-A +A
نادر العنزي (تبوك)
مازالت محلات بيع أسطوانات الغاز المتواجدة في الأحياء السكنية تثير المخاوف لسكان الأحياء خشية من حدوث كارثة، وسط مطالبات الأهالي بنقلها إلى أماكن أكثر أمانا خشية حدوث كارثة لا قدر الله.

ورصدت جولة «عكاظ» على عدد من محلات الغاز داخل مدينة تبوك عدم التزام بعض منها بوسائل الأمن والسلامة من خلال عدم ملاءمة مبانيها وتهالكها، بالإضافة إلى احتوائها على أسطوانات متهالكة، فجميع محلات بيع أسطوانات الغاز جميعها داخل أحياء مكتظة بالسكان.
يقول أحمد البلوي ورائد الحربي اللذان يسكنان بجوار محل بيع أسطوانات الغاز في حي السليمانية إن تواجد مثل هذه المحلات داخل الأحياء السكنية يدعو للقلق ويشكل قنبلة موقوتة في حالة حدوث كارثة لا سمح الله، مطالبين أن تكون هذه المحلات في مواقع بعيدة عن الأحياء السكنية.
ويرى محمد الشامان أن دخول المركبات إلى داخل محلات بيع الغاز يشكل خطرا كذلك، مشيرا إلى أن المركبات معرضة للاحتراق أو حدوث أي تلف الأمر الذي يزيد من خطورة تواجدها داخل محلات بيع الغاز. وفي حي الورود حيث يوجد محل لبيع أسطوانات الغاز داخل الحي السكني ومجاور لمحلات تجارية ويشهد إقبالا كبيرا من قبل الزبائن.. يقول علي الحارثي: يجب على المسؤولين النظر بجدية بمواقع هذه المحلات التي تعتبر خطرا بيئيا على السكان ناهيك عن خطورتها في حالة انفجارها.
وأبان الحارثي أن حادثة انفجار الصهريج في الرياض وما خلفته من خسائر يجب أن تتم الاستفادة منها وعمل دراسات جادة لخطورة هذه المواقع، مشيرا إلى أنه يرى أن يتم نقل تلك المحلات إلى أماكن خارج الحدود السكنية. ويقول محمد العاصمي أحد المجاورين لمحل غاز بحي العليا إن روائحها قد لوثت المكان فهي سريعة الانتشار وسببت في إيذائهم وخاصة الأطفال ومرضى الربو عوضا عن الخطورة التي تحملها حال انفجارها لا قدر الله.
وطالب أحمد الألمعي من الجهات ذات العلاقة سحب التصاريح من محلات الغاز من داخل الأحياء ومنحهم في أماكن بعيدة عن السكان، مبينا أن انفجار أسطوانة واحد قد يسبب العديد من الأضرار البشرية والمادية. وبين أحمد الأحمدي أنه رفض السكن في شقة سكنية في حي السليمانية كان موقعها مناسبا له وبسعر معقول بسبب أنها مجاورة لمحل بيع الأنابيب، مشيرا إلى أنه كان يخشى وأبناؤه من الأضرار الصحية التي قد تلحق بهم من روائحها المضرة أو من خلال خطورة وجودها كونها معرضة للانفجار في أي لحظة.
ويتخوف ناصر الغامدي من حدوث الحرائق خصوصا صيفا، في ظل ارتفاع حرارة محلات الغاز والتي في العادة تكون أسقفها من صفائح الحديد المعدنية والتي تحتفظ بالحرارة.
ودعا أحمد معروف محلات البيع إلى تأمين ملابس للعمال ضد الحريق، والخروج من داخل الأحياء. وأوضح بندر معوض أن العمال يرمون الأسطوانات دون مبالاة وإدراك بحجم أضرارها وما تحمل من خطورة. واقترح سعيد ملهوي ومحمد العمري أن يتم تدريب أي عامل يتم وضعه في محل أو نقطة بيع الغاز على التعامل مع وسائل السلامة المهنية داخل المحل وبإشراف مباشر من إدارة الدفاع المدني مؤكدا أن أغلب عمال المحلات لا يجيدون التعامل مع الأدوات.
فيما يطالب يحيى عطية ومنسي معيض بأن يتم وضع مبان مصممة لبيع الغاز بعيدا عن السكان وتحت إشراف مباشر من قبل شركات الغاز والدفاع المدني وتأهيلها بكوادر مدربة وواعية بحجم وأضرار سوء التعامل مع الأسطوانات. ورصدت جولة «عكاظ» وجود عدد من أنابيب الغاز المتهالكة والتي تنذر بوجود خطر قادم ما لم يتم تلافي تلك الأنابيب وسط مطالبات الأهالي باستبدالها بالأنابيب البلاستيكية الحديثة.
فيما قال المتحدث الإعلامي في مديرية الدفاع المدني بمنطقة تبوك العقيد ممدوح العنزي إن مواقع محلات بيع الغاز من اختصاص الشؤون البلدية والقروية وشركة الغاز، حسب لائحة محلات الغاز وجميعها مرخصة من الأمانة، أما بخصوص وسائل السلامة في الموقع فهي مسؤولية الدفاع المدني، وشركة الغاز والتصنيع الأهلية لا تقوم بتزويد المحل بالأسطوانات الممتلئة إلا بوجود تصريح الدفاع المدني ساري المفعول.
وأضاف العقيد العنزي، أن الوقود الذي يستخدم في المطبخ من الأشياء الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في كثير من الأحيان وكما نعلم جميعا بأن لهذا الغاز قابلية شديدة للاشتعال كما أنه غاز خانق إذا تواجد بشكل كثيف داخل مكان مغلق وخطورة هذا الغاز تنتج بسبب ترك الأسطوانة مفتوحة أو تهالك موصل الغاز أو عدم إحكام ربطه في الموقد أو الأسطوانة كذلك عدم استبدال الوجه الخاص بمنظم الغاز المركب في الأسطوانة وعدم اتباع وسائل السلامة والطرق الواجبة لتلافي مخاطر الغاز.