كثيرون من المتقاعدين من العمل الذين كانوا يشغلون مناصب إدارية هامة وحتى في مواقع تنفيذية متوسطة، يتمنون اليوم لو عاد بهم الزمن مرة أخرى ليصلحوا ما أفسدوه من قرارات إدارية غير منصفة في حق موظفيهم وزملائهم وفي حق مجتمعهم، يخالطهم دوما شعور بالندم والحسرة، كيف لا وقد تخلى الناس عنهم بعد أن كانت تفتح لهم الأبواب ويتصدرون المجالس ويستمع الجميع لهم بإنصات واهتمام، يتحلق الناس حولهم طوعا وكرها ليستمعوا ما يقولون حتى وإن كان ضد طموحهم وأمانيهم. لسان حال بعضهم يقول رأي أنا صواب لا يحتمل الخطأ أما رأي غيري فهو خطأ لا يحتمل الصواب.
طبيعة النفس البشرية يخالطها دوما الأنا وحب الذات، فإذا كانت في رجل يحمل صفات القيادة وفي منصب قيادي، ولم يلجمها كان تأثيرها أشد وطأة عليه وعلى من حوله، وجاء الإسلام ليهذب هذه الغريزة المتأصلة فينا حيث قال صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
هذا الموظف في أول يوم له بعد تقاعده وبعد أن عرف الناس خبر تقاعده، لم يرن هاتفه المحمول كما لم يتلق أي رسائل اليكترونية صباحية معتادة، تتمنى لسعادته يوما سعيدا بعيدا عن التوتر الذي قد يضايقه ويعكر صفو يومه.
أصابه الذهول وبات يتفحص هاتفه وهو يقول أكيد إن الهاتف أصابه العطل، غير معقول ولا رسالة واحدة أو اتصال، رمى هاتفه وطفق يلبس ثيابه وذهب مسرعا إلى إدارته ونسي أنه تقاعد، دخل الإدارة والناس ينظرون إليه نظرات ذات مغاز مختلفة، فمنهم المشفق عليه، وكثير منهم الناقم والشامت، لم يتلق المعاملة والتقدير التي كان يعامل بها سابقا، لم يقم أحد لتحيته كما كانوا يفعلون دوما، مالبث إلا أن أدرك أنها الحقيقة وأنه التقاعد وانتهاء مسيرة طويلة من العمل لم يكن هذا المسؤول يأمل أن تنتهي بهذا الشكل، أدرك متأخرا أنها الساعة الحقيقية وأن معاملته القاسية لموظفيه واستخدامه النظام سلاحا يشهره في وجه معارضيه وقتما يشاء وكيفما شاء ولمن شاء، شعر الرجل بالدوار وأخذ سيارته وعاد لبيته.
التقاعد هو حقيقة مرة ومؤلمة للبعض وحياة جديدة للبعض الآخر يتمتعون فيها بقدر أكبر من الراحة والاسترخاء و التفكر والتأمل والاستزادة من العبادة والطاعة لله عز وجل.
هي حقيقة مؤلمة لمن كانت علاقته بالمنصب الوظيفي للأخذ من العلاقات الوظيفية والتواصل الاجتماعي و (البرستيج) دون العطاء لأولئك الضعفاء والمغلوبين على أمرهم، الذين يطمحون أن يساعدهم روح النظام، ونحن نشهد يوميا حالات إنسانية كثيرة يمكن أن تحل (بشخطة) قلم من الموظف المسؤول. ولا أنكر في نفس الوقت أن هناك بعض الظلم المجتمعي والعام لفئة المتقاعدين لكثير من الامتيازات التي كانت تمنح لهم وتتوقف فجأة في حال التقاعد.
وفي الختام، أعرف بعض المتقاعدين اليوم لازالت تفتح لهم الأبواب ويقدرون أينما ذهبوا وحلوا ويدعون لهم الناس سرا وعلنا ويستقبلون بكل بشاشة واحترام وتقدير، لأنهم أخلصوا لله في أعمالهم واعتبروا أن المواطن هو أخ لهم أو ابن له كل العناية كما وصانا به الدين الحنيف، وكما يؤكد على ذلك دوما ولاة الأمر حفظهم الله.
فاختر لنفسك أيها الموظف مع أي الفريقين تود أن تكون بعد التقاعد!!.
طبيعة النفس البشرية يخالطها دوما الأنا وحب الذات، فإذا كانت في رجل يحمل صفات القيادة وفي منصب قيادي، ولم يلجمها كان تأثيرها أشد وطأة عليه وعلى من حوله، وجاء الإسلام ليهذب هذه الغريزة المتأصلة فينا حيث قال صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
هذا الموظف في أول يوم له بعد تقاعده وبعد أن عرف الناس خبر تقاعده، لم يرن هاتفه المحمول كما لم يتلق أي رسائل اليكترونية صباحية معتادة، تتمنى لسعادته يوما سعيدا بعيدا عن التوتر الذي قد يضايقه ويعكر صفو يومه.
أصابه الذهول وبات يتفحص هاتفه وهو يقول أكيد إن الهاتف أصابه العطل، غير معقول ولا رسالة واحدة أو اتصال، رمى هاتفه وطفق يلبس ثيابه وذهب مسرعا إلى إدارته ونسي أنه تقاعد، دخل الإدارة والناس ينظرون إليه نظرات ذات مغاز مختلفة، فمنهم المشفق عليه، وكثير منهم الناقم والشامت، لم يتلق المعاملة والتقدير التي كان يعامل بها سابقا، لم يقم أحد لتحيته كما كانوا يفعلون دوما، مالبث إلا أن أدرك أنها الحقيقة وأنه التقاعد وانتهاء مسيرة طويلة من العمل لم يكن هذا المسؤول يأمل أن تنتهي بهذا الشكل، أدرك متأخرا أنها الساعة الحقيقية وأن معاملته القاسية لموظفيه واستخدامه النظام سلاحا يشهره في وجه معارضيه وقتما يشاء وكيفما شاء ولمن شاء، شعر الرجل بالدوار وأخذ سيارته وعاد لبيته.
التقاعد هو حقيقة مرة ومؤلمة للبعض وحياة جديدة للبعض الآخر يتمتعون فيها بقدر أكبر من الراحة والاسترخاء و التفكر والتأمل والاستزادة من العبادة والطاعة لله عز وجل.
هي حقيقة مؤلمة لمن كانت علاقته بالمنصب الوظيفي للأخذ من العلاقات الوظيفية والتواصل الاجتماعي و (البرستيج) دون العطاء لأولئك الضعفاء والمغلوبين على أمرهم، الذين يطمحون أن يساعدهم روح النظام، ونحن نشهد يوميا حالات إنسانية كثيرة يمكن أن تحل (بشخطة) قلم من الموظف المسؤول. ولا أنكر في نفس الوقت أن هناك بعض الظلم المجتمعي والعام لفئة المتقاعدين لكثير من الامتيازات التي كانت تمنح لهم وتتوقف فجأة في حال التقاعد.
وفي الختام، أعرف بعض المتقاعدين اليوم لازالت تفتح لهم الأبواب ويقدرون أينما ذهبوا وحلوا ويدعون لهم الناس سرا وعلنا ويستقبلون بكل بشاشة واحترام وتقدير، لأنهم أخلصوا لله في أعمالهم واعتبروا أن المواطن هو أخ لهم أو ابن له كل العناية كما وصانا به الدين الحنيف، وكما يؤكد على ذلك دوما ولاة الأمر حفظهم الله.
فاختر لنفسك أيها الموظف مع أي الفريقين تود أن تكون بعد التقاعد!!.