-A +A
عبدالقادر فارس( غزة)
حسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجدل حول التوقيع على اتفاق الإطار خلال زيارته لواشنطن، غدا الإثنين، وقال في اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح إنه قد بلغ التاسعة والسبعين من العمر، وهو ما يمنعه من أن يختم حياته بخيانة القضية الوطنية، في إشارة إلى استحالة أن يوقع على «اتفاق إطار» لا يلبي المطالب والثوابت الفلسطينية.
الرسالة حملت الثوابت الفلسطينية المتمثلة في «لاءات عرفات»، ويكررها أبو مازن اليوم، لا ليهودية الدولة، لا لبقاء أي جندي إسرائيلي على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، لا لإلغاء حق العودة، لا لاستمرار الاستيطان، لا لبقاء القدس عاصمة موحدة لدولة إسرائيل. وهو ما يعني أن أبو مازن يضع قدميه في حقل الألغام الأمريكي ــ الإسرائيلي، إذ تتم الزيارة وسط ضغوط أمريكية وتهديدات إسرائيلية، مفادها أن الرجل لم يعد «ذا صلة»، وأنه ليس شريكا في السلام، ولا بد من البحث عن بديل له.

فهل يعني ذلك أن رحلة واشنطن قد تكون الأخيرة، وأن أبو مازن يسير على خطى أبو عمار بعد رحلته الأخيرة إلى «كامب ديفيد» ورفضه التوقيع والتنازل عن القدس واللاجئين والدولة المستقلة، والتي حوصر بعدها في مقر المقاطعة برام الله ثلاث سنوات، حتى تم تسميمه واغتياله.
حتى هذه اللحظة تراهن واشنطن على تمديد المفاوضات، بعد أن أعلن كيري تشاؤمه من عدم تمكنه من الوصول إلى صياغة «اتفاق الإطار»، بسبب تعنت إسرائيل في ضرورة تضمين الاتفاق الاعتراف الفلسطيني بيهودية إسرائيل، وقبل يومين على موعد زيارة واشنطن، قالت مصادر إسرائيلية إن الإدارة الأمريكية ستضغط على إسرائيل من أجل مطالبتها بعدم التمسك ببند «يهودية الدولة» مقابل موافقة أبو مازن على تمديد المفاوضات.
ويرى مراقبون أن ما يريده الأمريكيون والإسرائيليون في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية، هو التمديد للمفاوضات، فقط، وهم ليسوا معنيين باتفاق إطار، ولكن الفلسطينيين هم الذي يطالبون بمفاوضات مثمرة تنتهي باتفاق وحل، متوقعين أن رحلة واشنطن، التي تجيء عقب لقاء أوباما ــ نتنياهو، والإعلان عن توافق أمريكي إسرائيلي حول الأفكار المطروحة للحل، قد تشهد «كسر عظم» للرئيس في رحلته الأخيرة.