-A +A
عبدالإله ساعاتي
يقود البروفيسور أسامة طيب جامعة الملك عبدالعزيز نحو تحقيق إنجازات استراتيجية نوعية غير مسبوقة.. وذلك وفق منهجية علمية مدروسة.. في سياق الهدوء العملي بعيدا عن أي ضجيج.
تؤكد ذلك الحقائق الماثلة التي نلمسها على أرض الواقع.. فلقد بلغت الجامعة (العالمية) وفق المعايير العلمية الدولية.. كما بينت نتائج تقييم أشهر وأهـم التصنيفات العالمية.. حيث جاءت الجامعة في المركز 201 على مستوى جامعات العالم في تصنيف (شنغهاي) العالمي الشهير.. والمركز 351 في تصنيف (التايمز) العالمي.. والمركز 360 في تصنيف (QS) العالمي. وتقدمت الجامعة الجامعات الأخرى في أبحاثها العلمية كما ونوعا.. وتميزت ببرامجها العلمية ومراكز أبحاثها النوعية. وبعد أن كان طالب الجامعة في وقت من الأوقات الماضية يتوارى ويتجنب ذكر اسم جامعته.. أصبح طالب الجامعة اليوم يفتخر بالانتماء إليها.

وامتدادا لهذه الإنجازات المتلاحقة التي تشهدها جامعة المؤسس أنشيء (الوقف العلمي).. الذي يعد أول وقف علمي كأول جامعة في الشرق الأوسط تتبنى موضوع الأوقاف العلمية ــ كما ذكر المدير التنفيذي للوقف الدكتور عصام كوثر..
ويقام يوم غد الثلاثاء حفل (حصاد الخير ) الذي ينظمه الوقف العلمي بالجامعة. ومن خلال الوقف العلمي أطلقت الجامعة مشروع (منارات المعرفة).. وهو عبارة عن منظومة معمارية تتضمن عددا من الأبراج والعمائر والمجمعات التجارية والخدمية والحدائق.. ويقام المشروع على مساحة قدرها 1.1 مليون متر مربع على الجانب الشرقي للجامعة.. وبتكلفة قدرها 15.5 مليار ريال.
وتستهدف الجامعة من هذا المشروع الاستراتيجي العملاق.. توفير مورد ثابت لدعم البحث العلمي.. إضافة إلى نقل المعرفة والابتكارات العلمية العالمية. والجميل في هذا المشروع أيضا طريقة تمويله التي تتم من خلال طريقتين.. الأولى تـتمثل في التبرعات من قبل محبي الوطن والعلم والجامعة حيث تتولى الجامعة بعد تشيده عمليات تشغيله وصيانته واستثمار موارده في الصرف على البحث العلمي واحتياجات الجامعة.
أما الطريقة الثانية فمن خلال عقود البناء (B.O.T) حيث يتولى القطاع الخاص بناء أحد الأبراج أو جزء منها ثم يقوم بتشغيله وصيانته لمدة زمنية محدودة وتستثمر الإيـرادات للصرف على البحث العلمي واحتياجات الجامعة وسداد تكاليف بناء البرج.
والرائع أن بدايات التنفيذ الفعلي بدأت على أرض الواقع.. الأمر الذي يجسد منهجية العمل الاستراتيجي الهادئ الدؤوب.. التي تنتهجها إدارة الجامعة.. والتي حققت بها إنجازات كبيرة علمية وإنشائية لم تشهدها الجامعة في تاريخها من قبل.. هذا ما يؤكده الواقع المشاهد أمام الجميع.
ويمكنني القول إن مشروع منارات المعرفة العملاق من شأنه أن يمكن الجامعة من مواكبة العصر المعرفي وتعزيز خدمات التعليم العالي المستقبلية.. ويسهم في تعزيز منطلقات تحولها إلى ما يعرف عالميا بمفهوم (الجامعة المنتجة).
ذلك أن جامعاتنا تعتمد بصورة أساسية وربما كلية على تمويل ميزانياتها من قبل الدولة.. حيث يعلن سنويا عن ميزانيات الجامعات ضمن إعلان الميزانية العامة للدولة.. بينما تمثل الجامعات صروحا ضخمة للعلم والمعرفة والإسهام المجتمعي الاستراتيجي.. الأمر الذي يوفر لديها مقومات التحول إلى جامعات منتجة قادرة على تحقيق إيرادات مالية تمكنها من سداد جزء من مصروفاتها..
ولقد أحسنت الجامعة بإنشاء الوقف العلمي.. وهي الآن تحقق نقلة نوعية في هذا الاتجاه من خلال مشروع منارات المعرفة العملاق.. ولا يمكن في كل الأحوال الاستغناء عن دعم الدولة.. ولكن تأمين موارد مالية ثابتة يمكن الجامعة من الحفاظ على قدراتها لمواجهة متطلبات العمل التعليمي الجامعي التي تشهد تزايدا ملموسا يوما بعد آخر.. لاسيما أن أعداد الطلاب والطالبات تنمو بمتوالية هندسية.. فعدد طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز بلـغ 170 ألف طالب وطالبة في مختلف برامجها التعليمية.. انتظام وانتساب وتعليم عن بعد.. وهذا عدد ضخم جدا ويعكس الدور التنموي الكبير الذي تنهض به هذه الجامعة الرائدة.