-A +A
محمد المصباحي
** أكثر مهنة تتطلب إنسانية وأمانة وإخلاصا وتفانيا لإنقاذ أرواح الآخرين هي الطب.. وللأسف، باتت بعض المستشفيات تتجرد كثيرا من ذلك.. حينما أصبح المال لديها ــ للأسف ــ أغلى من الروح..
** فلو قدر لك العيش عاجز اليدين.. وعانيت قساوة المرض.. حينها ستوقن أنه ليس بمقدورك العلاج في المستشفيات، إلا من خلال ما تقدمه لك الأيادي الحانية، التي ما زال خوف الله يدب في قلبها..

** ولا أعني بانتقادي المطالبة بفتح المجال للعلاج بلا تنظيم.. لكن لماذا الأسعار والنصب والمبالغات والمتاجرة في الأرواح.. ولماذا استغلال أموال التأمين بحكم أن المريض لن يدفع من جيبه..
** أكل أموال المرضى ليست الخطيئة الوحيدة التي ترتكبها بعض المؤسسات العلاجية.. بل بات بعض الملتحقين بمهنة الطب هدفه البحث عن الدعاية.. أو المال من هذه الوظيفة.. مستهينا بالأرواح.. مما يجعله لا يتلقى تعليمه بأمانة وإخلاص.. حتى غدت الأرواح رخيصة..
** بات المجتمع متخوفا من الدخول إلى المستشفيات، خصوصا في الحالات التي يمكن أن يصبر المرء فيها على مرضه.. ولا يضطر إلى اللجوء إليها إلا مكرها في الحالات الحرجة..
** المشكلة باتت جذرية.. فحتى بعض الأطباء الذين تعرفهم ويبذلون لتقديم النفع لك ــ بعد الله سبحانه وتعالى ــ ربما لن يستطيعوا تقديم العلاج الأمثل.. لأن الأساس وقت جنيهم التعليم لم يبن صحيحا..
** في المقابل، لا يجوز تعميم التهم على كل الأطباء.. كما لا يعني ــ مثلما ينتشر ــ اتهام الطبيب بعدم المعرفة عند طلبه تحاليل نراها بمنظورنا الشخصي بعيدة عن مرضنا.. فجسد الإنسان مرتبط ببعضه.. والعلة ربما ترتبط أحيانا بمناطق متفرقة من الجسد..
لحظة:
حينما ترخص الأرواح.. تضيع القيم.