-A +A
محمد عبدالواحد
•• هذا اللحن -الهابط- لا أستطيع أن أميزه..
•• إن الوقت ما زال مبكرا ولم تشبه علاقة توجب هذا الانفعال الصباحي المزعج..

•• لقد قدم سكان الدور الأرضي قبل ثلاثة أيام فقط.. ولم أتعود تقبل هذه الألحان بكل ثقلها إلى رأسي.
•• هذا الغناء المنحط يثيرني -مجرد جمل بلا معنى- قيلت في لحظة اهتزاز جسماني «طرقعت» من أجله أصابع الموسيقيين لضبط الإيقاع وبحماس حركي لا ذهني.
•• هذا التعامل السيئ هو الجريمة التي لا تسمى جريمة والفاحشة التي لا تسمى فاحشة.. والذي أصبح مشاعا ومنتشرا في كل القنوات الفضائية أو معظمها..
•• إنها عملية «استلطاخ» وتآمر على ذوق المستمع.
•• الموسيقى في تقديري هي المولد الذي يصعد حركة الإنسان الذهنية إلى آفاق سامية يتمكن من خلالها من رؤية الأشياء واستجلاء غموضها.
•• الموسيقى هي محاولة الإنسان معرفة بعض قيمه الحياتية وممارستها.. إنها اندماج الذات في أجواء نقية.
•• أن يصرخ التراب والحجر على وتر عازف بارع.
•• أن تتحدث المحيطات.. والأنهار والجبال والأشجار.. أن تصور شقاء الأنفس أو سعادتها قطعة موسيقية، فهذا هو بالتأكيد بغية الإنسان من وسيلة تعبيرية كالموسيقى.. إنها حديث الحياة الناطق الذي تفهمه كل القلوب وتعيشه كل الأحاسيس.. وينطلق بها إلى آفاق لا تحد..
•• الموسيقى هي المدى الأرحب الذي يحملنا إلى الجهات الأربع.. ويحلق بنا في السموات الأوسع..
•• لماذا تصلب الألحان هذه الأيام على أصوات الزيف الهابطة..
•• وأي نقاء.. أو صفاء.. أو سمو.. في تموجات جسد يتلوى ويثير الشهوات ولا يحرك العقل.. ولا يدعك تتأمل جمال الحياة وأسرار هذا الكون..
•• لقد أسقطت شبابنا وفتياتنا هذه الألحان المجنونة التي لا طعم لها ولا معنى..
•• ولست أدرى كيف يمكن لأمة أن ترتفع.. في خضم هذا الهبوط الفاجع..
•• قنوات الرذيلة وغناء الجسد السائد في هذا الزمن يسقطنا.. إنه الجنون بعينه.. وليس فنونا.. ولا أزيد.