-A +A
ناصر مهنا اليحيوي
تدعو الله أن لا تجبرك الظروف على التوقف لقضاء حاجتك في الطرقات السريعة.. فعندها ستضطر إلى دخول دورات مياه لا تليق بآدمية الإنسان حيث (القذارة) و(الرائحة الكريهة) والجو الخانق.. فلا تصدق أن تقضي حاجتك وتغادر على عجل. وتدعو الله أيضاً أن لا تحتاج لقضاء وقت من الراحة بعد عناء قيادة سيارتك لمسافة طويلة لأنه لا يوجد مكان مريح تستطيع فيه أنت وأسرتك أن تستر خوافيه ولو للحظات..
ويبدو لنا أننا لا نتأثر بتطور غيرنا في هذا المجال.. ونحن على يقين أن المسؤولين عن هذه الظاهرة سافروا وشاهدوا منظر وتجهيز الاستراحات ودورات المياه على الطرق السريعة في الدول المتطورة. فلماذا ننتظر كل هذا الوقت لنعالج هذه الظاهرة (المخجلة) التي لا تليق بمجتمع يسعى للوصول للعالم الأول!

والأمر ليس بهذه الصعوبة.. فلا يوجد ما يمنع من فرض رسوم ماليه رمزية على مستخدميها وبالدخل الوارد يتم تهيئتها بشكل يريح المستخدم لها.
وهذا يقودنا أيضا إلى دورات المياه في المساجد فهي ليست أفضل حالا من الاستراحات ودورات المياه بالطرق السريعة.. ولا أدري هل يوجد مانع شرعي من فرض رسوم على مستخدمي تلك الدورات؟ ويستفاد من مبالغ تلك الرسوم في تجهيزها بشكل أفضل مما هي عليه الآن.. وهذا أيضا من الممكن تطبيقه في الأماكن العامة والمنتزهات وأماكن الترفيه.. خاصة أن ديننا يدعونا للنظافة.
وهذه الظاهرة بالرغم من أنه من السهل جدا مشاهدتها ويتعرض لها كل واحد منا وننتقدها بقوة إلا أننا لا نستخدم حلولا عملية لمعالجتها مع العلم أنه بالإمكان إسنادها إلى شركات متخصصة تقوم بهذه المهمة دون أن تكلف الدولة شيئا.. بل العكس قد يكون هنالك جزء من الدخل يعود إليها..
فقط نريد من يبادر ويتخد القرار فكثير من الأمور لا تحتاج فقط إلا لاتخاذ القرار والذي حتما سيأتي متأخراً وأحيانا متاخرا جدا.. فلماذا كل هذا الانتظار؟!