-A +A
عبدالإله ساعاتي
قيض المولى سبحانه وتعالى لهذه البلاد المباركة قيادة راشدة تكرس طاقاتها وتجند قدراتها لكل ما فيه خير هذا الوطن وأهله الطيبين منطلقة في ذلك من ثوابت شريعتنا الإسلامية السمحة.
وتتبنى القيادة السعودية في سبيل ذلك منهجا راسخا يستهدف تحقيق معطيات التفاعل الجميل من قبل القيادة مع الشعب بصورة مشرقة تجسد واقع التلاحم المتين بين القيادة والشعب في هذا الكيان الكبير.

هذا «التلاحم» الراسخ الذي يثبت أركان هذا الكيان الكبير ليظل دوما قويا متماسكا.. تعجز دونه معاول مغرضة تضمر الشر لهذا البلد وأهله.
إن «النموذج» المتفرد لنظام الحكم السعودي.. والذي يتجسد بوضوح في واقع التلاحم الراسخ بين القيادة والشعب.. إنما يجد جذوره منبثقة من تعاليم الشريعة الاسلامية السمحة.. ولنا في رسول الهدى سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه القدوة الحسنة العليا.. حيث تروي لنا السيرة النبوية المحمدية مواقف كثيرة تعكس حرصه صلوات الله وسلامه عليه على القرب من كل فرد.. والحرص الأكبر على مواساة أيا كان من قومه.
وليس من الغلو القول إن نموذج القيادة السعودي قدم صورة جديدة مضيئة لأنماط القيادة بمعطيات عجزت عن تحقيقها نظريات القيادة والديمقراطية الغربية بكل تطبيقاتها وتفاعلاتها.. حيث تعيش القيادة في دول الغرب في برج عاج.. رغم وجود أشكال الديمقراطية في أوضاعه المؤسساتية. فالقيادة في هذا البلد المعطاء قريبة من شعبها تشاركه أفراحه.. وتتفاعل مع أتراحه.. وهذا هو الفارق المعياري بين النموذج القيادي السعودي ونموذج القيادة الغربي.
وأستقرئ في هذ الصدد محاضرة كنت ألقيتها في جامعة (ألاباما) بالولايات المتحدة الأمريكية.. عن (النظام الاداري السعودي).. وما أن فرغت من إلقاء المحاضرة وفتح باب النقاش.. حتى بادرني أحد الحاضرين سائلا: كيف تصل طلبات ورغبات واقتراحات المواطن إلى القيادة في بلادكم؟.
أجبته.. إلى جانب المؤسسات الرسمية الموجودة.. هناك نموذج المجالس المفتوحة التي يلتقي فيها القادة في مختلف مناطق المملكة بالمواطنين دون أي حواجز يقدمون فيها طلباتهم واقتراحاتهم ويتبادلون فيها آرائهم.. كما أن القيادة حريصة على التفاعل المباشر مع المواطنين تشاطرهم أحزانهم وتشاركهم أفراحهم. وهذا النموذج غير موجود لديكم.
استقرأت هذه الحقائق الماثلة عن طبيعة نموذج القيادة السعودي.. وأنا أطالع برقية سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز المتضمنة عزاء ومواساة لأسرتنا في وفاة شقيقتنا.. وكذلك برقيات سمو الأمير الدكتور منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية وسمو الأمير محمد بن سلمان رئيس ديوان ولي العهد والمستشار الخاص لسمو ولي العهد.. وغيرها من برقيات العزاء.
ذلك أن هذه الصور من مشاركة القيادة لأبناء الشعب في الرخاء والشدة.. هي في واقع الأمر تجسيد لنهج قيادي متفرد.. تتفرد به قيادتنا الحكيمة وتنفرد به ــ ولله الحمد ــ بلادنا.
ففي الوقت الذي عجزت فيه الأنظمة الديمقراطية الغربية عن تقديم صورة التفاعل بين القيادة والشعب في الدول الغربية.. وصور قرب القيادة من الشعب في كل المناسبات وتحت كل الظروف في الدول الغربية.. يبقى النموذج السعودي مضيئا بقدرة القيادة على تفعيل ذلك في الواقع الفعلي على الأرض.. من خلال متابعة أحوال مواطنيها عن كثب.. لتقف على من أصيب في عزيز.. أو من أضاء قناديل الفرح لعزيز.. ولا تكتفي القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية بهذه المتابعة.. بل تبادر إلى مواكبتها والمشاركة فيها.. فهم يشاركون الناس أحزانهم.. كما يشاركونهم أفراحهم.
ولا أملك ختاما سوى أن أتوجه بالدعاء للمولى عز وجل أن يديم علينا كريم نعمائه في هذا الوطن المعطاء.. وأن يحفظ لنا بلادنا وقيادتنا الرشيدة.. وأن يرحم موتانا وموتى المسلمين.. إنه سميع مجيب.