-A +A
عكاظ (الدمام)
استضاف مركز البترول والمعادن بمعهد البحوث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، مؤخرا، فعاليات «الورشة الأولى في فيزياء الصخور الرقمية بالمملكة»، ونظم الورشة مركز البـترول والمـعادن، بالتعـاون مع شركـة كـرل زايـس العالمية المتخصصة في تصـنيع ميكـروسـكوبات أشـعة إكـس، واستهدفت إتاحة الفرصة للـباحثين المتخصصين في فيـزياء الصخور الرقـمية، محـليين وعالـميين، لتبـادل الأفـكار ومـناقشة آخـر المستجـدات في هذا المجال.
وأوضح مدير المركز الدكتور عبدالله سلطان أن الورشة ناقشت مجموعة من المحاور، في مقدمتها تصوير البنية المسامية للصخور ونمذجتها الرياضية، وقال إن برنامج الورشة تضمن محاضرات ألقاها رواد في الصناعة وأساتذة مرموقون من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وألـمانيا، كما احتوى عروضا تطبيقية على جهاز زايس فرسا 500 الذي اقتـناه حديثا مركز البترول والمعادن بمعـهد البحوث، وهو جهـاز متطور يتوقـع له أن يعـطي دفعة قوية لمجالات متعددة من البحث العلمي بالجامعة، لا تقتصر على الدراسات المتعـلقة بالموارد النفطية، بل تشمل كذلك عـلوم المواد والعلوم البيولوجية.

وأوضح أن الورشة لقيت إقـبالا كبيرا من الباحثين، فـقد تجاوز عـدد المشاركين 90 مشاركا في اليوم الأول. ويعكس هذا العـدد من المشاركين الاهـتمام البالغ الذي تحظى به هذه التقنية الجديدة من الباحثين والمتخصصين في التنقيب عن الموارد النفطية. وقد تعددت المؤسسات التي ينتمي إليها المشاركون من شركة أرامكو السعودية إلى شركات النفط العالمية كـ«شلمبرجيه وبيكر هيوز وهاليبرتن»، بالإضافة إلى مشاركة عدد كبير من باحثي الجامعة، ولا سيما الذين ينتمون إلى معهد البحوث. وقد أجمع المشاركون على نجاح هذه الورشة، معبرين عن رغبتهم بتحول هذه الانطلاقة الناجحة إلى نشاط علمي سنوي.
وقال الدكتور سلطان إن فيزياء الصخور الرقـمية هي تقنية ظهرت حـديثا من أجـل دعم الدراسات التقـليدية للصخور في مجـال التـنقيب عن النـفط والـغـاز الطبيعي. ففـي المقاربة التـقليدية، تجـرى تجارب عـديدة على العـينات الصخرية التي تقتـطع من داخـل آبار النفـط والغـاز الطبيعي، وذلك بغـية اسـتنباط الخواص البتروفـيزيائية للمكمن، وأضاف إن معرفة هـذه الخواص مسـألة مهمة للغاية؛ لأنه ينبـني عليها أنماط التقنيات التي ستستعمل في عملية التنقيب عن الموارد النفطية، لكن التجارب التقليدية مكـلفة جدا وتستـغرق فترات طويلة من الزمن، بالإضـافة إلى كونها تؤدي، في معـظم الأوقات، إلى إتلاف كامل للعينات الصخرية المستعملة، التي يشكل الحصول عليها تحديا كبيرا ــ في حد ذاته.
وأوضح أن الدراسة في فيزياء الصخور الرقمية تجرى على نماذج رياضية للعينة الصخرية، لا على العـينة ذاتها. فيتم الحصول أولا على تمـثيل رقمي عالي الدقة للعينة، على سبيل المثال، بإجراء تصوير تومغرافي ذي ثلاثة أبعاد للعينة الصخرية بأشعة إكس، ثم يتم تحويل هذا التمثيل الرقمي عالي الدقة إلى نموذج رياضي واقعي يحاكي البنية الداخلية للعينة الصخرية، وذلك بواسطة تطبيقات حاسوبية متخصصة.