعات والتضليل، وأنا ألحظ تزايدا في أعداد الشبان المقبلين على السفر إلى دول التوتر والأوضاع المحتقنة، ما يحيلهم إلى وقود لصراعات نحن لسنا طرفا فيها ولا تمت إلينا بصلة، خصوصا وأن معظم الجماعات التي تتقاتل هناك هي جماعات متطرفة غريبة في فكرها وتوجهاتها».

ــ محمد بن سعيد الغامدي



العمل للحياة

«للأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام دور كبير في تبصير الشباب بأمور دينهم ومصارف نشاطهم وفتوتهم من خلال العمل للحياة مع الأحياء، ونشر وتوسيع دائرة المحاضرات التوعوية من خلال النشاطات الموسمية وتعزيز مواضيع مادة التربية الوطنية، ونشر مفاهيم الولاء والانتماء للوطن من خلال الطابور الصباحي وتمرير رسائل توعوية عبر وسائل الإعلام لمدة دقائق معدودة، لتوعية وتبصير الشباب بما يعود عليهم بالنفع والفائدة ويحفظ أرواحهم ويحقن دماءهم ودماء غيرهم من الأبرياء».

ــ شريفة الغامدي - سيدة أعمال



التوبة والأنفال

«فيما يتعلق بسياسة الجهاد وآيات الجهاد التي وردت في كتاب الله وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وما قاعدة العلماء والصحابة وكبار العلماء خلال القرون الثلاثة المفضلة، فإن الجهاد يعتبر الركن السادس من أركان الإسلام، إلا أنه يجب أن يفهم فهما نصيا بعقل سالم من المعارض، وبعقل سالم من الشبهة ومن التأويلات، فإذا تيسر هذا كله وانطلق العالم انطلاقا حقيقيا بصدق الفهم وصدق الوعي وفقه النص، استطاع أن يخرج بنتيجة أن الجهاد له شروط وضوابط، حيث الشرط الأول أن يكون الجهاد في سبيل الله، والشرط الثاني أن يكون الجهاد بأمر وإذن من ولي أمر المسلمين، والشرط الثالث أن يكون بإذن الوالد والوالدة، والشرط الرابع أن يكون الذي يجاهد سالم من العوائق، كأن يكون غير متزوج أو أنه متزوج لكن يحتاجون إليه، وفي ما يعرض في المجلس العلمي الخاص وفي الدروس العلمية، فإن الشباب ليس في المملكة فحسب، بل في بعض دول الخليج وأفريقيا، هناك من يحاول أن يعمي أو يضلل مفهوم الجهاد الحقيقي عليهم وليس كما ورد في الكتاب والسنة، ومعلوم أن الشباب والفتيات ما بين سن 13 حتى 30 عاما قد يغرس في عقولهم أشياء لا تمت إلى حقيقة النص والواقع، فيكبر الصغير من الرجال والنساء على مفهوم خاطئ. فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح وسأله أن يجاهد، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (هل لك أبوان، قال نعم، فقال الرسول ففيهما فجاهد)، والصحابة لم يجاهدوا إلا بإذن الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن كان معهم سميت غزوة، وإن لم يكن معهم سميت سرية، ولم ينقل أن صحابيا أو صحابية جاهد أو جاهدت إلا بإذن الرسول أو الخلفاء، وفي غير هذا لا يجوز الجهاد، إلا في حالة واحدة وهي التي ذكرها عامة العلماء وهو أن يدخل العدو البلد ويعثوا فسادا ويحاول إيذاء ولي الأمر، وإيذاء الممتلكات وسفك الدماء، فهنا يكون الجهاد فرض عين.

وهنا أدعوا كافة المسلمين وكبار العلماء والوزراء المعنيين على الشؤون الإسلامية والفتوى، والمعلمين في التربية وبناء العقول والعواطف، أن يحاولوا كل المحاولة بأن يجعلوا سورتي التوبة والأنفال صوب أعينهم، فقد ذكرت هاتان السورتان متى يكون الجهاد ومن هو الذي يغرر بالناس، فقد كشفهم الله ولذلك تسمى سورة التوبة بالكاشفة، كما أنصح من يغررون بالشباب أن يتقوا ويخافوا الله، وإن كانوا صادقين فيما يقولون فليبدأو بأبنائهم وبناتهم في الجهاد، ولمن يكتب ويغرر في مواقع التواصل أن يراقب الله وأن يفهموا الجهاد، وإلا فإن الأمة الإسلامية قد تكون مقبلة على سوء قد يكونون هم من أسبابه.

وفي رأيي، فإن المسؤولية تقع على خمس جهات حسب الدراسة في أمور الجهاد، وهي على ولي أمر المسلمين حيث يجب أن يحاول قدر المستطاع بأن يجعل هناك نوعا من الأوامر لضبط وسائل الإعلام من أجل أن تنضبط العقلية حتى لا يفتي كل أحد أو يؤلف كل أحد على هواه، ويكون هناك نوع من العقلانية والواقعية المنطلقة من القناعات الشرعية من فهم النص، وكذلك على الوزراء المعنيين ومن حولهم مسؤولية في متابعة ذلك، بالإضافة على الوالدين حيث يجب أن يسألوا الأبناء عن صحبتهم ومكان ذهابهم، ويجب أن يعود الجميع إلى العلماء المعروفين الموثوقين الذين يحفظون المتون والأسانيد، والجسد له ترجمة في العين والوجه، حيث يجب أن تخضع خطب الجمعة إلى الدراسة النفسية الإكلنيكية التحليلية، لأن التخصص في هذه المسائل يحتاج إلى عمق، وهنا أناشد المسؤولين في كليات الطب ووزارة الداخلية بأن تكون هناك لجنة دقيقة في تحليل الخطابات والمقالات للخروج بنتيجة جيدة لمعرفة من يفهم هذا الأمر.

وأشير هنا كذلك إلى معالجة هذه المشكلة، والتي ذكرها ابن تيمية في كتابه السياسة الشرعية وذكرها ابن القيم الجوزي في كتاب زاد المعاد في الجزء الأول، ويأتي بأن يبين مفهوم الجهاد في المراحل الدراسية تبيينا صحيحا، كما يجب أن يقوم بتدريس الطلاب من يكونون على قدر من الفهم والوعي، وأن يكون هناك تقارير يقوم بها المشرفون على المعلمين والطلاب وتكون هذه التقارير واضحة ترسل إلى الوزارة لكي تدرس، وعلى ضوئها يتبين الحق من الباطل».

ــ د. صالح اللحيدان - المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية في دول الخليج والشرق الأوسط



أهدافهم واحدة

«أشبه ما يحصل بخصوص الشباب بمباراة كرة قدم، حيث يقف كلا المدربين في جانب وتبدأ المباراة المميتة بين لاعبيهم، وهنا لا يهم من يفوز ومن يربح أو من يخسر، فالأهداف للمغررين بالشباب واحدة وهي زعزعة الأمن ودب الحقد وإشعال نيران خامدة يروح ضحاياها لاعبون من كلا الفريقين لتنتهي المباراة ويتصافح المدربون على أمل اللقاء في مباراة أخرى.

والشباب يواجهون ويتعرضون لغسل دماغ خبيث من قبل جماعات مضللة، تستغل اكتئاب الشباب ومللهم نتيجة البطالة والفراغ، فتقوم بجذبهم بأقنعة دينية الإسلام بريء منها حتما، بينما أبناء المحرضين يعيشون حياتهم في الخارج ويكملون دراستهم، وفي رأيي أن المسؤولية في هذا الجانب تقع على أكثر من كتف، وفي البداية أسأل: كيف يخرج هؤلاء الشباب من المملكة ويتوجهون لسوريا أو غيرها مع مجموعة أسلحة، وكيف لا يتم تفتيشهم، كيف يعبرون الحواجز بهذه السلاسة، ثانيا، هناك دور الأهل فالبيت أساس بناء الشخص، ولذلك أطالب كل والد ووالدة أن يلاحظوا أي تغير في تصرفات ابنهم بأن يبحثوا عن أصدقائه والتبليغ فورا عنهم عند اكتشاف وقوعهم بين أيدي جماعات أو مجموعات غامضة، والحل لهذه المشكلة هو الاعتراف أولا بأن هناك كارثة تشبه الطوفان تخطف زهورا شابة في طريقها إلى خدمة المجتمع والوطن.

كما يجب وضع حد وعقوبات رادعة لكل من يدعو لهذا الجهاد المزيف بالحبس والجلد، بالإضافة إلى إيقاف أي قناة تلفزيونية تحرض على ذلك، ومراقبة جميع وسائل الإعلام الجديد، فأغلب هذه الفئات تبدأ من مجموعات أو قروبات تويتر أو الفيس بوك، وفتح باب الوظائف المحترمة لهؤلاء الشباب لكسر حدة الملل لديهم وحتى لا يقعوا فريسة للضعف النفسي الذي يتم استغلاله أيما استغلال».

ـــ الكاتبة نهال سامي - متخصصة في الجوانب الاجتماعية



توضيح المنهج

«الكثير من الصغار تضللهم بعض الحملات المشبوهة والمضللة التي تستهدف القضاء على روح شبابنا مستغلة حماستهم الدينية والوطنية، وأقترح أن تكون هناك بالمقابل حملات توعوية وإعلامية ومنبرية لتوضيح المنهج الصحيح لكيفية الجهاد، خصوصا أن بعض الشباب مع شديد الأسف يخرج من بيته ويغادر وطنه ويذهب إلى مواقع القتال مغررا به، ما يعد مخالفة صريحة وواضحة لأمور كثيرة منها معصية والديه أو أحدهما، والثانية مخالفة ولي الأمر متجاوزا حالات المنع التي وضعتها الدولة».

ــ المواطن فهد الزيد



طائلة الحرج

«الكثير من الشباب يقعون تحت طائلة تأثير قنوات أو دعوات غير صحيحة، إذ يتم إغراؤهم بالسفر إلى مواقع القتال دون أن يدركوا أنهم يقعون بذلك في أخطاء كبيرة وكثيرة، وأنهم يضعون أنفسهم ومجتمعهم تحت طائلة الحرج، ومن هنا فإن من الواجب أن يشارك المصلحون وأهل الرأي والحكمة ووسائل الإعلام ووسائل التربية والتعليم والأندية والجامعات والآباء والأمهات في حملات مكثفة لتوعية الأبناء بخطورة ما يقدمون عليه بدون تفكير وإرشادهم إلى الواقع الصحيح لمسمى الجهاد، وأن ما يحدث اليوم يختلف تماما عن المفهوم الصحيح لذلك».

ــ الشاب حمود الساير



تحايل في الخروج

«يواجه الكثير من الشبان الصغار ضغوطا كثيرة جدا، في ذات الوقت الذي لم يجدوا فيه من يصحح مفاهيمهم الخاطئة، كذلك لم تجد تلك الحملات المغرضة المشبوهة التي تستهدف عقولهم وتتبنى نقلهم لمواقع القتال من يتصدى لها، حتى أن البعض يخرج دون علم أسرته ويتحايل في الخروج إلى تلك المواقع على الأجهزة المعنية، وعندما يخرجون ويطمئنون على خروجهم يحرجون أهاليهم وأسرهم بذلك الخروج، ولهذا يلزم إيجاد حملة هادئة ومتعقلة لإرشاد هؤلاء الشبان بالمفهوم الصحيح والعمل على تصحيح أفكارهم، وبذل الجهد لمعرفة من يهيئ لهم سبل الخروج للقضاء على من يقوم بذلك وتخليص المجتمع منهم».

ــ الشيخ على فهاد الجعيدي مركز الدعوة والتوعية