عصفت بالمجتمع السعودي في ربع القرن الماضي رياح عاتية ولدت متغيرات اجتماعية وفكرية وسلوكية عديدة وغير مألوفة أثرت على شريحة الشباب الأكبر عددا في المجتمع، وأجزم أن ماحدث خلال تلك الفترة من تغيرات يفوق بمراحل كل ما حدث خلال قرن من الزمان وربما أكثر، كنت كشاب شاهدا على هذه الحقبة الزمنية بأفراحها وأتراحها، بإيجابياتها وسلبياتها، شهدت فيها الصحوة الدينية التي كانت في أوجها، والتزام كثير من الشباب بأداء الصلوات في المساجد وسماع الخطب والمحاضرات الدينية، وشهدت التعبئة الروحية والحث على الجهاد والبذل في أفغانستان، ورأيت أمامي أشخاصا كانوا قبل فترة بسيطة على رأس قائمة الإرهاب المطلوبين لأمريكا، في المقابل كان ثمة فريق آخر من الشباب لم ينضوِ تحت لواء التدين والالتزام، يمارس طقوسه المعروفة في العبث ولكنهم كانوا الأقلية وملجمين بنظرة المجتمع المزدرية لهم وفاعلية وقوة جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفريق آخر من الشباب ليس مع هؤلاء ولا هؤلاء يهوى مشاهدة كرة القدم وسماع محمد عبده و (فلة) يوم الخميس.
شهدت الفترة أيضا اطلاع الشباب على ثقافات متنوعة وصادمة في بعض الأحيان عبر قنوات فضائية أجنبية أو ما كان يسمى (الغزو الثقافي) فصارت المشاهدات لبعض الأفلام والمجلات المخلة والتي كانت تتداول خفية وبحذر شديد موجودة على مدار الساعة ولشريحة عريضة من الشباب، تطور الأمر عبر السنين ليصبح الأمر أكثر سوء فأجزم أنه لا يوجد بيت الآن (إلا ما ندر ) إلا يوجد به جهاز حاسب فيه وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر ويوتيوب وانستجرام بما تحويه من الغث وقليل هو السمين!.
تطور الأمر ليفتح باب الابتعاث لعشرات الآلآف من الشباب والشابات ليروا بأعينهم عادات وتقاليد وممارسات تختلف تماما عن ما ألفوه في ديارهم, ولا أنكر أن الشريحة العظمى من المبتعثين والمبتعثات استفادوا من هذه الفرصة العظيمة لتلقي العلم من أرقى الجامعات العالمية وصرنا نستقبل منهم كوكبة مضيئة من العلماء والباحثين، ولكننا نستقبل أيضا فئة هي ضئيلة بالفعل ولكنها خطيرة على المجتمع بأفكارهم وسلوكهم.
سلوك الشريحة الأكبر من الشباب في بداية ربع القرن الماضي كانت تميل إلى التدين حتى وإن جنحت طائفة منهم للتطرف والإرهاب, ولكن في نهاية هذه الفترة تحولت لتشهد في شريحة كبيرة منهم سلوكا غير سوي وكلاما بذيئا وأفكارا صادمة، ويكفيك أخذ جولة في أحد الأسواق الحديثة أو مجالسة أو الاستماع لأحدهم لترى ما ينكد خاطرك !!.
أين يكمن الخلل يا ترى؟، هل لم نكن مستعدين لهذه الثورة والطفرة (الحضارية)!، عندما أشاهد بعض هؤلاء الشباب بمظهرهم وسلوكهم المشين أسأل نفسي مباشرة أين أولياء أمورهم عنهم، أين المتابعة والنصح والإرشاد، هل بالفعل يشرفون أنهم أبناؤهم!، أين إعلامنا عنهم، هل نجحت بعض قنواتنا المملوكة لبني جلدتنا في تغريب أبنائنا وبناتنا ببرامج الإسفاف والانحلال، أين تواصل مشايخنا وعلمائنا معهم، أين ملحقياتنا وسفاراتنا في الخارج عن متابعتهم.. أنا أطالب وأرجو ملحا أن يتم عقد مؤتمر عاجل لمناقشة متغيرات المجتمع السعودي وخاصة فئة الشباب فيه، ويدعو له كل صاحب رأي وعلم وخبرة لتفعيل مبادرات تساعد على تقويم سلوك بعض شبابنا والاطلاع عن كثب على همومه ومشكلاته ويدعى له الشباب أيضا الذين هم أمل الأمة في حاضرها ومستقبلها.
tobagi@hotmail.com
شهدت الفترة أيضا اطلاع الشباب على ثقافات متنوعة وصادمة في بعض الأحيان عبر قنوات فضائية أجنبية أو ما كان يسمى (الغزو الثقافي) فصارت المشاهدات لبعض الأفلام والمجلات المخلة والتي كانت تتداول خفية وبحذر شديد موجودة على مدار الساعة ولشريحة عريضة من الشباب، تطور الأمر عبر السنين ليصبح الأمر أكثر سوء فأجزم أنه لا يوجد بيت الآن (إلا ما ندر ) إلا يوجد به جهاز حاسب فيه وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر ويوتيوب وانستجرام بما تحويه من الغث وقليل هو السمين!.
تطور الأمر ليفتح باب الابتعاث لعشرات الآلآف من الشباب والشابات ليروا بأعينهم عادات وتقاليد وممارسات تختلف تماما عن ما ألفوه في ديارهم, ولا أنكر أن الشريحة العظمى من المبتعثين والمبتعثات استفادوا من هذه الفرصة العظيمة لتلقي العلم من أرقى الجامعات العالمية وصرنا نستقبل منهم كوكبة مضيئة من العلماء والباحثين، ولكننا نستقبل أيضا فئة هي ضئيلة بالفعل ولكنها خطيرة على المجتمع بأفكارهم وسلوكهم.
سلوك الشريحة الأكبر من الشباب في بداية ربع القرن الماضي كانت تميل إلى التدين حتى وإن جنحت طائفة منهم للتطرف والإرهاب, ولكن في نهاية هذه الفترة تحولت لتشهد في شريحة كبيرة منهم سلوكا غير سوي وكلاما بذيئا وأفكارا صادمة، ويكفيك أخذ جولة في أحد الأسواق الحديثة أو مجالسة أو الاستماع لأحدهم لترى ما ينكد خاطرك !!.
أين يكمن الخلل يا ترى؟، هل لم نكن مستعدين لهذه الثورة والطفرة (الحضارية)!، عندما أشاهد بعض هؤلاء الشباب بمظهرهم وسلوكهم المشين أسأل نفسي مباشرة أين أولياء أمورهم عنهم، أين المتابعة والنصح والإرشاد، هل بالفعل يشرفون أنهم أبناؤهم!، أين إعلامنا عنهم، هل نجحت بعض قنواتنا المملوكة لبني جلدتنا في تغريب أبنائنا وبناتنا ببرامج الإسفاف والانحلال، أين تواصل مشايخنا وعلمائنا معهم، أين ملحقياتنا وسفاراتنا في الخارج عن متابعتهم.. أنا أطالب وأرجو ملحا أن يتم عقد مؤتمر عاجل لمناقشة متغيرات المجتمع السعودي وخاصة فئة الشباب فيه، ويدعو له كل صاحب رأي وعلم وخبرة لتفعيل مبادرات تساعد على تقويم سلوك بعض شبابنا والاطلاع عن كثب على همومه ومشكلاته ويدعى له الشباب أيضا الذين هم أمل الأمة في حاضرها ومستقبلها.
tobagi@hotmail.com