-A +A
مها البدراني (المدينة المنورة)
كشف الدكتور أسامة عبدالله عبدالسلام استشاري الطب النفسي بمجمع الأمل والطب النفسي بالمدينة المنورة أن عدد الحالات المقيدة بملفات المستشفى تقارب الـ47 ألف ملف تمثل النساء نصفهم، مشيرا إلى أن الاكتئاب النفسي والقلق النفسي هما من الأمراض النفسية الأكثر شيوعا بين النساء والرجال، بينما هناك اضطرابات نفسية أقل شيوعا مثل الوسواس القهري والفصام العقلي والاضطراب الوجداني، مرجعا أسباب انتشار الاضطرابات النفسية إلى تسارع الحياة وازدياد ضغوطها والتفكك الأسري، مؤكدا أن التعامل مع النساء يتم وفق ما تقتضيه تعاليم الدين الحنيف وأخلاقيات مهنة الطب، وذلك في وجود ممرضة أو محرم.


وقال إن المصارحة من أهم طرق العلاج للمراجعة ولذويها، ويعرف هذا بالتثقيف أو التعليم الصحي، حيث يتم بيان الحالة وأسبابها وعمل التحاليل والعلاجات المقترحة وبث الطمأنينة والتفاؤل في نفس المريضة بطريقة علمية، موضحا أن تقبل المريضة وذووها للمرض يختلف بشدة الحالة، فمعظم الحالات تتقبل بعد عطاء الوقت الكافي من جانب الفريق العلاجي والتذكير بمعاني الابتلاء والصبر والثقة في الله سبحانه وتعالى.
وأشار الدكتور أسامة إلى أن نظرة المجتمع للمريضة النفسية غالبا ما تكون سلبية مع إحساس المريضة وذويها بالعيب أو المواجهة، فهناك دور للتثقيف الصحي لبيان أن أكثر من 90% من الاضطرابات النفسية قد يتم علاجها بإذن الله خلال أشهر قليلة كغيرها من أمراض الباطنة أو الجراحة، وأن هناك أقلية تعاني من أمراض مزمنة تحتاج للعلاج لسنوات كما هو الحال في بعض الأمراض العضوية، منوها باهتمام أسر المريضات، مشددا على ضرورة توجيه هذا الاهتمام إلى المسار الصحيح وتوظيفه في خدمة المراجعة والعلاج المبكر والتثقيف بأن المرض النفسي ليس ككل الأمراض الأخرى بسبب المس والجن، مع أهمية تكامل العلاج بالعقاقير والعلاج النفسي والروحي والتأهيلي وتصحيح الاعتقادات الخاطئة عن الأمراض النفسية والعقاقير النفسية.
ونفى الدكتور أسامة أن يكون هناك سن معينة للمرض النفسي، مشيرا إلى أن هناك اضطرابات نفسية تؤثر على أطفال التوحد وفرط الحركة وصعوبات التعلم والقلق النفسي، وبمضي العمر يظهر الاكتئاب النفسي والفصام العقلي والشيخوخة عند المسنين، إضافة لاضطرابات ترتبط بالهرمونات عند النساء والدورة الشهرية وسن انقطاع الحيض.
وأشار الدكتور أسامة إلى أن هناك عيادة أسبوعية متكاملة خاصة بمستشفى الولادة يشرف عليها مستشفى الصحة النفسية لعلاج الاضطرابات النفسية الزوجية وتقديم النصح ما قبل الزواج، نافيا أن تكون هناك حالات يتم حبسها، قائلا: ليس هناك حبس أو سجن فهذا مفهوم خاطئ فأقل من 5% من حالات الاضطراب النفسي الشديدة تحتاج إلى التنويم وذلك لتكثيف العلاج ومنع المريضة من إيذاء نفسها بالانتحار أو إيذاء الآخرين أو أن تتعرض بسبب المرض للاستغلال، مشيرا إلى أن هناك حالات تحتاج إلى العلاج العقاقيري المكثف بتقييد الحركة مؤقتا لمنعها من إيذاء نفسها أو الآخرين ويتم ذلك ضمن المعايير الطبية العالمية وحفظ كرامة المريضة وإنسانيتها والتقيد بالقاعدة القرآنية الكريمة (ليس على المريض حرج) ويتم ذلك بتعاون الطبيب النفسي والتمريض النفسي والأخصائي النفسي والاجتماعي، مؤكدا في الوقت نفسه أن هناك حالات قليلة ترفض الأسر استقبالهن بعد شفائهن أو استقرار حالاتهن وعدم احتياجتهن للبقاء في أقسام التنويم، ما يعكس جانبا من التفكك الأسري وعدم الوعي.