كما أن لكل سماء بدرها كان لسماء الشعر الغنائي الشعبي الحديث مبدع من نوع مختلف، بدر بن عبدالمحسن الذي جاءت موهبته الشعرية الأصيلة من بيت كله شعر في شعر، فالخالة والجدة والأقرباء كلهم شعراء، ومن لم يكن منهم شاعرا فهو متلق للإبداع ومتذوق له.
بدر المليء إنتاجه الشعري جمالا بالفن والكلمة المموسقة التي لا تحتاج من الملحن سوى قليل من ترجمة جرس الكلمة في النص ليكتسب صفة ملحنها، قال الكثير في أمسية له في كلية عفت بجدة منذ سنوات، وكان من أجمل ما قال في مسائها ذاك:
من المهم جدا أن يعي الشخص بشكل عام أهمية العهد والعمر الذي عاش اقتصاصا من عمر الزمان الطويل الذي تعرفنا فيه على حكاوى الأولين وإبداعاتهم، بل وكيفية حياتهم تلك الاجتماعية والثقافية وحتى السياسية، وأضاف: أنا شخصيا سعيد جدا بأن حياتي التي اختارها لي الله كانت في هذا العهد بالذات ــ ويقصد بين النصف الثاني من القرن العشرين والأول من الحادي والعشرين ــ لأن ذلك جعلني أتعرف على أشياء عديدة أعيشها قبل عصر الابتكار في القرن الحادي والعشرين عصر الاتصالات والتواصل الذي كنا به موعودين من خلال كلمة طالما دارت في أعيننا ووجداننا «أن العالم سيصبح قرية صغيرة»، وسيشهد دهشة ليس لها حدود وهو ما شاهدناه ونعيشه اليوم وفي الغد القريب.
كلام لا تستطيع وأنت من أبناء هذا العصر إلا أن تحترمه وتلتفت قليلا إلى عنصر هام جدا من عناصر الحياة، وهو «الوقت» ومتى وأين تعيش، حيث إن الزمن الذي نعيشه، سواء اعتبره أو توقع البعض أنه آخر الزمان أو لم يكن كذلك ــ بالطبع الله أعلم ــ أو أنه لم يكن كذلك هو زمن محوري في حياة الإنسان، فعمر التحول من حياة التعب والراحة كله لم يكن أكثر من 100 عام كان فيها اختراع المصباح الكهربائي والسيارة والمكيف والطائرة وغيرها في هذه الحدود، وهناك ما هو أهم أن المجتمعات في العالم بأسره في الخمسينيات كانت أكثر استقرارا رغم الحروب وما شابه، وأعني هنا أن التنقل الذي أصبح اليوم بداعي السياحة في مجتمعات العالم، ولدينا على وجه الخصوص في مجتمعاتنا، أصبحت نسبته خيالية، فأين نحن الآن من بدايات استسهال التنقل جوا في الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات عندما كان وصول الطائرة إلى محطتها الأخيرة احتفالا وزغاريد، وأحيانا تصفيقا للكابتن ولا سيما في تلك الرحلات التي تصل القاهرة ويصنع المسافرون المصريون ببساطتهم وجمالهم هذه الأجواء والتي فقدناها اليوم، نحن نعيش في عهد جميل في كل شيء، إلا أن الإنسان ــ والعربي تحديدا ــ سيظل يبحث عن المنغصات للحياة في حروبه واختراعاته لربيع وصيف وشتاء لا يعقبه إلا الدمار والتفكك وعودة الإنسان إلى الصحاري والمخيمات وخطوط التماس في عربستان وشرقستان.
وطالما أن الحديث عن بدر فمن المهم أن نشير إلى فلسفته في الشعر الشعبي والصعود به إلى مرآفىء السوريالية ودليلنا إلى ذلك صورته الشعرية مع عبدالرب أدريس ومحمد عبده :
تصدقي ...
ما اخترت أنا احبك
ما أحد يحب اللي يبي
صدقوا بدر وصدقوني أن هذه المرحلة من أجمل سني العمر إذا أصبحنا من خلالها محيطين بما ذهب من الأمم وببعض مما سيأتي أيضا.
فاصلة ثلاثية:
يقولون عن نساء الغرب:
ــ الفرنسية وجنات من الورد تهتف وتنادي وثغر حي نابض يدعو إليه الشفاة.
ــ الانجليزية قامة فرعاء تفيض بالنشاط والحياة.
ــ والإسبانية خصلات من الشعر الأسود الناعم تتدلى من عنق مرمري ساحر.
بدر المليء إنتاجه الشعري جمالا بالفن والكلمة المموسقة التي لا تحتاج من الملحن سوى قليل من ترجمة جرس الكلمة في النص ليكتسب صفة ملحنها، قال الكثير في أمسية له في كلية عفت بجدة منذ سنوات، وكان من أجمل ما قال في مسائها ذاك:
من المهم جدا أن يعي الشخص بشكل عام أهمية العهد والعمر الذي عاش اقتصاصا من عمر الزمان الطويل الذي تعرفنا فيه على حكاوى الأولين وإبداعاتهم، بل وكيفية حياتهم تلك الاجتماعية والثقافية وحتى السياسية، وأضاف: أنا شخصيا سعيد جدا بأن حياتي التي اختارها لي الله كانت في هذا العهد بالذات ــ ويقصد بين النصف الثاني من القرن العشرين والأول من الحادي والعشرين ــ لأن ذلك جعلني أتعرف على أشياء عديدة أعيشها قبل عصر الابتكار في القرن الحادي والعشرين عصر الاتصالات والتواصل الذي كنا به موعودين من خلال كلمة طالما دارت في أعيننا ووجداننا «أن العالم سيصبح قرية صغيرة»، وسيشهد دهشة ليس لها حدود وهو ما شاهدناه ونعيشه اليوم وفي الغد القريب.
كلام لا تستطيع وأنت من أبناء هذا العصر إلا أن تحترمه وتلتفت قليلا إلى عنصر هام جدا من عناصر الحياة، وهو «الوقت» ومتى وأين تعيش، حيث إن الزمن الذي نعيشه، سواء اعتبره أو توقع البعض أنه آخر الزمان أو لم يكن كذلك ــ بالطبع الله أعلم ــ أو أنه لم يكن كذلك هو زمن محوري في حياة الإنسان، فعمر التحول من حياة التعب والراحة كله لم يكن أكثر من 100 عام كان فيها اختراع المصباح الكهربائي والسيارة والمكيف والطائرة وغيرها في هذه الحدود، وهناك ما هو أهم أن المجتمعات في العالم بأسره في الخمسينيات كانت أكثر استقرارا رغم الحروب وما شابه، وأعني هنا أن التنقل الذي أصبح اليوم بداعي السياحة في مجتمعات العالم، ولدينا على وجه الخصوص في مجتمعاتنا، أصبحت نسبته خيالية، فأين نحن الآن من بدايات استسهال التنقل جوا في الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات عندما كان وصول الطائرة إلى محطتها الأخيرة احتفالا وزغاريد، وأحيانا تصفيقا للكابتن ولا سيما في تلك الرحلات التي تصل القاهرة ويصنع المسافرون المصريون ببساطتهم وجمالهم هذه الأجواء والتي فقدناها اليوم، نحن نعيش في عهد جميل في كل شيء، إلا أن الإنسان ــ والعربي تحديدا ــ سيظل يبحث عن المنغصات للحياة في حروبه واختراعاته لربيع وصيف وشتاء لا يعقبه إلا الدمار والتفكك وعودة الإنسان إلى الصحاري والمخيمات وخطوط التماس في عربستان وشرقستان.
وطالما أن الحديث عن بدر فمن المهم أن نشير إلى فلسفته في الشعر الشعبي والصعود به إلى مرآفىء السوريالية ودليلنا إلى ذلك صورته الشعرية مع عبدالرب أدريس ومحمد عبده :
تصدقي ...
ما اخترت أنا احبك
ما أحد يحب اللي يبي
صدقوا بدر وصدقوني أن هذه المرحلة من أجمل سني العمر إذا أصبحنا من خلالها محيطين بما ذهب من الأمم وببعض مما سيأتي أيضا.
فاصلة ثلاثية:
يقولون عن نساء الغرب:
ــ الفرنسية وجنات من الورد تهتف وتنادي وثغر حي نابض يدعو إليه الشفاة.
ــ الانجليزية قامة فرعاء تفيض بالنشاط والحياة.
ــ والإسبانية خصلات من الشعر الأسود الناعم تتدلى من عنق مرمري ساحر.