-A +A
احمد عائل فقيهي
كل سنة نحن على موعد مع معرض الكتاب الذي يقام في الرياض سنويا والذي يشكل ظاهرة ثقافية وحضارية ووجها مضيئا وناصعا للمملكة، لأنه يمثل قيمة ذهنية عالية، وبالمقابل نحن على موعد كل سنة مع ظاهرة أخرى مصاحبة لظاهرة المعرض هي ظاهرة بعض المحتسبين والذين تعود الناس على وجودهم وعلى مشاهدة وجوههم المعتادة والمتربصة إزاء أي عنوان لكتاب.
لم تعد الثقافة السعودية ثقافة خالصة جميلة وأي احتفالية ثقافية من نشاطات ومحاضرات من جدل فكري وثقافي في أمسيات ومحاضرات الأندية الأدبية وسوق عكاظ.

بل لا بد من وجود ما يعكر صفو هذه الأمسية الشعرية أو هذه المحاضرة الثقافية والفكرية وبالضرورة لا بد من وجود محتسب هنا ومحتسب هناك وكأن المطلوب وجود محتسب لكل كتاب ووجود محتسب لكل أديب ومثقف وشاعر وكاتب.
ومن هنا، فإن الشكوى الدائمة والمستمرة هي وجود بعض المتربصين والمتلصصين خارج إطار المؤسسة الرسمية المعنية بهذا الشأن وهي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على أي منجز ثقافي وحضاري يعطي لهذا الوطن قيمة كبرى في الخارج من خلال إقامة معرض كتاب أو مهرجان ثقافي ولا بد من إفساد أي عرس ثقافي أو محفل من خلال بعض المحتسبين والسؤال إلى متى سوف تستمر هذه الممارسات التي حتما تسيء إلى الدين أولا في أسمى معانيه وأدبياته وتعاليمه والتي تدعو إلى الانفتاح والتسامح وقبول الآخر إلى فهم ثقافة وحضارة الأمم والمجتمعات الأخرى.