-A +A
عهود مكرم (برلين)

عاشت دهاليز الاتحاد الأوروبي حالة تأهب حول الأحداث في شبه جزيرة القرم لا سيما بعد موافقة البرلمان الروسي أمس السماح لقيام روسيا بإنزال عدد لا بأس به من القوات الروسية إلى شبه جزيرة القرم، حيث أعلنت موسكو أن تحرك القوات الروسية يأتي بناء على مطلب رئيس وزراء حكومة القرم (الجزء الموالي لروسيا) سيرجي أكسيونوف كما استعد الأسطول الروسي وهو أسطول البحر الأسود للتحرك على مشارف شواطئ جزيرة القرم وبمواجهة للعاصمة سيمفيروبول.

ورأت الأوساط الأوروبية في هذا التحرك عملية تصعيد لم تشهدها أوروبا بعد انتهاء الحرب الباردة ولا بعد حرب البلقان، فيما أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في بيان له أن التطورات في أوكرانيا خطيرة وبالأخص ما يحدث في شبه جزيرة القرم، مشيرا إلى أن هذا التصعيد لا يخدم أحدا بل هو صب للزيت على النيران.

في نفس الإطار أكدت مصادر الاتحاد الأوروبي لـ «عكاظ» أن كاثرين أشتون ستتوجه غدا إلى كييف في شبه دبلوماسية مكوكية كما ستقوم بلقاء وزير خارجية روسيا لافروف يوم الخميس في روما، حيث يشارك الاثنان في مؤتمر ليبيا الذي تستضيفه ايطاليا. وقد دعت أشتون الى قمة طارئة لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حول أوكرانيا تستضيفها في بروكسل غدا الاثنين.

وحول الأوضاع الأوكرانية والتصعيد الروسي أوضح الدكتور ألكسندر رار الخبير في شؤون شرق أوروبا لـ «عكاظ» أنه ينبغي على روسيا الآن أن توضح موقفها من التحرك في القرم وذلك قبل انعقاد الاجتماع الأوروبي الطارئ غدا الاثنين. وقال إن روسيا بهذا التحرك الذي لا يمكن تصنيفه بأنه جاء مفاجأة يدخل في إطار أمرين: الأول هو أن روسيا ترغب في الحفاظ على سيطرتها في حوض البحر الأسود كما أن روسيا عبر موانئ القرم تقوم بتقديم المعونات إلى النظام السوري وهو ما يعني أن فقدان هذا الموقع الاستراتيجي سيشكل خطورة استراتيجية كبيرة على روسيا في البحر الأسود وأيضا في البحر الأبيض المتوسط.

وكان الرئيس الروسي بوتين قد أكد لأوكرانيا أنها ستنضم للأتحاد الأسيوي الأوروبي الذي تتزعمه روسيا وبذلك تضمن أوكرانيا وصول إمدادات الغاز والمساعدات الروسية.. ورأى رار أن الدبلوماسية الأوروبية التي تهدف لضم أوكرانيا الى الاتحاد الأوروبي عبر اتفاقية شراكة والتي رفض الرئيس المعزول يانوكوفيتش توقيعها في بروكسل قبل أسابيع أدت بالتالي الى مخاوف روسية وتحرك روسي يتسم بالمواجهة السياسية ودون مراجعة الشركاء في الغرب ولا الإدارة الأمريكية. يذكر أن أوكرانيا من الدول الأورواسية التي تعتبرها روسيا عمقا استراتيجيا لأمنها.