-A +A
خلف الحربي
لم يستطع مجلس الشورى أن يتجاوز عواصف السخرية التي طالته بسبب السؤال عن أسباب تفقيس 79 بيضة حبارى من أصل أكثر من ألف بيضة في محميات هيئة الحياة الفطرية، ولذلك خصص المجلس الموقر جزءا لابأس به من جلسة الشأن العام -التي يفترض أنها مخصصة لمناقشة مشاكل المواطنين- لمناقشة مشاكل المجلس مع الصحافة، ويبدو أن الانزعاج الناتج عن تفقيس بيض الحبارى قد بلغ مداه الأعلى لدرجة أن أحد أعضاء المجلس اقترح منع الصحفيين من الدخول لتغطية الجلسات، ولكن بقية الأعضاء اعترضوا على هذا الاقتراح (القراقوشي).. ربما لأنهم يدركون بأنه لولا الأخبار التي تنشرها عنهم الصحف لما علم بوجودهم أحد سواء ناقشوا تفقيس بيض الحبارى أو بحثوا تنظيم خطوط سير المركبات الفضائية!.
**

جلسات الشأن العام هذه كانت قد ألغيت بقرار من الرئيس ثم عادت بعد إلحاح الأعضاء، ويبدو أننا لم نفهم حقيقة الإجراء حينها.. حيث يبدو – والله أعلم – أن ثمة قناعة لدى المجلس بأن بعض أعضائه لديهم شطحات عجيبة يجب أن لا يعلم بها العامة !.
**
بيض تويتر أكثر من بيض النعام وقد ناقشه مجلس الشورى، فهو لا يترك بيضة معرضة للانقراض أو بيضة ذات وجود شاسع إلا وقام بتفقيسها من مختلف الجوانب، بيض تويتر أحيانا يظهر للتلصص، وفي أحيان أخرى للشتم والإيذاء والتشهير، وفي أحيان أخرى يظهر على شكل مجموعات صينية وهندية لدعم من يغريهم زيادة عدد المتابعين، وتويتر هو الطائر الذي لا يمكن أن يترك المجلس في حاله حتى لو منعت الصحف من التغطية، لذلك يجب أن يتسع صدر المجلس للانتقادات اللاذعة بل وحتى القاسية منها.. لأن في ذلك فائدة للمجلس كي يراجع أخطاءه ويكون قريبا من آراء الناس الذين يفترض أنه يمثلهم.
**
مجلس الشورى ناقش بيض الحبارى وبيض تويتر ولم يخطر بباله أن يخصص جلسة لمناقشة أحوال بيض الدجاج.. متى تكون كبسة الدجاج ضمن أولوياته ؟
**
ترى بعض الأصوات أن مثل هذه الأخبار التي تقلل من شأن المجلس ليس هدفها الإساءة إلى المجلس بقدر ما تهدف إلى الإساءة إلى مبدأ المشاركة الشعبية بشكل عام، كل شيء جائز.. ولكن هذا لا يلغي أن المشاركة في عملية تفقيس البيض عديمة الفائدة ولا ينتج عنها إلا القشرة المتصدعة!.