لم أشاهد قط تغطية متواصلة لحدث هام يختص بالطيران، كما شاهدته في قنوات الأخبار العالمية وخصوصا لقناة (سي إن إن) الأمريكية التي أعطت مساحة كبيرة لحدث اختفاء الطائرة الماليزية وأحضرت المحللين وأخصائيي الطيران للتحليل والمناقشة، وصار النزاع في القرم الذي يهدد العلاقات الأمريكية الروسية بانتكاسة كبيرة خبرا أقل أهمية بالمقارنة بهذا الحادث.
فسرت هذا الاهتمام المبالغ فيه بالخوف المتأصل في قلوب نسبة كبيرة من البشر من حوادث الطيران، والذي عززه أفلام هوليودية مرعبة وقصص تواترت عن مشاهدات لفظائع نتيجة هذه الحوادث، إلى جانب الهالة الإعلامية والرعب من استخدام هذه الطائرة كقنبلة ضخمة قد تستخدم ضد أهداف مدنية كما حصل في أحداث 9/11 الإرهابية في أمريكا. هذا الحادث أثبت بما لايدع مجالا للشك محدودية التقنية الحديثة للأقمار الصناعية في فك طلاسم مثل هذه الحوادث الغريبة، والتي كان يدعى أنها تقدر التعرف على هيئة طبق صغير على الأرض من الفضاء البعيد، ليتضح بعد ذلك أن كل ذلك كان محض مبالغة شديدة، فبعد ما يقارب من أسبوعين من اختفاء هذه الطائرة، يطلع علينا مسؤول غربي في مؤتمر كبير ليعلن أن بلاده اكتشفت السر الخطير وعثرت على أجزاء كبيرة من حطام الطائرة، ليتم التأكد بعدها أن القمر الصناعي سجل مشاهدته للقطعتين قبل خمسة أيام وليست مشاهدة لحظية، ليصعب الأمر على الطائرات والسفن التي حضرت للموقع لأنها لم تعثر على شيء – حتى وقت إعداد هذا المقال- ويعتقد أن هذه القطع الكبيرة قد غاصت في ظلمات المحيط العميق. التقنية الحديثة صارت أضحوكة في نظر البعض، مع قدرة راكبة ماليزية واحدة على الخطوط السعودية من تحديد حطام الطائرة بدقة من علو شاهق بالعين المجردة وفي موقع يبعد آلاف الأميال عن الموقع الذي تم تحديده عن طريق الستالايت، فيا ترى من نصدق!! هذا الموضوع برمته جلب عشرات القصص والروايات التي تحكي عن هذه الطائرة بعضها لا يصدق والبعض الآخر مضحك مبكٍ، ولكنني أوجز هنا بعض ما تعزز عندي من إيمان ومعتقدات وهي:
- أنه مهما بلغ علم الإنسان وما توصل إليه من تقنية حديثة إلا أنه يظل عاجزا أمام عظمة وإحاطة علم الله عز وجل، قال تعالى (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)، فالله جل في علاه عالم بما كان وماهو كائن وما سيكون.
- أن العالم أصابه لوثة وازدواجية كبيرة في المعايير، فمع اختفاء طائرة تحمل 250 شخصا (ومع تعاطفي الشديد للأنفس البشرية التي على متنها)، جيشت طائرات استطلاع وسفنا بحرية، ومساندة أكثر من عشرين دولة في البحث والإنقاذ، وفي سوريا الجريحة يقتل أطفال ونساء ورجال يوازي هذا العدد في يومين أو ثلاثة، ومنذ ثلاثة أعوام، ودول العالم المتحضرة والتي تراعي حقوق الإنسان تشاهد كل ذلك ولا تفعل شيئا!!
- أن البحث عن الإثارة والأخبار المشوقة حتى إذا تعارضت مع الأخلاقيات والأعراف هي ديدن كثير من وسائل الإعلام الغربي ووصلت العدوى لبعض القنوات العربية للأسف، فطاقم الطائرة وقائدها على وجه الخصوص تم الكشف عن أدق التفاصيل في حياته حتى قبل العثور على الطائرة، فصار إرهابيا تارة، ومعارضا للنظام تارة أخرى، وزيرا للنساء، ومصابا باكتئاب ويرغب في الانتحار، دون مراعاة أبنائه وعائلته ومحيطه الاجتماعي!
فسرت هذا الاهتمام المبالغ فيه بالخوف المتأصل في قلوب نسبة كبيرة من البشر من حوادث الطيران، والذي عززه أفلام هوليودية مرعبة وقصص تواترت عن مشاهدات لفظائع نتيجة هذه الحوادث، إلى جانب الهالة الإعلامية والرعب من استخدام هذه الطائرة كقنبلة ضخمة قد تستخدم ضد أهداف مدنية كما حصل في أحداث 9/11 الإرهابية في أمريكا. هذا الحادث أثبت بما لايدع مجالا للشك محدودية التقنية الحديثة للأقمار الصناعية في فك طلاسم مثل هذه الحوادث الغريبة، والتي كان يدعى أنها تقدر التعرف على هيئة طبق صغير على الأرض من الفضاء البعيد، ليتضح بعد ذلك أن كل ذلك كان محض مبالغة شديدة، فبعد ما يقارب من أسبوعين من اختفاء هذه الطائرة، يطلع علينا مسؤول غربي في مؤتمر كبير ليعلن أن بلاده اكتشفت السر الخطير وعثرت على أجزاء كبيرة من حطام الطائرة، ليتم التأكد بعدها أن القمر الصناعي سجل مشاهدته للقطعتين قبل خمسة أيام وليست مشاهدة لحظية، ليصعب الأمر على الطائرات والسفن التي حضرت للموقع لأنها لم تعثر على شيء – حتى وقت إعداد هذا المقال- ويعتقد أن هذه القطع الكبيرة قد غاصت في ظلمات المحيط العميق. التقنية الحديثة صارت أضحوكة في نظر البعض، مع قدرة راكبة ماليزية واحدة على الخطوط السعودية من تحديد حطام الطائرة بدقة من علو شاهق بالعين المجردة وفي موقع يبعد آلاف الأميال عن الموقع الذي تم تحديده عن طريق الستالايت، فيا ترى من نصدق!! هذا الموضوع برمته جلب عشرات القصص والروايات التي تحكي عن هذه الطائرة بعضها لا يصدق والبعض الآخر مضحك مبكٍ، ولكنني أوجز هنا بعض ما تعزز عندي من إيمان ومعتقدات وهي:
- أنه مهما بلغ علم الإنسان وما توصل إليه من تقنية حديثة إلا أنه يظل عاجزا أمام عظمة وإحاطة علم الله عز وجل، قال تعالى (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)، فالله جل في علاه عالم بما كان وماهو كائن وما سيكون.
- أن العالم أصابه لوثة وازدواجية كبيرة في المعايير، فمع اختفاء طائرة تحمل 250 شخصا (ومع تعاطفي الشديد للأنفس البشرية التي على متنها)، جيشت طائرات استطلاع وسفنا بحرية، ومساندة أكثر من عشرين دولة في البحث والإنقاذ، وفي سوريا الجريحة يقتل أطفال ونساء ورجال يوازي هذا العدد في يومين أو ثلاثة، ومنذ ثلاثة أعوام، ودول العالم المتحضرة والتي تراعي حقوق الإنسان تشاهد كل ذلك ولا تفعل شيئا!!
- أن البحث عن الإثارة والأخبار المشوقة حتى إذا تعارضت مع الأخلاقيات والأعراف هي ديدن كثير من وسائل الإعلام الغربي ووصلت العدوى لبعض القنوات العربية للأسف، فطاقم الطائرة وقائدها على وجه الخصوص تم الكشف عن أدق التفاصيل في حياته حتى قبل العثور على الطائرة، فصار إرهابيا تارة، ومعارضا للنظام تارة أخرى، وزيرا للنساء، ومصابا باكتئاب ويرغب في الانتحار، دون مراعاة أبنائه وعائلته ومحيطه الاجتماعي!