-A +A
عبدالله الداني (جدة)
ذاكرة الشيخ عباس بتاوي مغسل الأموات الشهير حافلة بالعديد من الذكريات المؤثرة التي ارتسمت ولاتزال محفورة لم تمحها تقلبات الأيام والظروف.
الشيخ عباس مكث في مهنة غسل الأموات احتسابا للأجر من عند الله سبحانه وتعالى طوال 21 عاما وهو أول من أنشأ مغسلة للأموات بجدة، حتى تكونت لديه خبرة طويلة، ودروس كثيرة استفاد منها عبر هذه المسيرة الزاخرة بالمواقف والقصص مع الأموات وذويهم، حتى تمكن من نقل هذه المواقف إلى عدد من دول الخليج والعالم العربي. يقول بتاوي: واجهتني صعوبة في أول حالة في مجال عملي، وقد كنت أسجل الحالات والمشاهد التي أراها سواء حسن أو سوء الخاتمة خلف أوراق تصاريح الدفن التي تأتيني من الأمانة، وكنت أحتفظ بها حتى نصحني الداعية الشيخ علي باقيس بنشرها لتوعية الناس بأهمية هذا العمل وفضله ففعلت، وكان ذلك في أول وثاني شريط كان بعنوان «وقفات مع مغسل الأموات»، فبدأ الناس يفطنون إلى هذه المهنة وبادر المشايخ وطلبة العلم بتعلمها والسعي فيها حتى كانت المغاسل التي انتشرت بجانب مساجد الأحياء في جدة، كما شكل هذان الشريطان تثقيفا للناس عن أحوال الموتى والقبور. ويروي بتاوي موقفا حصل له ذات مرة في مغسلة للأموات بإحدى مقابر مدينة جدة، حيث اكتشف الناس أن العاملين بالمقبرة -وهم من جنسية إفريقية- لم يتولوا غسل الميت وقاموا بتكفينه مباشرة، وعندما افتضح أمرهم وتم التحقيق معهم أجابوا بأن أهل الميت لايرتجى منهم تقديم أية هدية من المال «بخشيش» للمغسلين وبالتالي فإنهم تجاهلوا غسل الميت وقاموا بتكفينه مباشرة.