-A +A
أمر الرئيس الروسي بوتين، بوضع القوات المسلحة في حال التأهب لإجراء مناورات حربية بالقرب من أوكرانيا، بعد الإطاحة بالرئيس يانوكوفيتش حليف موسكو. ونددت روسيا بما سمته صعود المشاعر الوطنية الفاشية الجديدة، وقال وزير دفاعها: إن بلاده تراقب باهتمام ما يجري في جزيرة القرم، وأنها تتخذ من الإجراءات ما يضمن سلامة الترسانة التابعة لأسطولها في البحر الأسود.
والأزمة الأوكرانية الحالية، تشكل مظهرا من مظاهر خيوط الصراع الخفي والمعلن بين روسيا والدول الغربية الكبرى، على مد النفوذ في هذه المنطقة من العالم، التي عرفت صراع القوى الكبرى على أرضها، إذ لم تتوقف هذه الصراعات رغم فتورها فترة الحرب الباردة، يوم تمكنت موسكو من احتواء أوكرانيا في إطار المظلة السوفيتية التي جمعت «المتناقضات» بالقوة، وجعلتها تحت سيطرة الحكومة المركزية. وبعد ترهل القوة الجامعة لهذا التناقض وتصلب شرايينها وتراخي قبضتها، بدأ التناقض يتساقط وينقسم إلى الكيانات المعروفة اليوم، لكن رغم ذلك، ظلت الأطماع تدفع موسكو لاستثمار علاقاتها القديمة وروابطها التي بنتها خلال الفترة الشيوعية. ولم تغب أطماع الدول الغربية في مد نفوذها عن هذه المنطقة المهمة، وزاد حضورها بعد انكماش القدرة الروسية. ودخل المال والإعلام الغربي في ميدان المعركة رافعا لافتات الديمقراطية والدفاع عن الحريات العامة. واليوم تعود هذه الدويلة الصغيرة إلى الواجهة تعبيرا عن تجاذب القوة بين الغرب وموسكو، ومن المتوقع أن تطول أزمتها وتستمر، إلا إذا اتخذت الدول الأرووبية قرارا واضحا بمساعدة النظام الجديد وتمكينه من إصلاح الأوضاع الاقتصادية، فحينها قد تحزم أوكرانيا أمرها وتلحق بالركب الأوروبي مولية ظهرها لموسكو.