-A +A
عبدالله عمر خياط
.. يقول المؤرخ أمين الريحاني في كتابه (ملوك العرب) : إنه دخل على المؤسس تغمده الله برحمته فوجد على الباب لوحة مكتوب عليها هذا البيت :
نبني كما كانت أوائلنا تبني ... ونفعل مثل ما فعـلوا
فقال للملك عبد العزيـز : أرى يا طويل العمر إن رأيتم أن يتم استبدال عجز هذا البيت من الشعر بالتالي :
نبني كما كانت أوائلنا تبني ... ونفعل فوق ما فعلوا
فقال الملك عبد العزيز ــ رحمه الله ــ : (هذه الحقيقة سنفعل فوق ما فعلوا ).
تذكرت هذه الرواية عندما قرأت مقال أخي المستشار أحمد الحمدان المنشور في هذه الصحيفة بتاريخ 7/5/1435هـ وقد استهله بقوله : بداية كل الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة على مواصلته العمل ــ كما وعد ــ على خطى سلفه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، في الوقوف الميداني على كافة نطاق مسؤوليته والتعرف على تفصيلاتها، وتلمس حاجات الناس وداءات المجتمع والمواجهة الحاسمة للحل.
ومع التقدير التام لكل إنجازات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل إلا أننا (طماعون) نريد المزيد من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، وما هو أكثر مما أنجزه سمو الأمير خالد الفيصل للارتقاء بمستوى المنطقة وتحقيق الطموحات التي تحقق لنا الوصول إلى العالم الأول قولا وفعلا.
أما بالنسبة للموضوع الذي تطرق إليه أخي الحمدان وهو موضوع التسول فإنني لا أتهم أحدا ولا أبرىء أحدا ولكني أسأل وبكل صدق : هل سأل أحد من المسؤولين وبالذات العاملين في الميادين والشوارع التي ينتشر فيها المتسولون عن إقامتهم، وكيف جاز لهم الانتشار إن لم يكونوا يحملون الإقامة النظامية أو إذا كانوا يحملونها فمن هو الكفيل الذي سرحهم في الشوارع والميادين وعند إشارات المرور وعند ميدان الدوارق بمدخل مكة المكرمة الذي هو عنوان أهلها.
إن انتشار المتسولين مزعج والحاج أو المعتمر لا يعرف أنهم من الوافدين .. بل هو يعتقد في قرارة نفسه أنهم من المواطنين وهذه عاهة لا شك أنها جديرة باجتثاثها من خلال ملاحقتهم وترحيل من لا يحمل الإقامة النظامية وإيقاف حاملي الإقامة عن التسول وإلزام كفيلهم بتشغيلهم أو ترحيلهم، وقد صدق الأخ الحمدان عندما قال :
هذه الظاهرة التي تستشري في مجتمعنا على نحو أصبح مخيفا ومزعجا، دون إجراء واضح رادع في مجابهتها، حتى انتشرت عصابات التسول المنظمة، يديرها نفر ممن انعدمت ضمائرهم وفقدوا كرامتهم طواعية، ولا يهمهم سوى جني الأرباح الفائقة بهذه الوسيلة المهينة لمتعاطيها، والمشوهة لنقاوة صفحة مجتمعنا.
وأصبحنا نسمع ونقرأ أن متوسط دخل المتسول الواحد في الشهر الواحد يبلغ أرقاما بعشرات الآلاف من الريالات، دون جهـد يذكر سوى بذل الكرامة وإراقة ماء الوجه إن كان له وجه، ناهيك عن كبيرهم الذي يصنع لهم عاهاتهم، ويرتب مواقعهم، ويدبـر لهم تنقلاتهم، لقاء نسبة من الإيـراد المغري الذي يحصل عليه من كل أفراد الفريق الذي يديره، وكأننا أمام نموذج تطبيقي بامتياز لفيلم عادل إمام (المتسول)..

السطـر الأخـير :
والنفس من خيرها في خير عافية ... والنفس من شرها في مرتع وخم.


aokhayat@yahoo.com

للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة