-A +A
محمد عبدالواحد
•• في كل مكان تراه..
•• هو كالغالبية من الناس الملقاة بلا اهتمام على مقاعد المقاهي بعد صلاة العشاء.

•• وكالقلة الذين تراهم بعد منتصف الليل يفترشون أرصفة شاطئ نصف القمر.. أو شاطئ أبحر.. ويشفط «لي» شيشته ولا يتعب!!
•• وهو أيضا لا يحب غناء هذه الأيام.. ولا يتحمس لتأوهات وميوعة «نانسي عجرم»، ولكنه يتحسر على أيام المغنى الأصيل أيام أم كلثوم «وهلت ليالي القمر».
•• عم صدقة ما زال حيا يرزق.. كتبت عنه ذات زمن مضى، وبالتحديد في 9 رجب 1389 في «عكاظ».. وقلت يومها: علموه كيف تقترب الأرض من القمر!! وبالطبع لا هو تعلم ولا أنا تعلمت!!
•• ورأيته قبل أيام في «مركازه» في حارة اليمن يتجذر كشجرة «النيم» العتيقة أمام منزله.. إنهما يتشابهان.. لقد تغير الزمن.. لكنهما لم يتغيرا..
•• وعم صدقة يكره الغدر ويحب المواجهة حتى مع الشيطان، ولكنه لا يتحدث في السياسة إطلاقا.. ولا يكترث لمن جاء ولا لمن ذهب.
•• إنه إنسان بسيط يأكل ويشرب وينام ويصحو ويلعب الضومنة ويستغفر الله كثيرا.. ويخرس أكبر أبنائه أمامه فلا يجرؤ أن ينبس بكلمة..
•• وعندما يعود إلى منزله بعد صلاة الفجر يطلق ذلك الإنذار الشهير «يا ساتر» فيخرس كل كائن في الدار..
•• قلت: يا عم صدقة لقد قلت الانتخابات ولم أقل «الانتحابات» وهناك فرق.
فرد ساخرا: لقد قلت هذا قبل خمسة وثلاثين عاما.. فلماذا تأتي اليوم.. لتعيد علي ما قلته بالأمس..؟
قلت: الدنيا تغيرت.. وأنت لم تتغير.. إن خطوة واحدة إلى الأمام.. تعني أن أحداثا هامة ورائعة سوف يأتي بها الغد..
•• وانصرف عم صدقة وهو يجر خلفه ذيلا من الذكريات.