-A +A
محمد بن عبدالرزاق القشعمي
تذكرت هذا المثل الذي رواه لي الأستاذ إبراهيم الحجي ــ رحمه الله ــ وهو يروي تجربته ومسيرة حياته في وزارة المعارف، منذ إنشائها وحتى تقاعده (وكيلا) قبل نحو ثلاثة عقود، بحثت عن المثل ومعناه في جميع كتب الأمثال في الجزيرة العربية القديم والحديث من مجمع الأمثال، وحتى ما ألفه حديثا الجهيمان والعبودي والسباعي والسويداء والمغلوث والعقيلي وغيرهم، فلم أجد له ذكرا.
وهذا المثل صرخ به أحد المسؤولين السابقين في وزارة المعارف عند اجتماع وزيرها بهم، عند ما رأى وسمع ما يدور بينهم من استنكار وتبرم عند إعادته مبالغ موفرة من ميزانية الوزارة لوزارة المالية لعدم صرفها، فجمعهم ليبرر ما حصل، وضمن ما قاله: إن الدولة ما قصرت، وإننا قد بنينا المباني المدرسية في أعالي الجبال وفي أسفل الوديان وفي القرى النائية، فصرخ أحدهم بالمثل (العنوان)، استفسرت من الحجي عن معناه؟ فقال: إنه يعني عدم صحة ما يقول!!

عندما لم أجد للمثل وجودا تذكرت زيارة سابقة لمعالي الدكتور عبدالعزيز خوجة في الرباط عندما كان سفيرا للمملكة بالمغرب، وكنت بصحبة الأستاذين عبدالكريم الجهيمان وفهد العريفي ــ رحمهما الله ــ إذ قدم نسخة من رسالة الماجستير (لغة الأمثال الشعبية) التي حصلت عليها حرمه الأستاذة فايزة بكر من جامعة موسكو، عندما كان سفيرا هناك، وكانت عن الأمثال الشعبية في المملكة، قدمها للأستاذ الجهيمان لاهتمامه بالأمثال، وكان المشرف على الرسالة البرفيسور قريقوري مدير معهد الاستشراق، فسألها عن مثل معين وأين يكثر ذكره؟، أو على الأصح لا يذكر إلا في هذه البلدة! فقالت: في الرياض وذكرت غيرها، فأجاب: إنه لا يذكر إلا في (المجمعة)، ولهذا فقد يكون مثلنا كالمثل المطلوب، ولكون الحجي ممن ولد وعاش طفولته بالمجمعة، تذكرت هذا المثل والكلام يدور في الصحف بمناسبة تعيين سمو الأمير خالد الفيصل وزيرا للتربية والتعليم بعد هذه الحادثة بما لا يقل عن 35 عاما، والمدارس المستأجرة ما زالت في ازدياد رغم عدم ملاءمتها لما تتطلبه المدرسة من فصول وملاعب وفناء ومختبرات، فلعل مقدم الأمير خالد الفيصل وتسلمه لهذه المسؤولية الصعبة يحل ويقضي على هذه المشكلة.