قضيت بضعة أيام في أوائل هذا الشهر في مدينة الرسول الكريم، وفي هذه المدينة يشعر الإنسان بكثير من الراحة والهدوء والاطمئنان ولعل وجود الرسول الأعظم فيها من أسباب ذلك الشعور ، وربما هو أيضا الذي جعل اللطف وحسن المعاملة وجمال الأخلاق جزءا من صفات ساكني تلك المدينة الجميلة على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى التسليم .
وفي أيام تلك الإقامة شرفني الصديق الكريم الدكتور عبدالمحسن الحربي الاستاذ في جامعة طيبة والأمين العام لجمعية تكافل الخيرية لرعاية الأيتام في المدينة المنورة بدعوة لحضور الحفل السنوي لتكريم المتفوقين من أبناء الجمعية في دراستهم ، وقد اعتادت الجمعية على إقامة هذا الحفل سنويا بغية تشجيع منتسبيها على التفوق في دراستهم ، وكما علمت من الدكتور الفاضل أن تأثير هذا الاحتفال كان واضحا على الطلاب حيث شجعهم على التقدم في دراستهم وعلى التحسن في سلوكهم وسائر أمورهم.
هذه الجمعية المباركة يرأس الأمير فيصل بن سلمان أمير المدينة مجلس إدارتها وينوب عنه الاستاذ الدكتور منصور النزهة مدير جامعة طيبة السابق ، ولها أنشطة متعددة ومتنوعة تخدم فيها الأيتام (معلومي الابوين)، وقد بلغ عدد المستفيدين من خدماتها حوالى أربعة آلاف وخمسمائة مستفيد ما بين طالب وطالبة، ويشمل ذلك عددا من الأسر التي فقدت عائلها.
الحفل كان رائعا بفقراته المتعددة وبالشباب الذين كانوا ينفذون تلك الفقرات، وكنت أرى الفرح والسعادة تلوح على وجوه أولئك الأيتام وهم يرون جمعا مباركا جاء لتكريمهم، كما كانوا سعداء بالهدايا التي تقدم لهم على بساطتها، وكنا نحن الحاضرين سعداء مثلهم ونحن نرى أثـر ماتقوم به الجمعية تجاههم؛ فالمقدم ــ وهو منهم ــ كان متحدثا فصيحا، أما قارئ القرآن فقد أضفى على الحضور أجواء إيمانية عميقة من حسن تلاوته، وكنا سعداء ونحن نسمع النتائج العلمية الجيدة التي حققها أولئك الأيتام، وكذلك حديث بعضهم عن أمانيهم المستقبلية لهم ولأسرهم وأوطانهم.
رعاية اليتيم جزء من الدين ولهذا اهتمت به بلادنا منذ نشأتها، وقد تكفلت به وزارة العمل والشؤون الاجتماعية
ــ هكذا كان اسمها قبل أن تجعل وزارتين ــ منذ وجودها ، وقد زادت رعايتها لهم في عهد خادم الحرمين الملك عبدالله ــ وفقه الله ــ فكان الإنفاق عليهم جيدا شأنه شأن الإنفاق على كافة الأعمال الخيرية الأخرى؛ فوزارة الشؤون الاجتماعية تشرف على حوالى 591 جمعية خيرية منها ست جمعيات خاصة بالأيتام ــ سواء أكانوا معلومي الأبوين أم مجهوليهما ــ وهي تدعم هذه الجمعيات بما تحتاجه من إعانات متنوعة لكي تقوم بأعمالها بصورة حسنة تكفل للأيتام حياة طبيعية أو قريبة منها.
فقد الأب ليس أمرا هينا على أسرته، فقد يؤدي ــ أحيانا ــ إلى ضياع الأبناء ، وربما يدفعهم إلى القيام بأعمال إجرامية، وكذلك يبعدهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية خاصة إذا لم يكن عندهم ما يعينهم على الحياة بصورة طبيعية، ومن هنا جاءت أهمية الجمعيات الراعية للأيتام وأسرهم ومساعدتهم على العيش مثل باقي الأسر كي لايشعروا بمرارة فقد الآباء وكذلك مرارة الحياة القاسية، وقد لاحظت جمعية تكافل في المدينة أهمية تكامل الخدمات الواجب تقديمها للأيتام فحرصت على دمجهم في المجتمع من خلال ممارستهم للالعاب الرياضية وأخذهم في رحلات ترفيهية ومساعدتهم وأسرهم على الحج والعمرة وتقديم العون لهم في دراستهم، كل ذلك وغيره يجعل هؤلاء جزءا من مجتمعهم يساهمون في بنائه مثل الآخرين سواء بسواء وأتوقع أن بقية الجمعيات تقوم بالدور نفسه.
وزارة الشؤون الاجتماعية تؤدي دورا كبيرا في هذا المجال لكنه يجب أن لايتوقف فالاعداد تتزايد والاحتياجات تتكاثر وما تقدمه الوزارة لايكفي لكل تلك الأعداد الكبيرة، صحيح أن هناك محسنين كثيرين ينفقون على الأيتام وعلى بقية الجمعيات الخيرية وهم يشكرون على ما يقومون به ولكن الحاجة لاتزال كبيرة !! وأعتقد أن الوزارة وبالتعاون مع القائمين على تلك الجمعيات تستطيع العمل على زيادة الدعم للجمعيات القائمة من القادرين وهم موجودون بفضل الله، كما أن تخصيص أوقاف على الأيتام يجعل الإنفاق عليهم أمرا أكثر سهولة ويسرا، والوزارة مطالبة بتسهيل وتذليل العقبات أمام هؤلاء ولها أن تضع ضوابط تضمن إنفاق الأموال على مستحقيها وهي قادرة على ذلك. وهذا العمل يحقق التكامل بين أجهزة الدولة وبين المواطنين وهذا هو الأفضل في جميع الحالات..
لا أريد الحديث عن العمل الخيري خارج بلادنا الذي تراجع كثيرا حيث تقدم آخرون ولعلي أخصص له مقالا آخر إن شاء الله ، ولكني أريد شكر الرجلين الكريمين اللذين خصصا جزءا من أوقاتهما للأيتام وهما معالي الدكتور منصور النزهة والدكتور عبد المحسن الحربي وكذلك كافة زملائهما العاملين معهما في خدمة الأيتام وقبل ذلك الشكر لسمو أمير المدينة الذي يشرف على الجمعية ويدعم أنشطتها المتنوعة، والطريق مفتوح للتنافس على عمل الخير في أرضنا أرض الخير وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
وفي أيام تلك الإقامة شرفني الصديق الكريم الدكتور عبدالمحسن الحربي الاستاذ في جامعة طيبة والأمين العام لجمعية تكافل الخيرية لرعاية الأيتام في المدينة المنورة بدعوة لحضور الحفل السنوي لتكريم المتفوقين من أبناء الجمعية في دراستهم ، وقد اعتادت الجمعية على إقامة هذا الحفل سنويا بغية تشجيع منتسبيها على التفوق في دراستهم ، وكما علمت من الدكتور الفاضل أن تأثير هذا الاحتفال كان واضحا على الطلاب حيث شجعهم على التقدم في دراستهم وعلى التحسن في سلوكهم وسائر أمورهم.
هذه الجمعية المباركة يرأس الأمير فيصل بن سلمان أمير المدينة مجلس إدارتها وينوب عنه الاستاذ الدكتور منصور النزهة مدير جامعة طيبة السابق ، ولها أنشطة متعددة ومتنوعة تخدم فيها الأيتام (معلومي الابوين)، وقد بلغ عدد المستفيدين من خدماتها حوالى أربعة آلاف وخمسمائة مستفيد ما بين طالب وطالبة، ويشمل ذلك عددا من الأسر التي فقدت عائلها.
الحفل كان رائعا بفقراته المتعددة وبالشباب الذين كانوا ينفذون تلك الفقرات، وكنت أرى الفرح والسعادة تلوح على وجوه أولئك الأيتام وهم يرون جمعا مباركا جاء لتكريمهم، كما كانوا سعداء بالهدايا التي تقدم لهم على بساطتها، وكنا نحن الحاضرين سعداء مثلهم ونحن نرى أثـر ماتقوم به الجمعية تجاههم؛ فالمقدم ــ وهو منهم ــ كان متحدثا فصيحا، أما قارئ القرآن فقد أضفى على الحضور أجواء إيمانية عميقة من حسن تلاوته، وكنا سعداء ونحن نسمع النتائج العلمية الجيدة التي حققها أولئك الأيتام، وكذلك حديث بعضهم عن أمانيهم المستقبلية لهم ولأسرهم وأوطانهم.
رعاية اليتيم جزء من الدين ولهذا اهتمت به بلادنا منذ نشأتها، وقد تكفلت به وزارة العمل والشؤون الاجتماعية
ــ هكذا كان اسمها قبل أن تجعل وزارتين ــ منذ وجودها ، وقد زادت رعايتها لهم في عهد خادم الحرمين الملك عبدالله ــ وفقه الله ــ فكان الإنفاق عليهم جيدا شأنه شأن الإنفاق على كافة الأعمال الخيرية الأخرى؛ فوزارة الشؤون الاجتماعية تشرف على حوالى 591 جمعية خيرية منها ست جمعيات خاصة بالأيتام ــ سواء أكانوا معلومي الأبوين أم مجهوليهما ــ وهي تدعم هذه الجمعيات بما تحتاجه من إعانات متنوعة لكي تقوم بأعمالها بصورة حسنة تكفل للأيتام حياة طبيعية أو قريبة منها.
فقد الأب ليس أمرا هينا على أسرته، فقد يؤدي ــ أحيانا ــ إلى ضياع الأبناء ، وربما يدفعهم إلى القيام بأعمال إجرامية، وكذلك يبعدهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية خاصة إذا لم يكن عندهم ما يعينهم على الحياة بصورة طبيعية، ومن هنا جاءت أهمية الجمعيات الراعية للأيتام وأسرهم ومساعدتهم على العيش مثل باقي الأسر كي لايشعروا بمرارة فقد الآباء وكذلك مرارة الحياة القاسية، وقد لاحظت جمعية تكافل في المدينة أهمية تكامل الخدمات الواجب تقديمها للأيتام فحرصت على دمجهم في المجتمع من خلال ممارستهم للالعاب الرياضية وأخذهم في رحلات ترفيهية ومساعدتهم وأسرهم على الحج والعمرة وتقديم العون لهم في دراستهم، كل ذلك وغيره يجعل هؤلاء جزءا من مجتمعهم يساهمون في بنائه مثل الآخرين سواء بسواء وأتوقع أن بقية الجمعيات تقوم بالدور نفسه.
وزارة الشؤون الاجتماعية تؤدي دورا كبيرا في هذا المجال لكنه يجب أن لايتوقف فالاعداد تتزايد والاحتياجات تتكاثر وما تقدمه الوزارة لايكفي لكل تلك الأعداد الكبيرة، صحيح أن هناك محسنين كثيرين ينفقون على الأيتام وعلى بقية الجمعيات الخيرية وهم يشكرون على ما يقومون به ولكن الحاجة لاتزال كبيرة !! وأعتقد أن الوزارة وبالتعاون مع القائمين على تلك الجمعيات تستطيع العمل على زيادة الدعم للجمعيات القائمة من القادرين وهم موجودون بفضل الله، كما أن تخصيص أوقاف على الأيتام يجعل الإنفاق عليهم أمرا أكثر سهولة ويسرا، والوزارة مطالبة بتسهيل وتذليل العقبات أمام هؤلاء ولها أن تضع ضوابط تضمن إنفاق الأموال على مستحقيها وهي قادرة على ذلك. وهذا العمل يحقق التكامل بين أجهزة الدولة وبين المواطنين وهذا هو الأفضل في جميع الحالات..
لا أريد الحديث عن العمل الخيري خارج بلادنا الذي تراجع كثيرا حيث تقدم آخرون ولعلي أخصص له مقالا آخر إن شاء الله ، ولكني أريد شكر الرجلين الكريمين اللذين خصصا جزءا من أوقاتهما للأيتام وهما معالي الدكتور منصور النزهة والدكتور عبد المحسن الحربي وكذلك كافة زملائهما العاملين معهما في خدمة الأيتام وقبل ذلك الشكر لسمو أمير المدينة الذي يشرف على الجمعية ويدعم أنشطتها المتنوعة، والطريق مفتوح للتنافس على عمل الخير في أرضنا أرض الخير وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.