يحدث أحيانا أن تشعر بأنك غريب. وبأن غرابتك تلك تكمن في اختلافك عن المعتاد، سواء كان ذلك الاختلاف في مظهرك أو مبادئك أو قناعاتك أو مستواك الاجتماعي. وحين تواجه غرابتك تلك برفض مجتمعي، فقد تختبر جزءا في شخصيتك لم تلق له بالا من قبل. وهذا ما حدث مع صفية، وسأنقل لكم قصتها على لسانها. تقول صفية:
لم يؤمنوا بحبي له، ولم يعلموا بأنه قصة لن تتكرر. ورغم قسوتهم لا أملك إلا أن ألومهم وأحملهم مسؤولية ما حدث في حياتي. فروحي لا تطيق كرههم! وكيف تفعل وهو منهم! لكني لا أكف عن التساؤل، لماذا لم يمنحوني فرصة أثبت لهم فيها بأنني أستحقه؟ لماذا حكموا على كفاءتي كزوجة له بمركز أهلي الاجتماعي وبالحي الذي نسكنه؟ وما العيب إن كنا عائلة من الطبقة الكادحة، يكافح كل من فيها بشرف دون أن يسرق أو يكذب أو يمد يدا ذليلة؟ أليس من القسوة أن يفرقوا بين قلبين ائتلفا، وروحين التقتا بعد فراق طويل استغرق مسيرة حياة لأسباب كهذه؟
نعم، قد أكون فقيرة في نظرهم، ولا أملك إلا حقيبة واحدة تحمل علامة تجارية قد تكون معروفة لدي فقط! ولا تأسرني صيحات الموضة بقدر اهتمامي بقيمة الوقت الذي أقضيه في خدمة أمي! لكنهم لم يتحملوا عناء النظر إلى نقاط قوتي التي أشعر بأنها ثروتي! فأنا أتقن لغتين أوروبيتين تعلمتهما بنفسي، بعد أن أنهيت دراستي الجامعية عن بعد خلال عملي في وظيفتين أنجزت فيهما الكثير! وتسكنني روح جميلة وقلب ينبض بحب الخير ويشعر بالمسؤولية تجاه من حوله! وقد اجتهدت لسنوات طويلة كي أمنح الاستقرار النفسي والمادي لعائلتي التي تعتمد علي في كل شيء بعد وفاة والدي وتملص أعمامي! لماذا لم يقدروا كل ذلك؟ وهل هو ذنبي إن كان هذا قدري الذي لم أختره!
الغريب أني لم أنس نظرات والدته المتقززة وهي تتأمل منزلنا بعد أن انتهت من قذف سيل من التلميحات الجارحة عن مستوى الحي الذي نسكنه، لكن ورغم ذلك لا ألوم من أحببت على فسخ ارتباطنا قبل أن تكتمل مراسمه، فلم يكن يملك إلا خيارا من اثنين، إما أن ينساني أو ينسى والديه! وما زلت أذكر كيف بكى بحرقة كطفل رضيع انتزعوه فجأة من حضن أمه، وأنا أدفع به بقلب مكسور وعقل جسور لأن يمتثل لهما إن لم يستطع إقناعهما بأننا خلقنا لبعضنا، وبأن السعادة لا تكتمل معانيها إلا بي وبه تحت سقف الحب.
كنت أؤمن بأن إطلاق الأحكام على غيرنا جريمة، لكن تجربتي هذه التي تجاوزتها بعد أن فوجئت فيها بقوة لم أدرك وجودها، جعلتني أوقن بأن وأد الحب لاعتبارات مادية قد تتغير في لحظة.. هو أشنع جريمة!.
Randa_sheikh@yahoo.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250موبايلي، 738303
زين تبدأ بالرمز 110 مسافة ثم الرسالة
لم يؤمنوا بحبي له، ولم يعلموا بأنه قصة لن تتكرر. ورغم قسوتهم لا أملك إلا أن ألومهم وأحملهم مسؤولية ما حدث في حياتي. فروحي لا تطيق كرههم! وكيف تفعل وهو منهم! لكني لا أكف عن التساؤل، لماذا لم يمنحوني فرصة أثبت لهم فيها بأنني أستحقه؟ لماذا حكموا على كفاءتي كزوجة له بمركز أهلي الاجتماعي وبالحي الذي نسكنه؟ وما العيب إن كنا عائلة من الطبقة الكادحة، يكافح كل من فيها بشرف دون أن يسرق أو يكذب أو يمد يدا ذليلة؟ أليس من القسوة أن يفرقوا بين قلبين ائتلفا، وروحين التقتا بعد فراق طويل استغرق مسيرة حياة لأسباب كهذه؟
نعم، قد أكون فقيرة في نظرهم، ولا أملك إلا حقيبة واحدة تحمل علامة تجارية قد تكون معروفة لدي فقط! ولا تأسرني صيحات الموضة بقدر اهتمامي بقيمة الوقت الذي أقضيه في خدمة أمي! لكنهم لم يتحملوا عناء النظر إلى نقاط قوتي التي أشعر بأنها ثروتي! فأنا أتقن لغتين أوروبيتين تعلمتهما بنفسي، بعد أن أنهيت دراستي الجامعية عن بعد خلال عملي في وظيفتين أنجزت فيهما الكثير! وتسكنني روح جميلة وقلب ينبض بحب الخير ويشعر بالمسؤولية تجاه من حوله! وقد اجتهدت لسنوات طويلة كي أمنح الاستقرار النفسي والمادي لعائلتي التي تعتمد علي في كل شيء بعد وفاة والدي وتملص أعمامي! لماذا لم يقدروا كل ذلك؟ وهل هو ذنبي إن كان هذا قدري الذي لم أختره!
الغريب أني لم أنس نظرات والدته المتقززة وهي تتأمل منزلنا بعد أن انتهت من قذف سيل من التلميحات الجارحة عن مستوى الحي الذي نسكنه، لكن ورغم ذلك لا ألوم من أحببت على فسخ ارتباطنا قبل أن تكتمل مراسمه، فلم يكن يملك إلا خيارا من اثنين، إما أن ينساني أو ينسى والديه! وما زلت أذكر كيف بكى بحرقة كطفل رضيع انتزعوه فجأة من حضن أمه، وأنا أدفع به بقلب مكسور وعقل جسور لأن يمتثل لهما إن لم يستطع إقناعهما بأننا خلقنا لبعضنا، وبأن السعادة لا تكتمل معانيها إلا بي وبه تحت سقف الحب.
كنت أؤمن بأن إطلاق الأحكام على غيرنا جريمة، لكن تجربتي هذه التي تجاوزتها بعد أن فوجئت فيها بقوة لم أدرك وجودها، جعلتني أوقن بأن وأد الحب لاعتبارات مادية قد تتغير في لحظة.. هو أشنع جريمة!.
Randa_sheikh@yahoo.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250موبايلي، 738303
زين تبدأ بالرمز 110 مسافة ثم الرسالة