-A +A
محمد بن سليمان الأحيدب
قلت سابقا إننا نتعامل مع الاحتياجات والاحتياطات بطريقة آنية تلقائية عاطفية، تعتمد على حدث الساعة أو حالة طارئة استفزتنا في وقتها، فتفاعلنا معها، ثم ما نلبث أن ننسى حتى لو كانت حالة متكررة الحدوث واحتمالات أن تكون خطورتها إذا تكررت أكثر حدة.
خذ ــ على سبيل المثال ــ موضوع الملاجئ الجماعية في حالات الحروب ــ لا سمح الله، أذكر أننا تحدثنا عنها كثيرا عندما حلت أزمة احتلال الكويت ثم تحريرها وتعرض أجواء المملكة للاعتداء بصواريخ سكود واحتمالية حملها لرؤوس أسلحة كيميائية، فكان الحديث ــ آنذاك ـــ عن غياب تلك الملاجئ تحت العمارات والمباني وفي مواقع محددة، ولعلنا ــ آنذاك ــ جميعا في الصحف والبرامج الحوارية المتلفزة ناقشنا غياب تلك الأساسيات الوقائية بإسهاب ونقد ووعود.

انتهت الأزمة ــ ولله الحمد والفضل والمنة ــ بسلام، ولم نتأثر بغياب تلك الملاجئ، فكانت إنذارا مر بسلام، وتذكيرا يفترض أن نستفيد منه لكننا لم نفعل وتوقف تعاطينا مع عدم وجود تلك الأساسيات بمجرد انتهاء الأزمة.
لا أذكر أن أحدا ناقش هذا الموضوع بعد زوال الغمة ولا أمانة مدينة واحدة، بما فيها العاصمة، ذكرت الملاجئ في شروطها لبناء العمارات أو المجمعات السكنية أو مشاريع الإسكان، سواء التجاري أو الحكومي!!.
قد يكون من ضمن حلولنا الوقتية العشوائية استخدام مواقف السيارات تحت الأرض، لكن هذه ستكون مصيبة أخرى، فهي غير مهيأة لهذا الغرض وما يتبع من احتياجات إنسانية، والصحيح أن نستفيد من التخطيط السليم ونبني ملاجئ مجهزة تجهيزا صحيحا ومتكاملا وتحظى بصيانة دائمة، مع التوكل على الله والدعاء بأن يغنينا الله عنها ولا يحيجنا لها ويديم علينا نعمه التي يستوجب دوامها الشكر والصلاح وترك المعاصي التي تزيل النعم وتنذر بحدوث الكوارث، خصوصا ما يفعله السفهاء ويؤاخذ به العقلاء فيحل البلاء.