-A +A
عبدالرحمن العكيمي
تميز مهرجان الجنادرية هذا العام بأنه نجح في نقل جزء كبير من برنامجه الثقافي إلى بعض مناطق المملكة، فقام ــ بالتعاون مع الأندية الأدبية ــ بمنح ضيوف المهرجان من المبدعين العرب فرصة إحياء أمسيات إبداعية في تبوك وفي جدة والدمام والأحساء وجازان، بالإضافة إلى الرياض، وكذلك الندوات الثقافية المهمة التي تم تنفيذها في مناطق أخرى. إن رؤية لجنة النشاط الثقافي والقائمين بوجه عام على مهرجان الجنادرية في نسخته التاسعة والعشرين جاءت محققة لتطلعات المناطق الأخرى في هذا الوطن الممتد بنبضه من الشمال إلى الجنوب، ومن شرقه إلى غربه، كما أن هذه الرؤية الجيدة منحت الضيوف من الأدباء والمثقفين من الأشقاء العرب فرصة الاطلاع على مناطق جديدة بالنسبة لهم في بلادنا، وجعلتهم يلتقون مع العديد من المثقفين في بلادنا.. إن مثل هذا التغيير والحراك النابض الذي تحقق للنشاط الثقافي للمهرجان هو ما يحتاجه اليوم وبقوة معرض الكتاب الدولي الذي ينطلق خلال الأيام المقبلة في عاصمتنا الحبيبة الرياض، والذي لا يحظى برنامجه الثقافي المصاحب للمعرض سنويا بحضور يوازي الحضور الجماهيري الكبير للمعرض الذي وصل في العام الماضي إلى مليونين ونصف المليون زائر، وكذلك لا يوازي حجم النجاح والتنظيم الجيد الذي يصنعه النشاط الثقافي للجنادرية سنويا.. وقد واجهت وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، وهي الجهة المسؤولة عن معرض الكتاب واجهت نقدا واسعا من عدد من المثقفين خلال العام الماضي يقول الدكتور عبدالله الغذامي، منتقدا برنامج المعرض الثقافي: «صارت الفعاليات مجرد جبر خواطر وطرح إحساس ذاتي بأن الوزارة فعلت شيئا، وهي لم تفعل أي شيء بما يسمى بثقافة الجماهير، وهي السمة التي يفترض أن تصاحب المعرض، ولنقارن بين جموع الناس في ممرات الكتب وسراديب دور النشر وبين الجمود في قاعة المحاضرات، وهو الجمود الذي تسمع فيه أنين المكيفات أكثر مما تسبر فيه أنفاس الحضور»، إضافة للعديد من الكتاب والمثقفين الذين وجهوا لوما شديدا للبرنامج المصاحب لمعرض الرياض للكتاب. ولعلنا نتفق جميعا أن الفعاليات تعاني من عدم الحضور الجماهيري أو لا تحظى بالمتابعة أو الاهتمام، سواء من المشهد الثقافي نفسه، وكذلك من الجمهور العريض بمفهومه الشامل الذي سيأتي لو كان عامل الجذب والأسماء الجماهيرية أو العناوين الجاذبة والمشوقة متواجدة.. إن إشكالية عدم الحضور وإقامة فعاليات لمجرد أنها فعاليات لا يحضرها سوى القلة القليلة لا يحقق الجدوى الحقيقية من إقامة مثل الفعاليات، فكيف تفكر لنا وكالة الوزارة للشؤون الثقافية ولجنة معرض الكتاب بحلول جديدة وتقدم لزوار معرض الكتاب فعاليات ثقافية جماهيرية جاذبة.
ورقة أخيرة:

حين صليت على سجادة أمي
شممت عطر الجنة