-A +A
سيد عبدالعال (القاهرة)
توقع المفكر العراقي عبدالكريم العلوجي ان تزداد الاوضاع تدهورا خلال المرحلة المقبلة لاسيما في ضوء فشل الخطة الامنية الجديدة في بغداد. وقال في حوار لـ”عكاظ” إن تزايد عدد اللاجئين العراقيين في الخارج يعود الى وجود مخطط امريكي لتقسيم العراق عبر اذكاء نار المحاصصة والطائفية. واضاف العلوجي انه لا حل الا بالتوافق السياسي بين كل مكونات الشعب العراقي مع ابعاد التدخلات الاقليمية والدولية مؤكدا ان العراقيين هم الاقدر على حل مشاكلهم واعتبر ان النفوذ الايراني متوغل في اعماق المجتمع العراقي متهماً المخابرات الايرانية بقتل اساتذة الجامعات وتدريب الميليشيات التابعة لها. وفي ما يلي نص الحوار:
كيف ترى اوضاع العراقيين الان بعد النزوح الداخلي والخارجي الكبير؟

- لا يخفى على احد الاسباب التي ادت الى نزوح العراقيين حيث ان الاحتلال الامريكي منذ اليوم الاول خطط لتقسيم العراق وانا كمواطن عراقي لا استطيع فهم القرارات التي اتخذها بريمر بتفكيك الجيش والشرطة العراقية الا في اطار تقسيم العراق وضمن هذا المخطط المحاصصة التي ادت الى الطائفية لان المحاصصة ادت الى شعور البعض بالظلم وسعي البعض للحصول على كل شيء مما ادى الى الانتقام من جانب فرق الموت والميليشيات الامر الذي دفع الناس للنزوح من العراق والفرار الى سوريا ومصر والاردن واليمن والامارات وغيرها من الدول العربية.
البعض يقول ان اللاجئين العراقيين لديهم من الاموال مايكفي وبالتالي لا يعانون مثل باقي اللاجئين؟
- الانسان يعاني عندما يخرج من بلاده ولا يمكن ان يكون أي لاجئ او مطرود من بيته ويترك اهله ويكون سعيدا وحتى الذين خرجوا من العراق ومعهم بعض الاموال نتيجة بيع ممتلكاتهم فان هذه الامول سرعان ماتنفد وتنتهي لتبدأ معاناة اللاجئ.
هناك من يقول ان اللاجئين يمثلون قوة لاقتصاد الدولة التي يتواجدون فيها وليس عامل ضعف مامدى صحة هذه المعلومات؟
- هذا صحيح تماما وانا كنت في سوريا في الفترة الاخيرة حيث يوجد اكبر عدد للعراقيين في الخارج وعندما ذهبت الى سوق الاحمدي وجدت ان السوق كان يغلق ابوابه في وقت متأخر من الليل بعد ان كان يغلق في الثامنة مساء وعندما سألت عن السبب قالوا لي ان التجار العراقيين والمستهلكين العراقيين هم سبب استمرار السوق حتى هذا الوقت لذلك أعتقد ان اللاجئين العراقيين عامل ايجابي وليس سلبيا لاقتصاد الدول التي يتواجدون فيها والحقيقة ان الدول العربية وخاصة مصر تقدم كل ماتستطيع عليه للاجئين العراقيين ونحن نشعر بأننا في بلدنا.
الولايات المتحدة وبعض الدول اعلنت انها بصدد فتح بلادها للاجئين العراقيين كيف تنظرون كلاجئين في الخارج الى هذه الخطوة؟
هذه الخطوة اعلامية اكثر منها حقيقية للتخفيف عن ازمة اللاجئين العراقيين والعدد الذي تم الاعلان عنه لن يحل المشكلة لانه في مصر الان اكثر من 150 الف لاجئ وهناك اكثر من مليون لاجئ في سوريا و750 الفا في الاردن وغيرهم المشتتين في بلاد الدنيا ومن هنا الاعلان عن استقبال 7 الاف اسرة عراقية في الولايات المتحدة لن يحل المشكلة.
وكيف ترى الحل بعد ان صارت الطائفية تتحكم في العراق وسط المخاوف من حرب اهلية؟
- لابد من اتحاد الشعب العراقي من خلال التوافق السياسي بين كل مكوناته وهذه هي اهم الأسس التي يجب ان تحدث وللخروج من هذا المأزق لابد من مؤتمر يجمع كافة القوى السياسية لوضع برنامج سياسي دون تدخلات اقليمية او خارجية فالعراقيون هم الاقدر على حل مشاكلهم على ان يتضمن هذا البرنامج جدولا زمنيا ترحل خلاله القوات متعددة الجنسيات. وتشكيل حكومة وطنية عراقية تحمل على عاتقها اعادة بناء مؤسسات الدولة واعادة الجيش السابق باستثناء العناصر التي اضرت بالعراق على ان توافق كافة القوى السياسية على هذا المشروع وتقوم تلك الحكومة بكتابة دستور جديد تكون اهم بنوده مصالح الشعب العراقي بعد اجراء انتخابات لا تكون على اساس طائفي مثلما حدث سابقا ليحافظ العراقيون على دولتهم من عصابات تهريب النفط للخارج.
كيف ترى الخطة الامنية الامريكية بالعراق وماهي فرص نجاحها؟
- توقعت منذ البداية فشل هذه الخطة وأنها لن تحقق الهدف الذي اعلنته باعادة الاستقرار والامن حيث اثبتت كافة الاستراتيجيات فشلها في العراق لعدم امكانية هذه القوات او غيرها اعادة الامن حيث الممارسات اللاإنسانية لكافة القوات التي تداهم المنازل والقوى مما أفقد العراقيين ثقتهم سواء بالقوات الامريكية التي هي جزء من المشكلة الطائفية التي تحكم العراق.وأتوقع ان تزداد الاوضاع تدهورا ولن يتحمل ذلك سوى شعب العراق حيث أنها جزء من خطة امريكا بالمنطقة لضرب ايران التي لن تسلم من التقسيم اذا تم ضربها فظروف إيران مهيأة لتفتيتها فالأقليات هناك اكثر من العراق.
هناك من يقول ان ايران هي اللاعب الاول في العراق وليس الولايات المتحدة؟
- النفوذ الايراني متوغل لأعماق المجتمع العراقي حيث أصبح جزءا من هذا المجتمع من خلال الاف الايرانيين المتواجدين في العراق. كما ان المخابرات الايرانية تلعب دورا في قتل اساتذة الجامعات وتدريب الميليشيات التابعة لها فضلا عن ان هناك اعترافا بتواجد 35 الف عراقي عميل لايران بالاضافة للحرس الثوري الايراني وجيش الفرس اللذين يلعبان دورا خطيرا في الجنوب بالذات بتواجده في المناطق التي تسيطر عليها بعض الاحزاب الموالية لايران والتي تقوم بدور كبير في تهريب المخدرات والسلاح عبر اتباعها فايران هي الخطر الاول وتسعى لتأخذ ثأرها من العراقيين بعد حرب دامت ثماني سنوات .
هناك من يتحدث عن دور اسرائيلي مخابراتي قوي في العراق ما مدى صحة هذه الاقوال؟
- اسرائيل موجودة في الشمال العراقي منذ حرب الخليج الثانية 1990 حيث انسحبت القوات العراقية وتم وضع الخط 32 الذي يحرم على الحكومة العراقية تجاوز هذا الخط والعلاقات بين الاسرائيليين والاكراد قائمة منذ الستينيات ولكن اخذت العلاقات بعد ذلك شكلا علنيا وبعد حرب عام 90 زادت تلك العلاقات مع الاكراد وتوطدت من خلال ارسال ضباط اسرائيليين لتدريب الميليشيات الكردية واقامة اتفاقات مع شمال العراق كما ان هناك اعترافا من بعض المسؤولين الاكراد بعلاقاتهم باسرائيل كما ان هناك مكاتب للاستخبارات ورادارات للتجسس على سوريا ولبنان وايران كما قامت اسرائيل بشراء بعض الاراضي لبناء منشآت ومواقع خاصة بها فالعراق اصبح الان منفذا مفتوحا لكل استخبارات العالم.