-A +A
سالم الأحمدي
سأحاول من خلال هذا المقال أن آخذكم للعيش معي في عالم افتراضي لم يسبق لأحد قبلنا العيش فيه، عالم تخيلي سنتعرف من خلاله على حجم معاناة شعوب وأمم فقدت العدل والمساواة في معاملاتها وتعاملاتها، فجاءت حياة تلك الشعوب بائسة، إلا أن البؤس ذاته تألم وتوجع مما وصل حالهم إليه، فدعونا نتخيل سويا أننا نعيش في مجتمع بلا عدل ولا مساواة بين أفراده، مجتمع أقرب ما يكون إلى مجتمع تسوده ثقافة الغاب، فكيف سيكون حالنا، وهل سيتقبل كل منا العيش في مجتمع لا يوفر لنا أدنى درجات الحفاظ على حقوقنا وكرامتنا، فهذا العالم التخيلي الذي أخذتكم إليه في الأسطر الماضية، تحاول لجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم أن تجعل منه واقعا على الأهلاويين ضرورة التعايش معه دون اعتراض أو حتى إبداء وجهة نظرهم فيما يحدث لهم في هذا الموسم من كوارث نتيجة قرارات يشوبها الكثير من الشبهة والريبة، قرارات كانت وما زالت حديث الوسط الرياضي، الذي بدأ يلحظ أن هذه اللجنة، والتي كان من المفترض أن تكون لجنة تتسم بالعدل والحياد كونها لجنة قضائية، إلا أنها تؤكد لنا في كل مرة أنها تأبى إلا أن تكون ندا وخصما لكل ما يتعلق بالأهلي، فمن خلال قرارات تلك اللجنة بدأ يتضح للعيان أنها لجنة «مربوشة» حد «الارتباش»، فالظاهر للعيان أنها تضع في اعتباراتها ردات فعل الأندية قبل إصدار عقوبات تجاهها؛ لذلك لم تجد ناديا تستطيع فرد أذرعها عليه إلا الأهلي، كونه النادي الأقل ضجيجا والأكثر تقبلا لكل القرارات التي تصدر بحقه مهما بلغت حدتها، فعلى الأهلاويين وصناع قراره تحديدا أن يعلموا يقينا أن سياستهم يجب أن تتغير جذريا في التعامل مع جميع اللجان التي ترى في ناديهم الحلقة الأضعف بين الأندية، فالمرحلة الحالية تستوجب أن يكون للأهلي صوت قوي ومؤثر، يوقف انتقائية اللجان في قراراتها، ويوقف عبث كل عابث يعتقد أن صمتهم ضعف، وأن تقبلهم للعقوبات بصدر رحب خوف، فهل سنشهد تغييرا في سياسة الأهلاويين ضد جميع التجاوزات التي تطال ناديهم، أم أنهم هم من يستمتعون عندما تصدر قرارات مجحفة بحق ناديهم، وإن كان الأمر كذلك، فعلينا أن نجزم يقينا أن هذا الحال سيستمر طويلا، وأن على المجانين الاحتساب والالتجاء للصبر الذي لن يكون له آخر.
ترنيمة:

يا بدايات المحبة يا نهايات الوله .. الحسن ــ سبحان ربه ــ ظالم وما أعدله