لا شك أن قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، والسرقة، والعبث بالمال، جرائم وأفعال يحرمها ويعاقب عليها الشرع وتجرمها الأنظمة والقوانين وتعاقب عليها أيضا، ولا يقبلها أي إنسان سوي وإن قربت صلته بالمجرم. فماذا نقول إذا ما علمنا أن فئة من الشباب والمراهقين يفعلون هذه الأفعال وهم مرتاحو البال وضمائرهم تغط في سبات عميق؟!.
وتجدهم يقومون بأفعالهم هذه وسط جمهرة من الشباب يصفقون لهم ويطربون لأفعالهم هذه و «يعززون» لهم، ليدفعوهم نحو الموت والجريمة دفعا!
نعم، إنهم شباب التفحيط، شباب الموت، شباب المستقبل المهدر والضائع، والذين كنا نضع فيهم طموحاتنا ونعلق عليهم آمالنا للنهوض بالأمة وصناعة تقدمها ونهضتها، ونرى أحلامنا وآمالنا تتكسر على أسفلت ساحات التفحيط ــ للأسف الشديد، ولا عزاء للوطن في ضياع عماد مستقبله ولا للأمهات الثكالى والآباء المكلومين!.
لماذا تهدر هذه الطاقات؟! ومن نلوم على ضياعها؟!
هل نرجع السبب إلى الفراغ والبطالة التي يعاني منها هؤلاء الشباب؟! أم نرجعه إلى قصور في تربيتهم وتوجيههم، وإهمال الأهل لهم، وعدم مراقبتهم عندما يغيبون الساعات الطوال خارج المنزل؟! أم أنه قد يكون من أحد الأسباب التي دفعتهم إلى ساحات الموت، مشاهده أفلام الآكشن وأفلام مطاردات السيارات التي تحوي الكثير من مشاهد التفحيط والسرقة والضرب والعنف والحركات الخطرة، والتي يقومون بتطبيقها وتقليدها؟!، خصوصا أنه ثبت أن للعبة «جراند» الشهيرة على البلايستيشن تأثير سيئ على من يلعبونها من الأطفال والمراهقين.
هؤلاء الشبان هم مراهقون وصغار يعيشون في دوامة من الضياع والانحراف السلوكي وعدم الاحتواء، ما جعلهم يجدون في هذا السلوك، والذي تحول إلى ظاهرة في كل مدن المملكة، متنفسا لهم، ويعتبرونه وفق رؤيتهم نجاحهم وتميزهم؛ حيث يشبع لديهم غريزة الشهرة؛ حيث يتهافت عليهم المعجبون ليتعرفوا عليهم ويشاهدون حركاتهم الخطرة والمريعة بالسيارة من تفحيط وتفجير وهجولة ودرفت وغيرها من المسميات الخاصة بهم، فيدمنون على التفحيط، ولا يستطيعون أن يقلعوا عنه، حتى لو نتج عن ذلك قتل أحد المتجمهرين الحاضرين لمشاهدتهم، أو تسبب المفحط بقتل نفسه بسبب انقلاب سيارته أو ارتطامها بسيارة أخرى أو بالمتجمهرين أو بمنزل أو عمود إنارة تتسبب للمفحط أو المشاهد بالوفاة أو بالإعاقة، والشواهد كثيرة، فلا تزال صورة الطفلين عبدالعزيز وأحمد بن خثيلة اللذين قتلا أثناء استعراض المفحط أبوكاب الذي أزهق روحين وقضى على مستقبله ليقبع خلف قضبان السجن لعشرين عاما، ولا تزال صورة الشاب الغامدي الذي لقي حتفه في ساحة عويرض في الدمام، ولا تزال صورة الطالب الذي لقي مصرعه تحت عجلات مفحط في حي اليرموك بالرياض، والطفل الذي اختطفت روحه سيارة مفحط في حي الفيصلية بعرعر ماثلة بأسى أمامنا، وغيرهم كثير ممن تنشر الصحف حكاياتهم المأساوية بين الفينة والفينة.
والخطير في مغامرات هؤلاء أيضا أن المفحط قد يحمل السلاح ويستخدمه كما حدث في عويرض الدمام، وقد يضطر المفحط إلى أن يسرق لكي يمارس هذه الهواية «الجريمة».
وآخر حوادث هذه الظاهرة المميتة، والتي انتهت بمقتل المفحط ــ للأسف، هو فتى الشرقية قبل أسبوع، حيث استطاع الهرب بمساعده من رفاقه وهو موقوف وطاردته الشرطة إلى مشارف حفر الباطن، حيث تم تبادل إطلاق النار الذي انتهى بمقتله، شاب في الـ22 من عمره، ذهب شبابه هباء لأسباب لا تساوي قيمتها أن يفقد حياته بسببها، ولا تخفى على عاقل.
التفحيط، هذه الظاهرة القاتلة، أقلقت المسؤولين والباحثين والمربين والأسر، بحاجة إلى دراسات مستفيضة، وتحركات عاجلة على أكثر من مستوى في الدولة، ولا بد من تكثيف حملات التوعية في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام، وهذا وحده لا يكفي، ولا بد أن يبادر المسؤولين إلى احتواء هؤلاء الشبان وتنظيم هذه الهواية من خلال توفير أندية خاصة وساحات بديلة للشوارع، تتوفر فيها كافة مقومات الأمن والسلامة والرقابة المستمرة يشرف عليها متخصصون ذوو كفاءة عالية، وتنظم من خلالها مسابقات محلية تتطور إلى إقليمية ثم قارية إلى أن تصل إلى عالمية، على غرار سباقات الرالي المحلية التي نجحت بالتحول إلى العالمية في وقت وجيز، وهذا ليس بالأمر الصعب، الإمكانات متوفرة ــ ولله الحمد ــ وأبناؤنا يستحقون الاهتمام والرعاية والاحتواء، وأتمنى أن أسمع في القريب العاجل تبني الرئاسة العامة لرعاية الشباب مشروعا ضخما على مستوى الوطن لإنشاء أندية رسمية في كافة مناطق المملكة تكون بديلة لشوارع وساحات الموت، تحمي أبناءنا وتستثمر طاقاتهم المهدرة. والله الموفق.
وتجدهم يقومون بأفعالهم هذه وسط جمهرة من الشباب يصفقون لهم ويطربون لأفعالهم هذه و «يعززون» لهم، ليدفعوهم نحو الموت والجريمة دفعا!
نعم، إنهم شباب التفحيط، شباب الموت، شباب المستقبل المهدر والضائع، والذين كنا نضع فيهم طموحاتنا ونعلق عليهم آمالنا للنهوض بالأمة وصناعة تقدمها ونهضتها، ونرى أحلامنا وآمالنا تتكسر على أسفلت ساحات التفحيط ــ للأسف الشديد، ولا عزاء للوطن في ضياع عماد مستقبله ولا للأمهات الثكالى والآباء المكلومين!.
لماذا تهدر هذه الطاقات؟! ومن نلوم على ضياعها؟!
هل نرجع السبب إلى الفراغ والبطالة التي يعاني منها هؤلاء الشباب؟! أم نرجعه إلى قصور في تربيتهم وتوجيههم، وإهمال الأهل لهم، وعدم مراقبتهم عندما يغيبون الساعات الطوال خارج المنزل؟! أم أنه قد يكون من أحد الأسباب التي دفعتهم إلى ساحات الموت، مشاهده أفلام الآكشن وأفلام مطاردات السيارات التي تحوي الكثير من مشاهد التفحيط والسرقة والضرب والعنف والحركات الخطرة، والتي يقومون بتطبيقها وتقليدها؟!، خصوصا أنه ثبت أن للعبة «جراند» الشهيرة على البلايستيشن تأثير سيئ على من يلعبونها من الأطفال والمراهقين.
هؤلاء الشبان هم مراهقون وصغار يعيشون في دوامة من الضياع والانحراف السلوكي وعدم الاحتواء، ما جعلهم يجدون في هذا السلوك، والذي تحول إلى ظاهرة في كل مدن المملكة، متنفسا لهم، ويعتبرونه وفق رؤيتهم نجاحهم وتميزهم؛ حيث يشبع لديهم غريزة الشهرة؛ حيث يتهافت عليهم المعجبون ليتعرفوا عليهم ويشاهدون حركاتهم الخطرة والمريعة بالسيارة من تفحيط وتفجير وهجولة ودرفت وغيرها من المسميات الخاصة بهم، فيدمنون على التفحيط، ولا يستطيعون أن يقلعوا عنه، حتى لو نتج عن ذلك قتل أحد المتجمهرين الحاضرين لمشاهدتهم، أو تسبب المفحط بقتل نفسه بسبب انقلاب سيارته أو ارتطامها بسيارة أخرى أو بالمتجمهرين أو بمنزل أو عمود إنارة تتسبب للمفحط أو المشاهد بالوفاة أو بالإعاقة، والشواهد كثيرة، فلا تزال صورة الطفلين عبدالعزيز وأحمد بن خثيلة اللذين قتلا أثناء استعراض المفحط أبوكاب الذي أزهق روحين وقضى على مستقبله ليقبع خلف قضبان السجن لعشرين عاما، ولا تزال صورة الشاب الغامدي الذي لقي حتفه في ساحة عويرض في الدمام، ولا تزال صورة الطالب الذي لقي مصرعه تحت عجلات مفحط في حي اليرموك بالرياض، والطفل الذي اختطفت روحه سيارة مفحط في حي الفيصلية بعرعر ماثلة بأسى أمامنا، وغيرهم كثير ممن تنشر الصحف حكاياتهم المأساوية بين الفينة والفينة.
والخطير في مغامرات هؤلاء أيضا أن المفحط قد يحمل السلاح ويستخدمه كما حدث في عويرض الدمام، وقد يضطر المفحط إلى أن يسرق لكي يمارس هذه الهواية «الجريمة».
وآخر حوادث هذه الظاهرة المميتة، والتي انتهت بمقتل المفحط ــ للأسف، هو فتى الشرقية قبل أسبوع، حيث استطاع الهرب بمساعده من رفاقه وهو موقوف وطاردته الشرطة إلى مشارف حفر الباطن، حيث تم تبادل إطلاق النار الذي انتهى بمقتله، شاب في الـ22 من عمره، ذهب شبابه هباء لأسباب لا تساوي قيمتها أن يفقد حياته بسببها، ولا تخفى على عاقل.
التفحيط، هذه الظاهرة القاتلة، أقلقت المسؤولين والباحثين والمربين والأسر، بحاجة إلى دراسات مستفيضة، وتحركات عاجلة على أكثر من مستوى في الدولة، ولا بد من تكثيف حملات التوعية في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام، وهذا وحده لا يكفي، ولا بد أن يبادر المسؤولين إلى احتواء هؤلاء الشبان وتنظيم هذه الهواية من خلال توفير أندية خاصة وساحات بديلة للشوارع، تتوفر فيها كافة مقومات الأمن والسلامة والرقابة المستمرة يشرف عليها متخصصون ذوو كفاءة عالية، وتنظم من خلالها مسابقات محلية تتطور إلى إقليمية ثم قارية إلى أن تصل إلى عالمية، على غرار سباقات الرالي المحلية التي نجحت بالتحول إلى العالمية في وقت وجيز، وهذا ليس بالأمر الصعب، الإمكانات متوفرة ــ ولله الحمد ــ وأبناؤنا يستحقون الاهتمام والرعاية والاحتواء، وأتمنى أن أسمع في القريب العاجل تبني الرئاسة العامة لرعاية الشباب مشروعا ضخما على مستوى الوطن لإنشاء أندية رسمية في كافة مناطق المملكة تكون بديلة لشوارع وساحات الموت، تحمي أبناءنا وتستثمر طاقاتهم المهدرة. والله الموفق.