-A +A
حسن باسويد (جدة)
أكد عدد من المحللين السياسيين على أهمية زيارة ولي العهد إلى باكستان في هذا التوقيت، وقالوا لـ «عكاظ»، إنها تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية المتينة التي تربط البلدين. وتوقع المحللون أن تستثمر المملكة علاقاتها المتوازنة والمتميزة مع باكستان والهند في دعم العلاقات بين الجارتين خاصة في ما يتعلق بالملف الكشميري.
واعتبر المحلل السياسي الدكتور صدقة فاضل، أن الزيارة تأكيد جديد على العمق الاستراتيجي للعلاقة بين البلدين والروابط المتينة التي تجمعهما، وأضاف أن هناك عدة ملفات اقتصادية وسياسية وأمنية تصدرت المناقشات بما يخدم المصلحة المشتركة. وأشار إلى أن الأوضاع الحالية تتطلب المزيد من التشاور والتعاون بين البلدين خاصة في ظل قضايا كثيرة تهمهما ومنها الوضع في أفغانستان، الملف النووي الإيراني، العلاقات الباكستانية الهندية، ملف فلسطين والأزمة السورية، والوضع في العراق ولبنان ومصر.

ولفت فاضل إلى أن مكافحة الإرهاب، تعد من أبرز الملفات التي ستجرى مناقشتها، إذ عانى البلدان من تبعاته، وهناك تنسيق دائم بين المسؤولين في البلدين لمحاربة التطرف والعمليات الإرهابية والتعامل بحكمة وروية مع مسائل عدم الاستقرار التي تسود بعض الدول العربية والإسلامية بفعل الإرهاب وتؤثر على سمعة الإسلام والمسلمين. وأوضح أن المملكة سوف تستثمر العلاقات المتوازنة والمتميزة مع باكستان والهند في دعم العلاقات الثنائية بين الجارتين خاصة في ما يتعلق بالملف الكشميري وغيرها من الملفات العالقة بينهما.
من جانبه، رأى المحلل الاستراتيجي إبراهيم ناظر، أن زيارة ولي العهد تعيد التأكيد على متانة العلاقة بين السعودية وباكستان والتحالف الاستراتيجي بينهما خاصة في المجال العسكري والأمني، لافتا إلى أن من شأن هذه اللقاءات تقوية العلاقات وبناء تحالف استراتيجي بين البلدين. وأشار إلى أن المملكة تتمتع بعلاقات قوية مع جارات باكستان مثل الهند وأفغانستان ويمكن أن تساهم في تعزيز العلاقات بينهم والحد من التوتر في هذه المنطقة.
بدوره، أكد المحلل الاستراتيجي فضل البوعينين، أن زيارة باكستان تجيء في وقت تحتاج فيه الدول الإسلامية إلى توحيد الصف والكلمة وتوثيق علاقاتها بما يحقق الأمن والاستقرار والنمو والازدهار. وقال إن باكستان إحدى الدول الإسلامية المهمة القادرة على لعب دور أكبر في ترسيخ السلم الدولي وتنسيق الجهود بينها وبين المملكة يساعد في دعم الأمن الإقليمي، وفي المقابل، يمكن لدول الخليج وفي مقدمها السعودية أن تقوم بدور أكبر في الدعم التنموي في باكستان. وأشار إلى أن هناك تحركا استراتيجيا في المنطقة تقوده السعودية لتجنيبها التداعيات الأمنية المحتملة في مواجهة الإرهاب الدولي. وأضاف أن المباحثات خلال هذه الزيارة يمكن أن تساهم في تقارب باكستاني أفغاني لدعم أمن المنطقة. وشدد البوعينين على أن أي مواجهة فاعلة للإرهاب لا يمكن تحقيقها بمعزل عن باكستان التي يعتقد أن لها تأثيرا قويا في أفغانستان.