-A +A
عبدالله ابو السمح
فرحنا وهللنا وصفقنا كثيرا قبل سنوات للجامعات التي نجحت في جمع تبرعات لإنشاء كراس علمية لوضع دراسات عن مواضيع اجتماعية وطبية لفائدة المجتمع، لقد تبرع رجال أعمال بملايين الريالات للإنفاق على أنشطة علمية في الجامعات السعودية الكبيرة وخصوصا جامعة الملك سعود في الرياض وجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، هذه الدراسات المختصة في موضوع واحد يقوم بها أساتذة في الجامعة يتفرغون لها وتسمى «كرسي» لدراسة موضوع واحد يتفرغ له أستاذ أو أكثر مع عدد من الدارسين المساعدين، لقد مضت سنوات عديدة على إنشاء هذه الكراسي واستلام التبرعات لها، مثلا دراسات عن شلل الأطفال وعن مرض الإيدز وسواهما من الأمراض المستعصية التي تهدد المجتمع، ومتبرعون فضلاء كثيرون، ولكن مضت أعوام ولم نسمع أخبارا عن نشاطات هذه الكراسي العلمية ولا عن أي نتائج توصلت إليها، صحيح أن الأبحاث تستغرق وقتا بل ووقتا طويلا أحيانا، وقد لا يتوفق الباحثون في الوصول إلى نتائج لكن الأمانة العلمية والأخلاقية تفترض نشر أخبار عن معمل الأبحاث في هذه الكراسي، وواجب على الجامعات التي قبضت ملايين الريالات للإنفاق على هذه الكراسي التي هي تحت إشرافها إصدار بيانات دورية عن أنشطة تلك الكراسي ليتعرف المهتمون على جدية العمل فيها، هذا الصمت المحيط بأنشطة الكراسي يثير الريبة والشك فيها، وما يقال عن أن الأموال المتبرع بها قد تذهب في غير محلها من سفريات وانتدابات دون تحقيق أي نتائج مفيدة.
وكما سبق أن قلته في مقال سابق (عكاظ 2009/1/28) ألا يجدر بوزارة التعليم العالي وهي المرجع الإداري والعلمي للجامعات أن تبحث في الأمر سنويا وأن تتخذ إجراءات ضد المتهاونين، لقد زادت الشكوك فأرونا أعمالكم وإنجازكم.