-A +A
متعب العواد (حائل)تصوير: راشد الثويني
عندما غادر والده في رحلة عمل حكومية الى الخارج اشترى له سيارة جديدة لجلب مستلزمات الأسرة ورعاية والدته واخوته الذين يصغرونه عمراً.. لكنه بدلا من الاضطلاع بهذه المسؤولية قتل والدته وأدمى قلوب إخوته وقلب حياتهم رأساً على عقب. أما كيف حدث ذلك فهذا ما يرويه الشاب أحمد بقوله: كنت طالبا مثاليا وسط اسرة يحفها الحب والتآلف وكنا من الموسرين في الحي نعيش في سعة من الرزق حيث أمن لنا والدنا كل احتياجاتنا ولكوني أكبر أبناء الأسرة طلبت من والدي سيارة جديدة وبعد إلحاح على والدي ووالدتي اشترى والدي السيارة وحدد أوقاتا لدخول المنزل والخروج منه مع تكليفي بتأمين احتياجات الأسرة من المشتريات.. ومر شهر كامل ظل يراقبني خلاله ويشيد بانضباطي وكنت حينها في المدرسة الثانوية. وفي غمرة سعادتي باشاداته انتدب والدي في مهمة رسمية من جهة عمله الحكومي وغادر الى خارج الوطن بعد ان أوصاني بالاسرة خيراً.
لكن بمجرد مغادرته اندلعت الخلافات بيني وبين والدتي والتي كانت تشترط عليّ الالتزام بالضوابط التي وضعها الوالد في الخروج والدخول الى المنزل باعتباري كما تقول «راجل البيت» وانها بحاجة لوجودي بين اخوتي.. لكن اصدقائي كانوا يسخرون مني عندما اخبرهم بأن والدتي حريصة على دخولي للمنزل في ساعة مبكرة من الليل وكانوا يعيرونني بالخوف منها خلال جلساتي معهم وكنت اشاركهم التدخين وبعدها الحشيش.. وتصاعد تجاهلي لنصائحها وكنت ادخل فجراً. وفي احدى الليالي دخلت في ساعة متأخرة وفي يدي سيجارة فصرخت في وجهي واجهشت بالبكاء وهي تهددني بابلاغ الوالد فتجاهلت تهديدها وواصلت الخروج الى ربعي بعد ان تورطت في الادمان.وتكرر تأخري حتى حضرت ذات مساء الى المنزل اترنح من آثار الحشيش وعندما شاهدتني الوالدة سقطت مغشياً عليها نتيجة ارتفاع الضغط وعندما نقلت الى المستشفى احيلت الى غرفة العناية المركزة.. واخذ الطبيب يسألني أنت أبنها؟

قلت: نعم.. قال ماذا حدث لها.. هنا انهمرت دموعي ودخلت في نوبة بكاء عندها طمأنني بأنها بخير لكن بعد ساعتين فارقت الحياة -يرحمها الله.
عاد أبي سريعا.. وسألني عما فعلت مع والدتي مشيرا الى انها كانت تتصل عليه يوميا لتبلغه بأن أحمد ضاع وأصبح مدمناً وهنا أخبرت والدي بما حدث حينها سارع الى بيع المنزل وشراء آخر في حي جديد وعاهدته على ان اعود لرشدي ونقلني الى العلاج في الرياض وبعد شهر تعافيت من الادمان وعدت الى الاسرة واصبحت ملازماً لاشقائي مستقبلا الحياة بوجه آخر.